أخبارصحيفة البعث

مشهد جديد تصنعه المقاومة الفلسطينية

تقرير إخباري

أحدث الهجوم المفاجئ واسع النطاق الذي شنته المقاومة الفلسطينية موجات من الصدمة في جميع أنحاء الشرق الأوسط والعالم، حيث أظهرت المقاومة الفلسطينية قدراً كبيراً من السرية ونفذت هجوماً مفاجئاً وقوياً، فاجأت فيه الموساد الإسرائيلي ووكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية.

لم تقم المقاومة الفلسطينية بإطلاق آلاف الصواريخ فحسب، بل قامت أيضاً بالتسلل على نطاق واسع إلى مستوطنات الكيان الصهيوني، وكانت المفاجأة في القدرة على تنظيم مثل هذه العملية الضخمة دون تسريب أي معلومات، وهو أمر مثير للإعجاب.

لقد تكبد الكيان الإسرائيلي خسائر فادحة هذه المرة، حيث قُتل ما لا يقل عن 100 شخص في اليوم الأول، وأصيب حوالي 900 آخرين. علاوة على ذلك، نشرت المقاومة الفلسطينية مقاطع فيديو تظهر جنوداً إسرائيليين أسرى، كما وأعلنت المقاومة الفلسطينية أنها أسرت  نمرود ألوني، أحد كبار القادة العسكريين في الكيان. بالإضافة إلى ذلك، تم احتجاز حوالي 50 إسرائيلياً كرهائن، مما يجعل هؤلاء الأسرى والرهائن أوراق مساومة في أيدي المقاومة الفلسطينية.

ومن المرجح أن تنفذ “إسرائيل” عمليات انتقامية رداً على ذلك تتجاوز الغارات الجوية، ومن المحتمل جداً أن تقوم بهجوم بري.  ومع ذلك، ستواجه “إسرائيل” تحديات في الاستهداف الفعال لأن المقاومة الفلسطينية اليوم ليست كما كانت في الماضي، لأن محاصرة المقاومة، كما فعلت “إسرائيل” في لبنان عام 1982، سوف تكون صعبة.

كثيرون يتساءلون لماذا شنت المقاومة الفلسطينية هجوماً شاملاً في هذا الوقت، إن ما أدى إلى هذا الهجوم على الأرجح هو الصراعات الأخيرة المستمرة بين “إسرائيل” والفلسطينيين، فالمقاومة الفلسطينية تريد استعادة الأراضي الفلسطينية المحتلة .لكن من الناحية الإستراتيجية، فهذه مقاومة حاسمة من قبل الفلسطينيين ضد التطور المستمر للوضع في الشرق الأوسط نحو التضحية بالمصالح الفلسطينية، حيث لم تكن الولايات المتحدة خلال عهد دونالد ترامب وسيطاً نزيهاً، وكان انحيازها نحو “إسرائيل”  أكثر وضوحاً.

اليوم الفلسطينيون هم بأمس الحاجة إلى “خلق مشهد” لكسر الوضع الحالي في الشرق الأوسط، وما دام هناك الصراع بين إسرائيل وفلسطين مستمراً، فمن الطبيعي أن تتعاطف الغالبية العظمى من العرب في الشرق الأوسط مع القضية العادلة للفلسطينيين، خاصةً أن “إسرائيل” تريد الحفاظ على السلام على أساس الواقع القائم، والإبقاء على أراض فلسطينية تحت الاحتلال أو بسيادة منقوصة، وإبقاء عدد كبير من الفلسطينيين في مخيمات اللاجئين.

عناية ناصر