أخبارصحيفة البعث

تيري ميسان يتحدث عن ” طوفان الأقصى”

تقرير إخباري

قدم الصحفي الفرنسي الشهير تيري ميسان وجهة نظره حول الهجوم المباغت والبطولي الذي شنته فصائل المقاومة الفلسطينية في 7 تشرين الأول على الداخل الإسرائيلي، موضحاً أنه للمرة الأولى في تاريخها تتعرض ” إسرائيل ” لهجوم على أراضيها، وأن نتنياهو توعد بالرد والانتقام، وأنه يشن حرباً مضادة في غزة على غرار “معركة الجزائر” و”عملية العنقاء” في فيتنام، مؤكداً أنها ستكون حرباً قذرة وقاتلة وغير محدودة، وأن “إسرائيل” ستكون قادرة على إعادة النظام إلى مصلحتها، لكنها لن تكون قادرة على الفوز أبداً.

مضيفاً أن العملية الحالية تجمع بين وابل من الصواريخ التي تهدف إلى إغراق القبة الحديدية، و22 هجوماً برياً على الأراضي الإسرائيلية، ولأول مرة في فلسطين، تم إطلاق الصواريخ على مراكز القيادة الإسرائيلية من قبل الكوماندوز بهدف احتجاز الرهائن حتى يتمكنوا من التفاوض على تبادلهم مع 4900 معتقلاً فلسطينياً.

تمت عمليات التسلل عن طريق البر والبحر والجو باستخدام الميكرولايت، مع العلم أن التحضير لهذه العملية والحصول على معلومات استخباراتية وتدريب ألف كوماندوز ونقل الأسلحة تطلب أشهراً، إن لم يكن سنوات من العمل.

وفي كل مكان اختطف عدداً كبيراً من الرهائن، بما في ذلك الجنرالات، ودخلت قوات الكوماندوز التابعة للمقاومة عدة مستزطنات إسرائيلية، وحتى الآن هناك أكثر من 900 قتيل و2600 مصاب بجروح خطيرة في الجانب الإسرائيلي، وهذا هو أكبر تحرك فلسطيني منذ نصف قرن، وبالتالي، إن ما يحدث هو نتيجة 75 عاماً من القمع وانتهاك القانون الدولي، حيث انتهكت “إسرائيل” العشرات من قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، دون فرض أي عقوبات عليها، بسبب الدعم الأمريكي اللا محدود لها.

وأضاف ميسان أن الإحباط والمعاناة المتراكمة على مدى 75 عاماً تنعكس في السلوك العنيف والقاسي لبعض الفلسطينيين، الذين يدركون أن المجتمع الدولي قد تخلى عنهم لفترة طويلة. وبعد ثلاثة أرباع قرن من الجرائم، لم يعد بإمكان “إسرائيل” أن تدعي الكثير، سكانها منقسمون الآن، فخلال الأشهر الأخيرة، استولى “الصهاينة المنكرون”، أي أتباع الأوكراني فلاديمير جابوتنسكي، المؤيدين للتفوق اليهودي، على السلطة في تل أبيب على الرغم من معارضة أغلبية صغيرة من السكان والمظاهرات الضخمة.

وفي مواجهة ما يعتبره غزواً فلسطينياً، ولكنه من وجهة النظر الفلسطينية مجرد عودة إلى الوطن، وعد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالنصر، ولكن ماذا سيكون؟

إن استهداف جميع مقاتلي المقاومة لن يحل 75 عاماً من الظلم، وسوف يحمل أطفالهم شعلتهم كما حملوا هم أنفسهم شعلة والديهم، لافتاً إلى أنه إذا دخلت المقاومة اللبنانية إلى الساحة فلن تتمكن “إسرائيل” من صد الهجوم بمفردها، ولا يمكن أن يستمر وجودها إلا بدعم عسكري من الولايات المتحدة، ولكن الرأي العام الأميركي لم يعد يدعم “إسرائيل”، ولم يعد البنتاغون يملك القدرة على الدفاع عنها.

هيفاء علي