ثقافةصحيفة البعث

القصيدة تأتي بغتة في أغلب الأحيان

حين نبوح ما بعد الصمت يتراقص الصفصاف ويتلون الوجع على شجر الوجود لنرى الدمع آخر لحظة للعبور فكيف إن كانت اعترافات شاعر عاش طقوس الكون بحالة عشقية يحاكي من خلالها الطبيعة والوطن والمرأة لينسج أجمل اللوحات الشعرية.. شاعر يرتل الحروف بقصائده برؤية رمزية وبنية تخييلية عميقة صدر له تسع مجموعات شعرية إنه الشاعر طلال الغوار أخذنا إلى عالمه الإبداعي من خلال هذا الحوار..

**كيف نجد القصيدة بعالم الشاعر طلال الغوار ؟

القصيدة وحدها من لها قدرة الاقتحام لخفايا الأعماق والمناطق السرية فيه وبالتالي فهي التعبير عن لحظات التوحد الكياني لكل شاعر بين العقل والانفعال بين الحلم والواقع وبين مخزونه المعرفي وتموجات الوجدان بين الوعي واللاوعي عبر المخيلة لينتج عالم آخر مغاير للواقع ومشابه، لهذا فالقصيدة عندي هي تحقيق حالة التوازن الذاتي مع الواقع يخلق هذا العالم.

**هل هناك طقوس معينة للإبداع ومن أين تستوحي قصائدك؟

ليس ثمة طقوس محددة للكتابة، فالقصيدة تأتي بغتة في أغلب الأحيان وتبدأ إرهاصاتها عندي بعبارة أو فكرة أو صورة أو ذكرى وإحساس مبعثه مفردة طارئة من حياتنا اليومية أو من مشهد أراه من كل هذا وربما من حالات أخرى لها عمقها الوجداني والروحي تخلق هاجساً لمشروع كتابة قصيدة .

** ماذا تحدثنا عن مؤلفاتك وأيهما الأقرب إليك؟

ما صدر لي من مجاميع شعرية البالغة تسع مجموعات فصلاً عن كتاب سردي أخر هو (نداء لصباحات بعيدة) تمثل تجربتي الشعرية عبر مسارها الزمني الذي يمتد إلى أربعين عاماً ولكل مجموعة خصوصيتها وارتباطها بالفترة التي كتب فيها بالرغم من أن هناك نقاط مشتركة بين جميع هذه المجموعات ،أما أيهما الأحب إلى نفسي فجميعها قريبة إلي لكن هناك ربما قصائد معينة في مجموعة أو تلك كثيراً ما أحب قراءتها وتكرارها.

**ماذا يضيف النقد للقصيدة وهل هناك نقاد برأيك؟

المسألة متعلقة بوعي وثقافة الناقد ومدى حساسيته المعرفية والفكرية التي تشكل رؤاه النقدية ومرتكزاتها يضاف لها مصداقيتها في تناول النص ومن هنا يأتي تأثير النقد وفاعليته، لكن الأمر يبدو في واقعنا الثقافي العربي ليس كذلك تماماً فقد كثرت الكتابات غير المسؤولة باسم النقد.

**نجد أن الساحة الأدبية ممتلئة بكثرة الشعراء وخصوصاً على مواقع التواصل الاجتماعي، مارأيك بذلك؟

نعم الساحة الأدبية مزدحمة بالشعر والشعراء وليس فقط في وسائل التواصل الاجتماعي فحسب وإنما في الصحف اليومية والمجلات ووسائل أخرى، وأغلبها كتابات لا تنتمي للشعر وتكتب بعضها تحت غطاء قصيدة النثر، واستسهال الكتابة مع استسهال نشرها بدعوى الحرية فإنها مغالطة كبيرة لا تخدم الشعر ولا الثقافة وإنما هي حالة الفوضى التي يختلط فيها الغث مع السمين والتي تسود واقعنا الثقافي العربي.

**ماذا عن مجموعتك الشعرية الأخيرة وحفل التوقيع باتحاد الكتاب العرب فرع طرطوس؟

أقام اتحاد الكتاب العرب _فرع طرطوس- حفل توقيع ليس لديواني الشعري وإنما لكتابي السردي (نداء لصباحات بعيدة) وكان الحضور نخبوياً جميلاً سررت به كثيراً وحضور إعلامي وهنا أوجه الشكر لرئيس فرع طرطوس لاتحاد الكتاب الشاعر الجميل منذر يحيى عيسى على اهتمامه ورعايته لهذا الحفل مع مشاركة بعض الكتاب بقراءة نقدية في كتابي.

**ما القصيدة التي تود أن تكتبها من مجموعتك الشعرية الأخيرة (القصيدة تبحث عن زمن آخر) ؟

قصيدة بعنوان (مخاض عسير)

تعبرني النظرات سريعاً

دونما اكتراث

وأنا ساهم وحدي

على مصطبة في الحديقة

فيما كنت أهبط عميقاً

في نفسي

حتى إذا ما أيقظت

إحدى صرخاتي النائمة

جغل العابرون..

والتفتوا نحوي

ليروني محدقاً بهم

ولكني لم أرهم

إنهم يجهلون .. أن السفر إلى الأعماق

مخاض خطير..لا يعرفه إلا الشعراء..

**ما هي مشاريعك المستقبلية؟

أوشك على الانتهاء من كتاب آخر يشبه في بعض أوجهه كتاب/نداء لصباحات بعيدة/ وإن كان الأخير هو ما يشبه سيرة ذاتية بلغة الشعر فأن هذا الكتاب هو تداخل لجميع الأجناس الأدبية.

هويدا محمد مصطفى