أخبارصحيفة البعث

هل يراجع المشرعون الأمريكيون خطابهم المناهض للصين؟

تقرير إخباري   

إن موافقة بكين على قيام وفد من الحزبين الجمهوري والديمقراطي من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي بزيارة الصين الأسبوع المقبل تعكس جديتها في تطبيع العلاقات الصينية الأمريكية من خلال التبادلات مع المشرعين الأمريكيين، بما في ذلك منتقدي الصين منذ فترة طويلة مثل زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك شومر الذي سيقود الوفد.

وتعتمد معظم القوانين المناهضة للصين التي أقرتها الولايات المتحدة في السنوات الأخيرة على مقترحات عدد قليل من أعضاء الكونغرس وقد لعبت هذه القوانين دوراً رئيسياً في تقويض التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين، والثقة السياسية المتبادلة بينهما.

وعلى الرغم من ذلك، فإن بكين منفتحة على زيارة المشرعين الأمريكيين لأنها تعتقد أنها ستساعد الوفد المكون من الحزبين على فهم أفضل للصين وموقفها بشأن التجارة الحرة، والمساهمة في تطبيع العلاقات الثنائية. كما تعتقد بكين أن الكونغرس الأمريكي قد أقر العديد من القوانين المناهضة للصين، لأن المشرعين يفتقرون إلى المعرفة المباشرة بالصين، مما يجعل من السهل عليهم التأثر بعدد قليل من الصقور المتشددين في واشنطن الذين استغلوا الكونغرس لتحقيق مكاسبهم الشخصية على حساب المصالح الوطنية للولايات المتحدة.

ولابد من التنويه إلى أن زيارة نحو أربعين من المشرعين الأميركيين لجزيرة تايوان خلال العام الماضي، في انتهاك لمبدأ صين واحدة والبيانات المشتركة الصينية الأميركية الثلاثة، تظهر إلى أي مدى تم اختطاف أجندة الكونغرس من قبل المشرعين الأنانيين، وقد أدت مثل هذه التحركات غير المسؤولة إلى جانب القوانين المناهضة لبكين، إلى زعزعة الأساس السياسي للعلاقات الصينية الأمريكية. ومع ذلك فقد أدرك المحتالون في الكونغرس أنه من المستحيل تحقيق هدفهم النهائي المتمثل في فصل الاقتصاد الصيني والاقتصاد الأمريكي، وهذا ما يفسر لماذا اتخذ الجانب الأمريكي مبادرة إصلاح العلاقات الثنائية.

لقد زار العديد من الأعضاء الرئيسيين في إدارة جو بايدن الصين منذ حزيران الماضي، ويجري العمل على وضع آليات تبادل مختلفة موجهة نحو الحلول لإزالة القيود المفروضة على القطاعات الاقتصادية والمالية والتجارية والتكنولوجية، بما في ذلك تلك التي اقترحها شومر وبعض أعضاء وفده.

وأما شومر فقد جعل تطوير الذكاء الاصطناعي أحد أهم أولوياته السياسية، وكان أحد الداعمين الرئيسيين لقانون الرقائق والعلوم، الذي تم إقراره العام الماضي وعلى هذا النحو، من المتوقع أن يراجع تأثيرات القانون الأمريكي على التجارة الثنائية وآفاق التعاون الصيني الأمريكي في مجال الذكاء الاصطناعي خلال زيارته.

ووفقاً لمكتبه، يخطط شومر للتأكيد على الحاجة إلى المعاملة بالمثل في التجارة الصينية الأمريكية من أجل تكافؤ الفرص أمام العمال الأمريكيين، والتركيز على الحفاظ على ميزة الولايات المتحدة في التكنولوجيات المتقدمة، من أجل حماية حقوق الأمن القومي الأمريكي.

ولكن ينبغي تذكير الزعيم الديمقراطي وزملائه بأن المعاملة بالمثل لابد أن تقوم على العدالة والاحترام المتبادل، وعلى الولايات المتحدة أن لا تستخدم تفوقها في مجال التكنولوجيا الفائقة للتنمر على الصين، وإضعاف قطاع التكنولوجيا الفائقة لديها، فالولايات المتحدة لا يمكن أن تشعر بالأمان أبداً من خلال جعل الصين تشعر بعدم الأمان.

عائدة أسعد