إشكالية التأصيل والبحث عن الهوية.. قبسات من حركة الترجمة في المسرح السوري
البعث الأسبوعية- نجوى صليبه
في عودة زمنية إلى النّصف الثّاني من القرن التّاسع عشر، وبحسب المسرحي جوان جان فإنّ تجربة رائد المسرح السّوري أبو خليل القبّاني لم تكن بعيدةً عن الاستفادة من التّرجمات المتوافرة حينذاك للأدب المسرحي العالمي، يقول جان: “لقد استفاد القبّاني من الأدبين المسرحيين الألماني والفرنسي، إذ اختار نصّ “جنفياف” للكاتب الألماني “لودفيغ تيك” ليقدّمه أمام جمهور المسرح الدّمشقي بعنوان “عفيفة”، كما اختار نصّاً للكاتب الفرنسي “راسين” وقدّمه بعنوان “لباب الغرام”، كذلك شهدت الفترة ذاتها طلائع التّرجمات المسرحية من الأدب المسرحي العالمي، فعلى سبيل المثال استفاد الكاتب الحلبي يوسف نعمة الله جد من اطّلاعه على الأدب المسرحي الفرنسي فكتب مسرحية بعنوان “بريجيت” عرضت في سبعينات القرن التّاسع عشر في مدينة حلب بالتّزامن مع تجربة القبّاني المسرحية في دمشق، ولم يكن المسرح السّوري ليشهد النّهضة التي شهدها في النّصف الثّاني من القرن العشرين لولا حركة التّرجمة التي شهدها العالم العربي الذي انبرى مترجموه إلى نقل منتخبات الآداب العالمية إلى اللغة العربية، وفي مقدّمتها المسرح الذي وجد طريقه إلى القارئ العربي عن طريق سلاسل صادرة عن جهات النّشر العربية ولا سيّما في مصر والكويت، مبيّناً: “لقد تلقّف مخرجونا المسرحيون منذ عام 1950 وحتّى عام 1960 عام تأسيس المسرح القومي في دمشق النّصوص المسرحية المترجمة وقدّموها لجمهور المسرح الدّمشقي من خلال عروض مشهودة حفظتها الذّاكرة التّوثيقية في ظلّ غياب الذّاكرة البصرية في ذلك الحين، ونذكر أسماء بعض الكتّاب المسرحيين الذين تعرّف عليهم جمهور المسرح السّوري على أعمالهم عن طريق حركة التّرجمة التي نشطت في الخمسينيات والسّتينيات “أرستوفانس” و”ألبير كامو” و”مانويل روبلس” و”غوغول” وغيرهم، كذلك استفاد مسرحيو المحافظات من حركة التّرجمة المسرحية النّشيطة التي شهدتها سورية والبلاد العربية في النّصف الثّاني من القرن العشرين، ففي اللاذقية مثلاً أخرج الفنّان حسين عبّاس مسرحية “العائلة توت” للكاتب الهنغاري “ستيفان أوركيني”، وأخرج الفنّان ياسر دريباتي مسرحية “بيت برناردا البا” للكاتب الإسباني “لوركا” بعنوان “بيوت بلا نوافذ”، وأخرج الفنان أكرم شاهين مسرحية للكاتب الروسي “تشيخوف” بعنوان “طلب ولكن”، وأخرج الفنّان سلمان شريبا مسرحية بعنوان “ليلة سوداء” للكاتب البريطاني “بيتر شافر” وعنوانها الأصلي “الكوميديا السّوداء”، وفي حمص أخرج تمام العواني مسرحية “المتعادلان” للكاتب الروسي “فيكتور روزوف”، كما أخرج جواد عكلة مسرحية “نهاية اللعبة” للكاتب الإيرلندي “صامويل بيكيت”، وفي حماة أخرج الفنّان سمير الحكيم مسرحية “اللعبة” للكاتب التركي “عزيز نيسين”، من جهته شهد المسرح الجامعي فترةً من التّألّق استمرت أكثر من عشرين عاماً وكان دأب مخرجي المسرح الجامعي منصبّاً على إخراج النّصوص المسرحية المترجمة بهدف تقديم وجبة ثقافية متميّزة لجمهور المسرح النّوعي، وشهدت دورات المسرح الجامعي المتلاحقة تقديم عدد كبير من العروض المسرحية المتعددة منها “أوديب” إخراج بشير صافية و”مهاجر بريسبان” إخراج خليل طافش و”في انتظار أليسار” إخراج حسن عويتي و”الانتظار” إخراج نائلة الأطرش، كذلك الأمر بالنّسبة إلى مهرجان الشّبيبة المسرحي الذي استقطب في أوج فترات ازدهاره العديد من الأعمال المسرحية المترجمة، فأخرج الفنان عدنان عبد الجليل المسرحية “حمام روماني” للكاتب البلغاري “ستانسلاف ستراتييف”، وأمّا مهرجان حمص المسرحي فكان على موعد مع أكبر كمّ من الأعمال المسرحية المترجمة منها “طائر الليل” للكاتب التشيلي “آغون وولف” إخراج حسين ناصر و”العاري والأنيق” للكاتب الإيطالي “داريو فو” إخراج بشار فستق، وشهدت السّنوات العشر الأولى من القرن الحادي والعشرين نشاطاً ملحوظاً على صعيد تقديم الأعمال المسرحية المترجمة المعتمدة على نصوص كتاب مسرحيين لم يعهد جمهور مسرحنا مشاهدة أعمالهم في المراحل السّابقة التي كان يلجأ فهيا مخرجونا إلى نصوص كتّاب عالميين معروفين، فعلى سبيل المثال تناولت المخرجة نائلة الأطرش نصّ “الرّهان” للكاتب الهنغاري “يوليوس هاي”، كما اختار المخرج محمود خضور نصّ “ساعي بريد نيرودا” للكاتب التّشيلي “أنطونيو سكارميتا”، من جهته أخرج الفنّان بسّام كوسا مسرحية “عشاء الوداع” للكاتب النّمساوي “آرثر شنيتزلر”، وأخرج الفنّان مأمون الخطيب مسرحية “الأقوى” للكاتب السّويدي “أوغست سترندبرغ”.
ويتابع جان هذه الرّحلة التّاريخية ويقول: “لم يغب مسرح الأطفال والعرائس عن الاستفادة من النّصوص المسرحية المترجمة، فقد اختارت المخرجة سلوى الجابري نصّاً للكاتب البلغاري “فاليري بتروف” بعنوان “حارس الغابة يا صديقي”، كما اختار المخرج عدنان سلوم نصّاً من المسرح التّركي للكاتب “عزيز نيسين” بعنوان “العسل المسحور”، كما شهدت ترجمة الدّراسات والمقالات المتخصصة بالمسرح نشاطاً ملحوظاً على أيدي نخبة من المترجمين منهم: ضيف الله مراد ومحمد سعيد الجوخدار وفؤاد حسن وإيمان البرادعي”.
ويتحدّث الدّكتور باسل مسالمة في دور التّرجمة في المسرح العربي، متّخذاً من ترجمة مسرحيات “شكسبير” أنموذجاً، يقول: “أسهمت ترجمات أعمال شكسبير المسرحية في النّهضة العربية الأدبية وذلك برفع مستوى الذّوق الأدبي العربي وتطوير اللغة العربية والتّراكيب النّحوية الجديدة من خلال المسرح المرئي والمكتوب، لقد كان المسرح العربي حافلاً بأعمال شكسبير المترجمة، وعلى الرّغم من مرور أكثر من أربعة قرون على رحيله، لا يزال حاضراً بقوّة في المسرح العالمي، وتكمن أهميته في حضوره القوّي في جميع ثقافات العالم، فقد تناول في أعماله العواطف والأحاسيس الإنسانية، ممّا خلّد إرثه عبر شخصيات مسرحياته التي تغوص في النّفس البشرية، ولا شكّ أنّه أثّر في الفكر الإنساني والأدبي، وله فضل كبير على اللغة الإنكليزية من ناحية الألفاظ، إذ استعمل نحو 1700 كلمة أوّل مرة، ومن يقرأ أعماله يدرك أنّ مسرحياته تعكس فكر عصر النّهضة وفنّه الذي اهتم بجوهر الإنسان ودوره وهدفه في الحياة، لقد سلط شكسبير الضّوء على معاناة الإنسان وما يعرقل طموحاته وبيّن الصّراع الذي يخوضه بين ما يتنازع في ذاته من غرائز متناقضة يتجسّد فيها صراع الخير والشّر، والواقع والخيال والحقيقة والمظاهر، من هنا جاء اهتمام العالم العربي في القرن العشرين وترجمة أعماله وكان من هذه المحاولات ترجمة مسرحية “ماكبس” لخليل مطران الذي قدّم ترجمة راقية من حيث اللغة العربية، وكان أميناً في تعامله مع النّص الأصلي، ثمّ تلا ذلك محاولات جادّة أخرى لرمسيس عوض وغالي شكري وفاطمة موسى، إذ عرض كلّ واحد منهم ترجمة لأعمال شكسبير معتمدين على ترجمات سابقة، ولا شكّ أن ترجمة علي أحمد باكير لمسرحية “روميو وجولييت” في نهاية الثّلاثينيات من القرن الماضي من التّرجمات المهمة لأنّه استعمل شعر التّفعيلة أوّل مرّة في اللغة العربية، وهذا ما أفسح المجال أمام كتّاب مثل نازك الملائكة وبدر شاكر السّيّاب وصلاح عبد الصّبور وأدونيس وعبد الوهّاب البيّاتي أن يطوّروا القصيدة الحديثة بدلاً من القصيدة العمودية من خلال اعتماد التّفعلية بدلاً من البحر الشّعري، وذلك بسبب تأثّرهم بالشّعر الغربي سواء أكان مترجماً أم في لغته الأم، مضيفاً: “وإذا قرأنا ترجمات مسرحيات شكسبير لا بدّ من الوصول إلى فكرة مدى التزامها بالنّص المسرحي الأصلي والموازنة بينها لكشف خصائص كلّ واحدة منها، ومن ثم الحكم عليها والمفاضلة بينها، لقد تعامل المسرحيون العرب مع نصوص شكسبير بطرق عدّة منها التّصرف بالنّص بهدف عدّ المسرحية للعرض، فكان المترجمون والمخرجون يغيّرون في مشاهد المسرحية ويحذفون ويضيفون بما يرونه ملائماً لواقعهم”.
وتتابع الدّكتورة ريم شامية في الفكرة ذاتها، أي في كيفية التّعامل مع النّص المترجم وتقول: “كان للنّصوص المسرحية المترجمة أثرها في مسرح توفيق الحكيم، ومن ثمّ سعد الله ونوس الذي يؤكّد أنّ بدأ كتاباته المسرحية متأثّراً بالفكر الوجودي ولاسيّما تيار العبث الذي نشأ عن الوجودية، كذلك تأثر المسرح الجدّي الذي وجد من خلاله مجالاً لطرح قضايا تتعلّق بالفكر الوجودي وبمعاناة الإنسان همومه، كذلك تجلّى أثر التّرجمة في المسرح من خلال الاقتباس، ففي مرحلة من مراحل المسرح العربي قام بعض الرّواد بتحوير المسرحيات العالمية عند تقديمها بصورةٍ تندمج فيها مع البيئة العربية وتتكيّف مع واقعها وقد لاقت قبولاً جماهيرياً كبيراً”.
وتحت العنوان الفرعي “من التّجريب إلى التّأصيل”، تستشهد شامية بقول أنور محمد: “نحن لا ننكر أنّنا استفدنا من النّصوص المترجمة، لكنّها ترجمات لم توصل أو تؤسس لعلم المسرح العربي”، وتضيف: “هذا يضعنا وجهاً لوجه مع إشكالية تأصيل المسرح العربي وهويته، ففي بداية السّتينيات من القرن الماضي وجد جيل المسرحيين نفسه في منعطف اجتماعي وسياسي حاسم بعد التّغييرات الكبيرة التي عرفتها أجزاء كثيرة من الوطن العربي، وكان التّعبير الفنّي عن هذه التّغييرات يستعير أشكالاً جديدة في الفنّ والأدب لكي يستوعبها ويتمكّن من إيصالها إلى القارئ أو المشاهد لذلك كان احتياج المسرح إلى التّجديد ضرورة حتمية، من هنا جاء اعتماده على تيارات المسرح الأجنبي ونصوصه المترجمة، ولهذا كان المسرح في هذه المرحل معرّضاً لأن يكون مقلّداَ للمسرح الأجنبي أكثر منه أصيلاً لكون جيل المسرحيين في تلك الفترة كان على تماس مباشر سواء أكان عن طريق الاقتباس أو الاستلهام، لذلك كان عليه أن يقوم بعملية اصطفاء لما يجب أن يتأثّر به من موجات المسرح الأجنبي وأن يخضعها لظروف ومشكلات البيئة العربية، بذلك نجد أن فكرة تأصيل المسرح العربي في تلك الفترة جاءت كردّ فعل على الأعمال المترجمة التي كانت حاضرة في فكر المؤلّفين، والتّأصيل أصبح يعني إبداعاً يعبّر عن المجتمع العربي ويؤثّر فيه وينسجم معه ويتّفق مع الثّقافة العربية، وكلّ ما سبق يقودنا إلى التّساؤل هل استطاعت كلّ تلك التّيارات العالمية التي كانت حضارة عن طريق التّرجمة في نشأة المسرح العربي أن تبقيه بمعزل عن التّقليد والتّكرار؟ هل يمكن أن نقول إنّ لدينا نصّ مسرحي خاصّ له بنيته الخالصة وشخصياته ومناخاته ودلالاته؟ أو لنطرح السّؤال من وجهة نظر أخرى: هل من الضّروري أن يكون للمسرح هويّته الخاصّة؟ هل من الضّروري مثلاً أن يكون المسرح الذي يقدّم في فرنسا مسرحاً فرنسياً خالصاً نقياً؟ ماذا لو قال المسرحيون الفرنسيون: “نرفض “شكسبير” وكتاباته ونرفض “بيكيت” و”بونيسكو” لأنّهم غير فرنسيين ويهددون هويتنا وتراثنا المسرحي الموجود لدى “كورنيه” و”راسين” و”موليير”؟ الإجابة عن هذه الأسئلة تبدو معقّدة وذات وجهات نظر متعددة، ويبقى الإبداع وحده هو الجواب الشّافي فهو الذي بإمكانه أن يصهر المعطيات التّراثية والمعطيات الأجنبية في عمل مسرحي يمكن أن يحمل هوية عربية، الإبداع هو الذي يكوّن الهوية والمسرحي المبدع يمكن أن يستفيد من كلّ الثّقافات ويؤسس مسرحاً متميّزاً”.
وتضيف هنا الدّكتورة ميسون علي أستاذة المسرح المعاصر في المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق: “البداية الحقيقية لترجمة المسرح في بلادنا كانت بعد الحرب العالمية الأولى أي مع دخول المستعمر الفرنسي، وكانت التّرجمة آنذاك تحديداً من الفرنسية والإنكليزية وتطوّرت مع حركة الطّباعة والمجلّات، أمّا التّرجمة عن الرّوسية فلم نعرف نصوص المسرح الرّوسي عن اللغة الرّوسية بل عرفناها من خلال اللغتين الفرنسية والإنكليزية، وإحدى المشكلات التي تواجهنا عامّة مع التّرجمة عبر لغة وسيطة هي أنّ هذه اللغة تترجم الرّائج من أسماء وأعلام ومواضيع قد لا تعنينا جميعها، أو تناسب حاجاتنا الثّقافية، وانتقلت التّرجمة بعدها من التّرجمة الحرفية إلى التّعريب بمعنى تعريب الأسماء والأماكن والمؤلّف وما يدور في خيال مؤلّف النّص، ولا يمكننا إغفال جانب في التّرجمة هو “التّرجمة بتصرّف” وهو برأيي من الأساليب السّلبية في التّرجمة، لكن الأمر يختلف مع النّص المسرحي ولا سيّما إن تُرجم النّص من أجل العرض المسرحي لأنّ العرض يجب أن يكون مقبولاً ومفهوماً للجمهور الواسع، وهنا يمكن تبرير ترجمة النّص إلى اللغة العامية المحكية ولاسيّما إن كان الموضوع كوميدياً يتعلّق بالحياة اليومية للنّاس، وهناك تجربة ناجحة قدّمها الدّكتور نبيل الحفّار عندما ترجم نصّين عن الألمانية “لا تدفع الحساب” و”اسرق أقل رجاءً” للكاتب “داريو فو” وقدّمها المسرح القومي في دمشق وأخرجهما أيمن زيدان.
وتشير علي إلى دور الجهات الرّسمية المعنية بالتّرجمة، وتوضّح: “سعت وزارة الثّقافة إلى نشر التّرجمة الرّصينة لعدد لا بأس به من النّصوص والدّراسات التي تواكب تطوّر الثّقافة المسرحية، وقد اكتسبت هذه المنشورات أهميّتها لأنّها ترفد وتلبّي حاجة دارسي المسرح إلى تعميق المعرفة به، وعملت مديرية التّرجمة في الوزارة على توفير زخم جديد لحركة ترجمة الأعمال المسرحية من خلال الارتقاء بها كمّاً ونوعاً، وقد انعكس ذلك إيجابياً على الحركة المسرحية في سوريا والعاملين فيها، وكانت التّرجمة من لغات عدّة في مقدّمتها الفرنسية والإنكليزية والرّوسية والإسبانية والألمانية، وترجمت نصوص من المسرح السّياسي الوثائقي “نحن والولايات المتّحدة” للكاتب الألماني “بيتر فايس” وترجمة فاروق عبد القادر و”حديث عن فييتنام” ترجمة إبراهيم وطفي ومن المسرح التّعبيري “لعبة حلم” لـ”أوغست سترنبرغ” وترجمة إبراهيم وطفي أيضاً، ومن مسرح أمريكا اللاتينية مسرحية “الثعلب والعنب” للكاتب البرازيلي “جولهيرم فيجويردو” وترجمة فيصل الياسري وغيرها، كما أولت المديرية أهمية لترجمة الدّراسات النّقدية والأبحاث المسرحية المهمة، ومنها “تاريخ المسرح” لـ”فيتو باندولفي” وترجمة الأب الياس زحلاوي”.
وبالانتقال إلى المشكلات التي يعانيها المترجم، فقد ذكرها الأساتذة والدّكاترة والمسرحيون بكثير من الدّعابة وكأنّما تأقلموا مع الوضع أو يحاولون ذلك، طبعاً نتحدّث عن الأجر المنخفض والجهد المضاعف والتي غالباً هي ذاتها في كلّ زمان، ربّما مع فارق بسيط في المستوى، يضيف عليها الدّكتور منتجب صقر ويقول: “هناك دور لمترجم الأدب المسرحي في عملية الحراك المسرحي، أي كلّ ما نعرفه في المسرح من نصوص وخشبات ومكتبات ومعاهدنا المتخصصة يعود الفضل فيه إلى التّرجمات المسرحية، لذلك أؤكد أهمية التّشبيك بين الواقع المسرحي والمترجمين والنّشاطات في الوطن العربي، لأنّ هناك ضعف ونقص في المعلومة والتواصل بين المترجمين على مستوى القطّاعات الحكومية والخاصّة، للأسف نحن نقيم النّدوات ونصدر الكتب لكنّها تبقى ضمن الإطار الأكاديمي أي من دون انتشار واسع، نأمل أن يكون هناك نقابة للمترجمين، وأن يكون حراك ثقافي فعّال أكثر بمشاركة وسائل الإعلام كلّها”.
كان هذا ملخّص بسيط لورقات العمل والدّراسات الغنية والمتنوّعة التي قدّمت في اليوم الثّاني من فعاليّات النّدوة الوطنية للتّرجمة 2023 التي تقيمها وزارة الثّقافة ـ مديرية التّرجمةـ سنوياً في مكتبة الأسد الوطنية، بالتّعاون مع الهيئة العامّة السّورية للكتاب وجامعة دمشق ـ المعهد العالي للتّرجمة، ومجمع اللغة العربية واتّحاد الكتّاب العرب واتّحاد النّاشرين السّوريين.