خطة أمريكية للتطهير العرقي في غزة
تقرير اخباري
في سياق الهجوم المباغت الذي شنته المقاومة الفلسطينية على القرى والبلدات المحتلة، في السابع من الشهر الجاري، والنتائج التاريخية المذهلة التي حققتها هذه العملية حتى الآن، وفي سياق الرد الوحشي الإسرائيلي الذي أطلق هجومه على قطاع غزة، تفيد آخر المعلومات أن هناك خطة أمريكية-إسرائيلية تتعلق بالشعب الفلسطيني، وتقول إن العجوز بايدن يعمل مع دول أخرى على خطة تسمح للمدنيين بمغادرة غزة بأمان وعبور الحدود المصرية، وأنه يضمن خروج الغزاويين بسلامة وأنه لن يتم استهدافهم.
هذا الكلام يعني عملية تطهير عرقي، وجريمة حرب موصوفة في صورة لفتة إنسانية، أي تطهير عرقي للشعب الذي سرق المستوطنون الصهاينة أراضيه، بحيث لن يتمكن هؤلاء الأشخاص من العودة إلى منازلهم والأراضي التي كانوا يملكونها من قبل. قد تم حبس هؤلاء الأشخاص في سجن مفتوح، ولا يحصلون على الكهرباء والماء والغذاء، إلا بالتقطير، قبل التطورات الأخيرة، ولكن بعد إطلاق العملية الهجومية من قبل المقاومة الفلسطينية، سارعت سلطات الاحتلال إلى قطع كل هذه الإمدادات وانهالت عليهم بالضربات الجوية والبرية.
تعتقد أمريكا أن بإمكانها إجراء هذا التطهير العرقي وردع محور المقاومة في الشرق الأوسط من خلال التهديد بالتدخل بقواتها، ولهذا السبب تم نقل حاملة الطائرات الأمريكية الأحدث “يو إس إس هيرالد فورد” إلى البحر الأبيض المتوسط، وتقول المعلومات أنفسها إنه سيتم أيضاً نشر حاملة طائرات ثانية. ولكن همة المقاومة لن تثبط، ففي المرة الأخيرة التي حاولت فيها الولايات المتحدة التدخل في لبنان، انتهى الأمر بمقتل 241 من مشاة البحرية واضطرت إلى الانسحاب خجلاً. في ذلك الوقت، لم يكن لدى المقاومة اللبنانية سوى عدد قليل من الرجال، لكن لديها اليوم الآلاف من الرجال المدربين تدريباً جيداً، ثم هناك أيضاً إيران وروسيا، إذ يرى مراقبون أنه من غير المتصور أن تظل روسيا صامتة في مواجهة مثل هذا التجاوز الوقح لحلف شمال الأطلسي، خاصةً وأن تحرك الذعر غير المفوض هذا الذي قام به الناتو سوف يسرع من التحول في مواقف روسيا، والذي بدأت ملامحه بعد مقتل الطيارين الروس بسبب هجوم سلاح الجو الإسرائيلي على سورية، وبسبب دعم نتنياهو للنظام النازي في كييف.
اليوم مع قيام نتنياهو بحشد كل قوة حلف شمال الأطلسي في شرق البحر الأبيض المتوسط لتهديد ليس فقط لبنان، بل وأيضاً القواعد الروسية في سورية، فلم يعد هناك أي شك في أن روسيا لن تقف مكتوفة الأيدي.
هيفاء علي