اتهام إيران هروب من الفشل
تقرير إخباري
استفاقت الولايات المتحدة الأمريكية، كما استفاق العالم بأسره على عمل بطولي مباغت سطّرته صواريخ المقاومة الفلسطينية في العمق الإسرائيلي ربّما سيغيّر رسم خريطة الشرق الأوسط كاملة، وبالتالي زعزعة الوضع العسكري الأمريكي في المنطقة.
الولايات المتحدة، كما تاريخها الإجرامي الطويل، سارعت عبر عجوز البيت الأبيض إلى توجيه أصابع الاتهام إلى إيران في محاولة للتغطية على فشل مدللتها “إسرائيل” الذريع وخسارتها التي تكبّدتها في أسوأ يوم لها منذ أربعين عاماً مضت، ولتوريط طرف ثالث دون أدنى دليل على ذلك، متناسياً أن هذا حق مشروع للفلسطينيين بالذود عن وطنهم وكرامتهم.
اتهامات الولايات المتحدة والكيان الصهيوني لإيران بشأن تدخلها في عملية “طوفان الأقصى” فنّدته الخارجية الإيرانية بتأكيدها أنها محاولة للتغطية على فشل الكيان الصهيوني والخسائر التي تكبّدها، وتناسي دعمها لجرائم الكيان المحتل خلال العقود الماضية، إضافة إلى أن تلك الاتهامات تستند إلى دوافع سياسية معروفة، وما إسراع الولايات المتحدة بتحريك حاملة الطائرات الأمريكية إلى شرق البحر الأبيض المتوسط إلا مشاركة مباشرة في هذه الحرب، وهي رسالة واضحة لحلف المقاومة ولإيران على وجه الخصوص في حال المشاركة في الحرب، وفق ما يرى محللون ومتابعون لعملية طوفان الأقصى.
في السياق ذاته، اقترحت الخارجية الإيرانية عقد اجتماع لمجلس التعاون الخليجي في خطوة لترسيخ الدعم للشعب الفلسطيني، مشدّدة على أنه من حق الشعب الفلسطيني أن يدافع عن نفسه مقابل المحتل وهو حق مشروع، وأن من يهدّد بضرب إيران عليه أن يستخلص من هجوم الفلسطينيين العبر، وأي خطأ سيواجه برد حازم، موضحةً أن المقاومة الفلسطينية في مستوى جيد من القوة للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني.
وفي شأن تهديدات واشنطن بضرب مصافي النفط الإيرانية، إذا تدخّلت المقاومة اللبنانية في هذه الحرب، ردّت الخارجية الإيرانية بأن على الدول أن تنتبه لتصريحاتها وتبعاتها القانونية، لافتةً إلى أن الجمهورية الإسلامية لن تتساهل في الدفاع عن أمنها، وأي خطأ من العدو سيواجه برد حازم.
إذاً المتابع للمشهد ولعمليات المقاومة الفلسطينية عبر تاريخها الطويل في صراعها مع قوات الاحتلال، يرى بوضوح أن التقارير حول اتهام إيران بالهجوم على “إسرائيل” ما هو إلا تبرير لفشل الكيان الإسرائيلي وإخفاقه، رغم أن طهران جزء من محور المقاومة وقد أعلنت دعمها لعملية طوفان الأقصى، فهل بدأ النظام الصهيوني يحتضر؟ وهل سيكون طوفان الأقصى طوفاناً يخفي الكيان عن الأرض وتنتهي أسطورة “الجيش الذي لا يقهر”؟.
ليندا تلّي