“شبيبة الثورة” يشعل شمعته الـ55 بملحمة مسرحية وطنية
حلب- غالية خوجة
“ناداهم البرق فاجتازوه وانهمروا، عند الشهيد تلاقى الله والبشر”، بهذا البيت الشعري لسليمان العيسى، انطلقت احتفالية اتحاد شبيبة الثورة بعيده التأسيسي الخامس والخمسين، على مسرح نقابة الفنانين بحلب.
وقدّم كورال فرع الشبيبة، بالتعاون مع المسرح المدرسي، عرضاً مسرحياً (إخراج جمال خللو، نص لأحمد الفارس العلي) يتناول الصراع التاريخي بين المحتل وحماة الوطن من كافة فئات الشعب، وعلى مرّ الأزمنة التي ظهر فيها أمثال جنكيز خان والبرابرة والاستعمار البريطاني والفرنسي وكليبر واتفاقية سايكس بيكو واتفاقيات التقسيم والكيان الصهيوني والعشرية الإرهابية على سوريتنا الحبيبة. وبالمقابل كان الشعب العربي مقاوماً ومدافعاً عن حقوقه ووطنه ومنتصراً مثل العنقاء والفينيق بإرادة لا تنطفئ، سواء انعكست من زنوبيا بجملتها الشهيرة: “بيدي لا بيدك يا عمرو”، أو من الشخصيات الوطنية العظيمة على مر التأريخ مثل سيف الدولة الحمداني، وعبد الرحمن الكواكبي، وسليمان الحلبي والشيخ صالح العلي وعز الدين القسام وجول جمّال. وبين هذه الأصوات يطلع صوت العروس المستقبلة لعريسها الشهيد، وصوت الجندي المدافع عن وطنه بكلّ شيء وكأنه الذاكرة الجمعية للشخصيات البطولية العظيمة، والعقاب المنتصر على جولات الباطل.
واتسمت المسرحية بالحماسة وسرد السيرة الملحمية للبطولة والوطن، مرتكزة على عدة تقنيات فنية منها الراوي العجوز المرتدي لعباءة التأريخ والأحداث الذي يسجل أسماء وأفعال الأبطال، والعروس التي تتخلل ذاكرتها وحاضرها تلك الأحداث والشخصيات إلى لحظة حضور عريسها البطل مكفناً بالعلم الذي سيحتفظ به ابنها ليسير في طريق الشرف والكرامة، عبوراً بأبيات شعرية روتها كلّ شخصية من الشخصيات النضالية العظيمة، سواء بطريقة الحكي المباشر كمونولوغ وديالوغ، أو بطريقة المشاهد المسرحية الأقرب إلى الشاشة التلفازية، ولغة مسرح خيال الظل، والصعود من بين الحضور إلى المنصة.
إضافة إلى توظيف العناصر المسرحية بفنية مناسبة، ومنها الأزياء المناسبة للممثلين وأدوارهم، وتوظيف الغناء الشعبي و”الهناهين” الشعبية الوطنية المناسبة مثل “يا مهيرة خلف الجبل”، و”إن هلهلنا يا عروبيّة الواحد منا يسوى ميّة”، وكذلك الخلفية الموسيقية المتماوجة بين صوت الآلات والبشر، وما رافقها من سينوغرافيا متناغمة ببساطتها، والتركيز على ألوان الضوء التي كانت حمراء بلون الدماء في المشاهد الخاصة بالمجرمين القتلة الذبّاحين المدمّرين الخونة.
وشكّلت هذه العوامل متفاعلة حكاية سيرة داخل حكاية سيرة من خلال المكان والزمان والأفعال، مع تركيز منطوق كل شخصية من الشخصيات على الوعي الوطني والانتماء المقاوم والهوية العروبية، وكم كان مناسباً لو اختُتمت هذه المسرحية مع أغنية “موطني”.
تجذير القيم المضيئة
وبهذه المناسبة، قال لـ”البعث” أحمد هلال رئيس مكتب الإعداد والثقافة والإعلام بالشبيبة: تؤكد الشبيبة والشبيبيون على الاستمرار في تنمية مدى الوعي والارتباط بالوطن وجيش الوطن وقائد الوطن وعلم الوطن وفكرة تجذير الإنسان بوطنه والوطن في الإنسان، والمسرحية بمضمونها وأحداثها تتمحور حول هذه الأفكار وقيمها المضيئة.
وبابتسامة محبّبة أخبرتنا عفاف حجار أمين شعبة التربية الأولى، حزب البعث العربي الاشتراكي، أن الاحتفال بهذا العيد وذكراه التأسيسية حالة من التناغم لأن الشبيبة رديفة للحزب، وموجودة جانب أبنائنا في مراحلهم الإعدادية والثانوية وتضمّ القادة المؤسّسين لقادة المستقبل.