روسيا والصين.. ننادي بعالم متعدّد الأقطاب لا يقوم على قواعد تتغير يومياً طبقاً للمصالح
موسكو – واشنطن – تقارير
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن روسيا والصين تنطلقان من مواقف واحدة لتشكيل عالم متعدّد الأقطاب، الأمر الذي أكّدته زيارة الرئيس الصيني الأخيرة إلى موسكو.
وقال بوتين خلال لقائه وزير الخارجية الصيني وانغ يي: إن تلك الزيارة أعطت دفعاً كبيراً لتطوير العلاقات الثنائية والشؤون الدولية أيضاً، حيث ننادي بعالم متعدّد الأقطاب وليس عالماً يقوم على قواعد مغايرة لم يرها أحد وتتغير يومياً طبقاً لمصالح أولئك الذين اقترحوا تلك الصيغة الخرقاء.
وأوضح الرئيس الروسي أنه قبل دعوة نظيره الصيني تشي جين بينغ بين لزيارة جمهورية الصين الشعبية في تشرين الأول من السنة الجارية ضمن أطر فعاليات دفع المبادرة الصينية حزام واحد طريق واحد التي تنطوي على أهمية دولية كبيرة، مؤكداً أن هذه المبادرة تتجاوب بالكامل مع مصالح روسيا وتتكامل مع مبادرتها حول إقامة فضاء أورواسيوي واسع النطاق.
بدوره شدّد وانغ يي على استعداد بكين لمواصلة توطيد الثقة والتعاون مع روسيا وترسيخ التنسيق معها على الساحة الدولية، والدفاع معاً عن مصالحهما والعمل لإحراز عدالة دولية.
من ناحيته، أكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن عملية التغيير في العالم تتسارع، وأن العديد من دول العالم يدعم هذا التغيير، مشيراً إلى أن روسيا والصين تتفقان حول هذه الفلسفة.
وقال بيسكوف: هناك تعاون بين الدول التي تتقاسم هذا الطرح، وتتفق على أن العلاقات الدولية يجب أن تكون مبنية على الاحترام المتبادل والقانون الدولي، وليس على القواعد التي يبتكرها طرف ما وينتهكها حسب مزاجه، لافتاً إلى أن العديد من الدول يرى أنه على مجلس الأمن أن يكون أكثر شمولية سواء في المجال السياسي أو الاقتصادي أو غيرهما.
وأضاف بيسكوف: إن “منظمة الأمم المتحدة تبقى الهيئة الأساسية، وليس هناك من بديل عنها في الوقت الحالي”.
وفي شأن آخر، أكد نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو أن مناورات حلف شمال الأطلسي “الناتو” عام 2024 جزء من استعداده لصدام عسكري مباشر مع روسيا، وخطوة أخرى لزعزعة الاستقرار في أوروبا.
وقال غروشكو: إن هذه المناورات استفزازية وتحمل بوضوح طبيعة عدوانية، وتمثل استعراضاً للقوة ومحاولة للضغط العسكري والسياسي، مشيراً إلى أن سيناريو هذه المناورات صيغ بطريقة لا تترك مجالاً للشك في أنها جزء من الاستعداد لصدام عسكري مباشر مع روسيا.
من جهةٍ أخرى، اعتبر وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أن على حلفاء الولايات المتحدة تزويد كييف بقذائف مدفعية وأنظمة دفاع جوية قبل فصل الشتاء، وذلك في استمرار لسياسة واشنطن في تأجيج النزاع وإذكاء نار الأزمة في أوكرانيا.
وقال أوستن: إن على الدول الشريكة لواشنطن إلقاء نظرة أخرى على مخزوناتهم من القذائف عيار 155 ميلليميتراً وأنظمة الدفاع الجوي والاعتراض الرئيسية للتأكد من أننا نقدم كل ما في وسعنا لإعداد أوكرانيا لفصل الشتاء.
وكشف عدد من المسؤولين الأمريكيين والأوروبيين أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تبحث تزويد نظام كييف بصواريخ (أرض – أرض) الموجهة بعيدة المدى.
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية في تقريرها اليومي إن قواتها قامت على محور دونيتسك بصدّ 5 هجمات للعدو، وبلغت خسائره نحو 180 جندياً، وفي اتجاه جنوب دونيتسك بلغت خسائر القوات الأوكرانية 135 جندياً، أما على محور كوبيانسك فقد دمرت القوات الروسية منظومة “إم 1097 أفنجر” أمريكية الصنع للدفاع الجوي.
كذلك صدّت القوات الروسية هجومين على محور كراسني ليمان، وقضت على نحو 70 عسكرياً أوكرانياً، كما اعترضت الدفاعات الروسية 4 صواريخ “ستورم شادو” بريطانية الصنع و 5 صواريخ تم إطلاقها من منظومات “هيمارس” الأمريكية.
ورجح البيان أن يكون سبب الحادث خللاً فنياً، موضحاً أن التحقيقات بدأت لمعرفة ملابساته.
من جهته، أعلن جهاز الأمن الفيدرالي الروسي في إقليم ألتاي القبض على مواطن في مدينة بارناول قام بتسميم مياه يمكن أن يشرب منها الجنود، ووجهت له تهم تتعلق بالخيانة والإرهاب.
وقال الجهاز في بيان: ثبت من خلال البحث أن مواطناً روسيا تواصل بشكل استباقي مع المخابرات الأوكرانية من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، وأبدى استعداده لدعم القوات الأوكرانية، موضحاً أنه قام بتسميم المياه المخصصة للأفراد العسكريين الموجودين في مكان قريب، وصور العملية برمتها، وأرسلها إلى المخابرات الأوكرانية التي تقوم بتجنيد مواطنين روس لتنظيم هجمات إرهابية.