المفاجأة كانت السر في “طوفان الأقصى”
تقرير إخباري
لم يشهد الصراع الفلسطيني مع الكيان الإسرائيلي، ومنذ عشرات السنين، ما يشهده العالم اليوم من ملحمة كبرى، يسطرها شعب محاصر، فعندما تقاعس العرب عن نصرتهم، تحولت غزة إلى “طوفان لحماية الأقصى”. وللمرة الأولى في تاريخ الصراع الفلسطيني الصهيوني، تبدأ معركة بقرار فلسطيني وبهجوم استباقي أفقد العدو الإسرائيلي توازنه وصوابه، وبات يتحدث وبشكل علني عن عدم امتلاكه معلومات دقيقة عن عدد قتلاه وأسراه وجرحاه ودباباته وعجلاته التي احترقت بمن فيها.
فقد شن أبطال المقاومة من كتائب عز الدين القسام هجوماً كبيراً على المستوطنات المحيطة بغلاف غزة من البر والجو والبحر، وهدموا الجدار العازل، وأمطروا سماء الأراضي المحتلة بالصواريخ، بعدما ضاقوا ذرعاً بالاستفزازات الإسرائيلية، ومعاناتهم اليومية من سياسة الفصل العنصري، وإقدام المستوطنين على تدنيس المسجد الأقصى. فكانت الخسائر البشرية التي تكبدها الكيان الإسرائيلي كبيرة قياساً إلى الخسائر التي مني بها في حرب تشرين التحريرية. وحتى هذه اللحظة بلغ عدد القتلى الإسرائيليين 350 قتيل، و1891 جريح، عدا حساب عدد الأسرى والمفقودين.
كان لا بد من أن يوضع حد لجرائم الصهاينة المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وتنكرهم للقوانين الدولية وفي ظل الدعم الأمريكي والغربي والصمت الدولي، فالملحمة الكبرى التي يشهدها العالم اليوم في فلسطين المحتلة، رغم أنها جاءت دفاعاً عن الأقصى وباقي المناطق المقدسة، إلا أنها جاءت أيضاً لتقول للعالم أجمع أن في فلسطين هناك شعباً يرفض أن يتحول إلى لاجئ ومشرد.
لقد بلغ السيل الزبى، وكان لا بد أن يرد الشعب الفلسطيني على عربدة عصابات بن غفير الإرهابي، وتدنيسها المتكرر للمسجد الأقصى تمهيداً لفرض السيادة الصهيونية عليه، لذلك فاجأت المقاومة الكيان الصهيوني بـ “طوفان الأقصى”، وهو طوفان استعّدت من أجله المقاومة مسبقاً لكل ردود فعل الكيان، حتى لو كان ردة الفعل حرباً شاملة، فغزة ليست وحدها، فهناك محور المقاومة، وجميع الشعوب العربية سيقفون معها في معركة المصير والدفاع عن الأقصى وفلسطين.
لقد أثبت “طوفان الأقصى”، أن الكيان الصهيوني أوهن من بيت العنكبوت، وأن بإمكان الشعب الفلسطيني هزيمته وتحرير مقدساته وأرضه وأسراه. “طوفان الأقصى” ليس رسالة، بل معركة بكل ما للكلمة من معنى، فلم يعد هناك خطوط حمراء أمام غزة، مادام المسجد الأقصى يدنسه الإرهابي بن غفير وعصابات المستوطنين. و “طوفان الأقصى”، معركة رفض الواقع الذي تريد أمريكا فرضه على الشعب الفلسطيني، وشعوب المنطقة عبر الاحتلال والتطبيع، والترويج للانبطاح أمام عدو أثبت “طوفان الأقصى” أنه أجبن بكثير مما هو متصور.
هيفاء علي