ثقافةصحيفة البعث

ندوة ومعرض وعرض باليه في ذكرى رحيل عمر حمدي- مالفا 18 الشهر الجاري

هويدا محمد مصطفى

دعا المركز الثقافي العربي في كفر سوسة لحضور احتفالية الفنان الكبير الراحل عمر حمدي- مالفا ساحر الخط واللون والضوء، برعاية مديرية ثقافة دمشق، وبمناسبة الذكرى السنوية الثامنة لرحيله، وذلك مساء الأربعاء 18 تشرين أول 2023 الساعة الخامسة.

لإلقاء مزيداً من الضوء على الفعالية إلتقينا الفنان والناقد التشكيلي والمؤرخ الموسيقي أديب مخزوم منظم الاحتفالية، والمشرف على المعرض التكريمي، حيث قال: عمر حمدي – مالفا فنان كبير وعبقري وفذ لا يتكرر ويستحق التكريم على أعلى المستويات.

وعن الندوة قال: المشاركون في الندوة : أ.د. فيصل سلطان ( فنان وناقد وباحث وأستاذ أكاديمي) ، والباحث والمؤرخ أ.د.علي القيم، والفنان أ.د. محمد غنوم، والفنانة أ. لينا ديب ( نائبة رئيس إتحاد الفنانين التشكيليين السوريين ) وأنا أديب مخزوم، منظم الاحتفالية، والمشرف على تنظيم المعرض التكريمي، بالتعاون مع شقيق المحتفى به الفنان عرفان حمدي.

ويشارك في المعرض التكريمي، أكثر من سبعين إسماً من كل الأجيال والمدارس الفنية والتقنيات والمواضيع، ولهذا حمل عنوان: ” لقاء الأجيال في تكريم عمر حمدي – مالفا” .

وتتضمن الاحتفالية عرض باليه لفرقة “الرين” للأطفال بإشراف الفنانة التشكيلية والكوتش رينا علو تحت عنوان ” عمر حمدي من الحسكة إلى مدن الفن الكبرى” .

وأضاف مخزوم: لأول مرة نقدم في حفل تكريم فنان تشكيلي، عرض باليه، وستشارك فيه حوالي خمس وعشرون طفلة من فرقة “الرين” التي أسستها ودربتها رينا علو، ولهذا سيشاهد الجمهور احتفالية كبرى، قادرة على الإبهار البصري والسمعي، وتليق بالراحل الكبير عمر حمدي، حيث تعمل عروض الفنانة الشاملة رينا علو على إيجاد حالة من التبادل والتداخل بين المؤثرات البصرية والسمعية ( باليه ، موسيقا، فن تشكيلي ) وفي لوحاتها ترسم راقصات الباليه بصياغة تعبيرية مبسطة تتداخل مع الحروف العربية المبعثرة المأخوذة من التراث الشعري.

والمعروف أن جذور هذه المحاولات تعود إلى تجارب بيتهوفن الذي تمنى لو كان للموسيقى قدرة الكلمة في التعبير عن أعماله، وهذا ما دفعه إلى الاستنجاد بقصيدة شيلر في سمفونيته التاسعة ( تماماً كما استفادت رينا من بعض القصائد العربية القديمة). وتمنى فاغنر لو أن الصوت يستطيع أن يوحي باللون أو يستطيع اللون أن يوحي بالصوت، ثم ظهرت محاولات دمج الفن الموسيقي مع الفن التشكيلي مع تجارب كاندينسكي وبول كلي كمنطلق اختباري متماسك مع هواجس التعبير عن إيقاعات حيوية موسيقى اللون وتقاسيمه المرئية المسموعة بالعين .

أما في ميدان الحداثة الابتكارية ما لبث أن اتسع كثيراً وأصبح يستعين كل فن بمعطيات فن آخر، فامتزج التشكيل بالرقص، كمحاولة لكسر علاقة القطيعة القائمة بين الفن التشكيلي والجمهور. ومن هنا بدأت خطوات التداخل بين مختلف الفنون في الصالات وعلى المسارح والشاشات الكبيرة .

والدمج ما بين الغنائية والعقلانية في توزيع اللون، أي ما بين الإيقاع العفوي والهندسي، وتداخل السطوح والحركات اللونية، ثم التحول لإظهار علاقة الخط العربي بالمساحة وبحركات الرقص في لوحات رينا علو، وما إلى ذلك من إيقاعات تشكيلية متنوعة، أوصلنا في نهاية المطاف إلى تنويعات النغم الموسيقي البصري وتبدلاته الإيقاعية.

هكذا أصبحت رينا قادرةً على توأمة حركات رقص فراشات أو بجعات باليه فرقتها “الرين” بالموسيقا وبالفن التشكيلي، من خلال صياغة فصول تكاوين عناصرها البصرية، أو ما يسمى بالإحساس التلقائي في صياغة حركات الرقص وحركات اللون وحركات الخطوط، والتي تتوالد من إيقاعاتها مؤشرات الإحساس والمشاعر الداخلية العميقة، فهي قادرة على التعبير بحركات الرقص، تماماً كما تعبر بحرية عبر أشكالها وألوانها وخطوطها، وكما يعبر العازف بالألحان الموسيقية .