مجلة البعث الأسبوعية

جيرو ليس الأوّل.. نجوم ولاعبون عوضوا حراس المرمى وتألقوا في إنقاذ فرقهم

البعث الأسبوعية-سامر الخيّر

يعتبر حارس المرمى أكثر من يتحمل مسؤولية الخسارة وحتى الفوز من بين زملائه في فرق كرة القدم، ومع تطور كرة القدم وطرق اللعب وخاصة في السنوات الأخيرة، حيث اعتمدت أغلب مدارس كرة القدم على الاستحواذ وبناء الهجمات من الخلف، وبالتالي برزت أهمية تطوير مركز حارس المرمى بما يتماشى مع هذه الاستراتيجية، وعليه جرى التركيز على رفع مستوى لعبه بقدميه حتى يتمكن من إخراج الكرة بالطريقة المثلى، وأداء التمريرات بدقة وكذلك بناء شخصيته ليتحمل حالات الضغط من المنافس، هذا بالإضافة إلى مهامه الأساسية بحماية المرمى والتواصل والقيادة والألعاب الهوائية، فهو آخر خطوط الدفاع.

كل هذه المقدمة كسرتها استثناءات في عالم كرة القدم، حيث قام لاعبون من مختلف المراكز ومنهم مهاجمون ونجوم من الطراز الأوّل بمهام حارس المرمى اضطرارياً ونجحوا بشكل استثنائي، والسبب بحديثنا هو ما قام به مهاجم نادي الميلان الإيطالي بداية الأسبوع وتحديداً في الجولة الثامنة من الدوري الإيطالي عندما خطف الروسونيري فوزاً صعباً على أرض مضيفه جنوى بهدف نظيف سجله كريستيان بولسيتش في الدقيقة 87.

وشهدت المباراة تعرض مايك مانيان حارس الميلان للطرد في الدقيقة الثامنة من الوقت المحتسب بدلاً من الضائع للشوط الثاني ليكمل المباراة الفرنسي أوليفييه جيرو في مركزه، ويبدع ويمتع ويمنع المنافس من تسجيل هدف محقق ويصبح حديث وسائل الإعلام.

وعقب المباراة أكد اللاعب الفرنسي أنه لم أمر بتجربة مثل هذه من قبل، مفتخراً بفريقه ومشدداً على أنه حصل على نفس أدرينالين في المرمى مشابه لما يحصل له عند اقترابه من تسجيل الهدف، كاشفاً أنه قررت أن يقف في المرمى بدلاً من ماينيان لأنه لعب في هذا المركز عندما كان طفلاً، وبهذا تصدر ميلان المشهد الإيطالي برصيد 21 نقطة بفارق نقطتين عن جاره وغريمه التقليدي إنتر.

واليوم سنتطرق للحالات الأكثر شهرة في عالم الساحرة المستديرة والتي تألق بها لاعبون عوضوا حراس المرمى.

وأحد أبرز هؤلاء من حيث الأداء مدافع منتخب جزر القمر شاكر الهدهور، وذلك أثناء مشاركته في مركز حارس المرمى خلال المواجهة التي جمعت بلاده بمنتخب الكاميرون، في ثمن نهائي كأس أمم إفريقيا 2021، وانتهت بفوز البلد المضيف 2-1 وتأهله إلى الدور ربع النهائي.

وتألق المدافع الهدهور بقفازات حراس المرمى، بعدما تصدى لهجمات خطيرة من منتخب الكاميرون، وذلك أثناء تعويضه الحارس سالم بن بوينا الذي تعرض لإصابة خطيرة في الكتف، بينما دخل الحارسان علي أحمد ومؤيد أوسيني في عزل ذاتي بسبب الإصابة بفيروس كورونا.

كما وجد الظهير الأيمن البرازيلي داني ألفيس، نفسه مضطراً لارتداء قفازات حراسة المرمى عندما كان لاعباً لفريق باريس سان جيرمان الفرنسي، وتحديداً في المباراة التي جمعتهم بفريق سوشو في كأس فرنسا، بعد طرد الحارس كيفن تراب، لكنه نجح في إبقاء شباك فريقه نظيفة مع الفوز بنتيجة 4-0.

وتقلد المهاجم الكاميروني السابق صامويل إيتو مهمة حراسة مرمى فريق مايوركا الإسباني موسم 2004 أمام فريق أتلتيك بيلباو، بعد طرد الحارس ليو فرانكو واستنفاد كل التبديلات قبل دقائق من نهاية المباراة على ملعب سان ماميس.

وتولى قائد المنتخب الإنكليزي ومهاجم بايرن ميونخ حالياً هاري كين، حراسة مرمى فريقه السابق توتنهام في إحدى مباريات الدوري الأوروبي “اليوروبا ليغ” موسم 2014، بعد طرد حارس المرمى الفرنسي هوغو لوريس، وشهدت المباراة واقعة مثيرة إذ تلقى كين هدفاً من ركلة حرة، على الرغم من تسجيله ثلاثية في بداية المباراة.

وتحوّل المهاجم الجزائري بغداد بونجاح إلى حارس مرمى لفريقه السابق النجم الساحلي التونسي، بعد طرد الحارس الأساسي في آخر دقائق المباراة أمام فريق الاتحاد المنستيري، إذ تصدى المهاجم، بنجاح، لركلة حرة مباشرة وحافظ على شباك فريقه الذي كان متقدما بثلاثية نظيفة.

وكذلك نجح اللاعب البرازيلي فليبي ميلو كحارس مرمى، بعد توليه هذه المهمة مع فريقه غلطة سراي التركي إثر طرد الحارس في إحدى مباريات الدوري، حيث تمكن من التصدي لركلة جزاء، ما جعل منه رجل تلك المباراة.

ووجد مهاجم نادي الزمالك عمر السعيد، نفسه مضطراً لارتداء قفازات حراسة المرمى، والدفاع عن مرمى فريقه بعد طرد محمود جنش الحارس الأساسي في الوقت بدل الضائع من عمر مباراة النجم الساحلي التي جمعتهم على الملعب الأولمبي بسوسة، في إياب نصف نهائي الكونفدرالية الأفريقية عام 2019، وذلك لاستنفاذ الزمالك جميع تبديلاته حينها.

وختاماً ستظل في ذاكرة جماهير كرة القدم، حادثة إصابة بيتر تشيك الحارس الأساسي في الوجه لأنه لم يستطع التعافي منها، وخرج على إثرها من الملعب ليتم استبداله بالحارس البديل كارلو كودتشيني الذي خرج مصاباً أيضاً بكسر في الرقبة ليتقدم جون تيري مدافع الفريق والقائد التاريخي له ليحلّ مكان الحارسين في المرمى.