استفزاز ثقافي وفني ؟!
بشير فرزان
باتت اللقاءات مع الكتاب والادباء والفنانين وغيرهم على قناة دراما أكثر استفزازاً نظراً للمستوى غير المقبول لبعض الضيوف وعدم امتلاكهم أي ميزة أو موهبة والقاسم المشترك الذي يجمعهم هو انهم من بين الذين تسللوا إلى سجلات الفنانين والكتاب والأدباء والشعراء واعتلوا المنابر التي فقدت بوجودهم جمهورها وباتت أكثر ابتعاداً عن ميادين الثقافة والفن الراقي خاصة مع ضبابية المعايير وتمادي المحسوبيات في قهر الكفاءات والإبداعات وتزوير الوقائع بشكل أتاح لبعض مكونات الطبقة المثقفة وتحديدا ً النسخ المزورة ..الإمعان في انتهاك الهوية الفكرية الأدبية والتلاعب بالقيمة الإنسانية والثقافية .
ولاشك أن تدهور الواقع الثقافي وتراجع الذائقة الأدبية في المجتمع كان من بين العوامل التي سهلت لهؤلاء الاستيلاء على مقاعد المؤسسات الثقافية من أبواب الحداثة والعصرية المصحوبة بزوابع الدعم غير المحدود والغايات غير “المحمودة ” فتصدروا الصفحات والشاشات وباتت المنابر تصدح بمنتجاتهم والمكتبات تزخر بكتبهم وإبداعاتهم التي لا تستفز سامعها أو قارئها فقط بضحالة مستواها وهبوط قيمتها الثقافية والفكرية بل وتدخله في غيبوبة فكرية وحالة من العصف الذهني والهذيان الدائم بعبارة (حسبي الله ونعم الوكيل).
ومايؤلم أكثر أن التعرف على شخصية فنية فاشلة تنتقل من شاشة إلى أخرى أو شخصية أدبية تحمل حقيبة إبداعاتها الأدبية وتنتنقل بها من دار نشر إلى أخرى ومن مركز ثقافي إلى أخر بحثاً عن سامع لهلوساته وخواطره أو قارئ لمخطوطاته وكتبه.. يكشف حقيقة تلك الشخصيات المشغولة دائماً في إنتاج الطلاسم التي كانت سبباً في عزلة المراكز الثقافية وهجرة الناس لمقاعدها والأخطر من ذلك كله اللغة الوضيعة التي تستخدمها مكونات هذه الطبقة المثقفة والتي تبين عدم معرفتها بأبسط القواعد اللغوية وحتى الإملائية ولكن وللأسف هذه الحقائق لا تملك القدرة على انتزاع ريشة الأديب أو الشاعر منها أو حتى التأثير على عضويتها في اتحاد الكتاب الذي احتضن أعمالها ووضعها في خانة الانجاز والتعداد الرقمي.
ولاشك أن ماحدث ويحدث على الساحة الثقافية مع احترامنا لقاماتها الفكرية والأدبية يحدث على الساحة الإعلامية و الاقتصادية والاجتماعية وغيرها من الميادين المكتنزة بالشخصيات ذوات الريش التي تمنح تذاكر الدخول إلى مناحي جديدة بصورة غير شرعية ودون الأخذ بالمعايير التي يتم تجاوزها بطريقة بهلوانية وطبعاً تشابه الأوجاع والأمراض في كل القطاعات يمنحنا فرصة التعميم المشفوع بوجود الشخصيات المبدعة التي وأن تم إقصاءها وحرمانها ونتف ريشها إلا أنها حضورها حقيقي بعملها وإخلاصها وإنتاجها ورفضها حجز تذاكر الطائرات المهاجرة.
ويكفي أن نرى كتاباً يصدر عن دار نشر أو سواها مليئاً بالنواقص والعيوب والأخطاء لندرك حينها أن هذا الكتاب نشر بلا أسس فهناك من طبعه ومرر مضمونه بمعابر غير شرعية بتواطؤ الرقابة الفكرية و الأدبية التي لابد من مساءلتها بتهمة تشويه الحياة الثقافية وفتح الأبواب على مصراعيها أمام ممتهني ومتسلقي المنابر والحالة ذاتها في الساحة الفنية التمثيل أو الغناء حيث يتكاثر هؤلاء في غياب التقييم الصحيح والرقابة على البرامج التلفزيونية التي تقدم نماذج أقل مايقال عنها انها فاشلة وهذا ما أفقد وسائل الاعلام المحلية شعبيتها وجعلها في عزلة مميتة عنوانها العريض الإخفاق في تسويق وترويج برامجها التي لاتمثل ولاتلبي تطلعات الناس .