موجو ….صحافة الموبايل
سليمة كلثوم
مع تسارع الأحداث وكثرتها من أخبار لحروب وأعمال شغب وكوارث بشرية وطبيعية، ومع تنامي ظاهرة غضب الطبيعة في العالم من زلازل وحرائق وفيضانات وأعاصير، وبوجود عالم متغير بتدفق مذهل للمعلومات والتكنولوجيا واعتماد الذكاء الصنعي لمواكبة ما يجري من أحداث بسرعة أكبر وبطريقة أسهل لنقل الحدث من موقعه دون الحاجة لتوصيل كابلات، وحمل معدات ثقيلة، وإمكانية التنقل في المناطق الخطرة بأمان أكثر دون لفت الأنظار لمحرر بحاجة إلى العمل في تكتم، كل هذا أدى إلى اعتبار صحافة الموبايل هي النمط السائد في عالم الإعلام الحديث والاتجاه الجديد الذي يعتمد في تغطية الأخبار وبثها.
الموبايل جهاز صحفي شامل
أحدثت استخدامات صحافة الموبايل نقلة نوعية في الاتجاهات الإعلامية الحديثة، ووضعت الصحافة التقليدية أمام تطور يفرض عليها ضرورة التكيف مع التغييرات المستمرة، وأوجد الموبايل نمطاً ” جديداً” في إنتاج المادة الإعلامية بمراحلها المختلفة وبشكل احترافي انطلاقاً من خدمة البحث عن المعلومات، مروراً بنقل المادة الإعلامية والتغطية المباشرة للأحداث لحظة وقوعها، وتوثيقها بالصوت والصورة، إضافةً إلى إمكانية نشرها على مواقع التواصل الإجتماعي آنياً.
الموبايل بتطور مستمر
وجود إصدارات جديدة ومتطورة بشكل دائم لأجهزة الموبايلات، يوثق إعتبار الموبايل أداة منافسة لأدوات الصحافة التقليدية، فتطور كاميرات الموبايل صغيرة الحجم وزيادة تطور الدقة العالية والجودة المتميزة في نقل الصور، ميزها عن الكاميرات المحمولة الثقيلة الوزن، كما أمست تطبيقات الموبايل السهلة والمجانية تسيطر على 90% من وقتنا ومع وجود تطبيقات لسرد القصص على أجهزة الموبايل سواء للمبتدئين أو المحترفين، حيث بات بالإمكان إنشاء قصص إجتماعية بسرعة مع عناوين متحركة، وتسميات توضيحية ممتعة، وموسيقى مجانية، فضلاً عن وجود تطبيقات أخرى صممت خصيصاص للصحفيين المحترفين من تسجيل للفيديو، وتحرير يلبي متطلبات البث التلفزيوني، وتطبيقات تحرير الصوت لصنع حزم الراديو والبودكاست، وتطبيقات التصوير الاحترافي.
احتراف صحافة الموبايل
التدريب هو مفتاح النجاح، و يجدر بالصحفي أن يوسع دوره التقليدي، ولابد أن يدرك المحررون والمدراء الفرص التي تتيحها صحافة الموبايل ويستغلوها، ليتمكنوا من دعم فريقهم في إتباع أساليب مبتكرة ومهارات تحرير بوتيرة أسرع، فصحفي الموبايل يصور ويحرر فوراً، وقد يكون هو المصور والمحرر بآن واحد، وعليه يجب إنشاء مراكز تدريب وفرق بحث متخصصة لتعليم تقنيات وفنيات الكتابة الصحفية الخاصة بصحافة الموبايل، وتعزيز قدرات الكوادر العاملة في إدارات التواصل المؤسسي وتأهيلها عبر دورات تدريبية.
أهم خطوات موجو وركينغ (تحرير الأخبار بالموبايل)
١- التخطيط: زاوية القصة /أشخاص ستجري معهم مقابلات / لقطات محتملة/ أفكار للنص.
٢- جمع الأخبار: بحث/ عثور على مصادر جمع البيانات والتحقق منها/
٣- التصوير وكتابة النص التحريري: التقاط صور ثابتة، فيديو /استخدام صور ثابتة من مقطع فيديو/ تسجيل الصوت /الكتابة للصورة والفيديو/ تحديد شكل الملفات
٤- المشاركة أو النشر: منصات رقمية / تلفزيون
تجهيزات محتمله للموبايل
١- المقبض: لثباتية الصور أثناء التصوير.
2- حامل كاميرا عصا سيلفي: مناسب للمقابلات وتصوير المراسل أثناء وقوفه أمام الكاميرا.
3- مايكروفون وسماعات: تعزيز لجودة الصوت مع وصلة تسمح بربط المايكروفونات الاحترافية بالهاتف الذكي.
4- شاحن محمول وذاكرة إضافية
هذا وكل ما أردنا أن نرفع من جاهزية الموبايل، سنجد أدوات أخرى كالعدسات، وضوء الكاميرا، وحاجب للريح، وجهاز حمل من الطراز الأول، وكاميرات طائرة صغيره الحجم يتحكم بها بواسطة الموبايل.
لاشك أن الميزات المذكورة شجعت فئة كبيرة على استخدام الموبايل، وساهمت بالتأسيس لفكرة احتلال الموبايل مكانة لا تخطئها العين في إنتاج المحتوى الإعلامي ولا سيما إثراء المنصات المختلفة في الفضاء الرحب، وأثبتت الدراسات البحثية أن حوالي 80% من المواد الإخبارية والمحتوى الإعلامي تعتمد على المعلومات ومقاطع الفيديو التي تنشر وتبث عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وتوصلت الدراسات الحديثة إلى أن استخدام الموبايل أحدث تغييراً في سلوك إنتاج المحتوى الإعلامي عبر رفده بأشكال صحفية جديدة في السرد القصصي والعمق البصري في عملية الإنتاج، ومن هنا يبرز دور صحافة الموبايل واستحواذه على المشهد الإعلامي الحديث.