تحقيقاتصحيفة البعث

بُعد المؤسسات المعنية بشؤون الفلاحين ومربي الثروة الحيوانية في تدمر يزيد معاناتهم

تحدث العديد من المزارعين ومربّي الثروة الحيوانية في مدينة تدمر بأقصى الريف الشرقي لمحافظة حمص لـ”البعث” عن معاناتهم من غياب المؤسسات والدوائر الزراعية الحكومية المتعلقة بأعمالهم من الزراعة أو تربية الثروة الحيوانية عن مدينتهم ووجودها في مركز مدينة حمص، سواء الرابطة الفلاحية أو فرع تدمر للمصرف الزراعي أو مراكز توزيع الأعلاف.

البعد الجغرافي
وأشار المشتكون إلى أن البعد الجغرافي لتلك الدوائر والمؤسّسات الزراعية الحكومية اللازمة لعملهم ووجودها في حمص، جعلهم يتكبدون أعباء وتكاليف مالية كبيرة جراء أجور نقل مستلزمات الإنتاج من حمص إلى مدينة تدمر، سواء البذار والسماد أو الأعلاف والأدوية البيطرية من جهة، ونقل المحاصيل وكميات الإنتاج الزراعي والحيواني من تدمر إلى حمص من جهة أخرى، علاوةً على ما يعانونه من مشقة السفر نتيجة للمسافة الفاصلة بين مدينتهم وحمص البالغة نحو 160 كم.

مطالب مشروعة
وتساءل المزارعون ومربو الثروة الحيوانية في تدمر: ألا يكفي ما نعانيه من غلاء السماد والأعلاف والأدوية البيطرية وغيرها من مستلزمات الإنتاج، حتى نعاني من مشكلة المسافة البعيدة عن الدوائر والمؤسسات الرسمية المعنية بشؤوننا؟!.
وطالب المزارعون والمربون بضرورة الإسراع بإعادة تأهيل المباني الزراعية ووضعها بالخدمة أمامهم، لتعود عمليات الإنتاج الزراعي في تدمر بشقيها الحيواني والنباتي إلى ما كانت عليه في سابق عهدها.

استهجان
رئيسُ الرابطة الفلاحية في تدمر وليد الأسعد ورداً على معاناة الفلاحين ومربي الثروة الحيوانية في تدمر، بيّن أن مطالبهم محقة جملةً وتفصيلاً، مستهجناً أن يكون الفلاحون والمربون موجودين في مدينة تدمر وجميع الدوائر الرسمية المتعلقة بأعمالهم موجودة في حمص دون أن يسألوا عن أحوالهم!!.

إرباك للفلاحين
وأوضح الأسعد أن وجود الرابطة في مبنى اتحاد الفلاحين في حمص يجعل منها بعيدة عن الفلاحين والمربين في تدمر ما يعيق عملها، مشدداً على ضرورة إعادة تأهيل وترميم مبنى الرابطة في مدينة تدمر لتقوم بدورها بشكل صحيح وفعّال، مشيراً إلى أن مسألة البعد الجغرافي لم تقتصر على مبنى الرابطة، وإنما هناك فرع المصرف الزراعي أيضاً مقره في حمص.

معاناة كبيرة
وأوضح الأسعد أن مربي الثروة الحيوانية في تدمر مضطرون للتعامل مع فرع مؤسّسة الأعلاف في حمص لعدم وجود مركز لتوزيع الأعلاف فيها، علماً أن المبنى موجود ومن الضروري إعادة ترميمه ونقل المركز إلى تدمر، مؤكداً أن عودة المصرف الزراعي ومركز الأعلاف سيعيد الرابطة الفلاحية إلى تدمر على الفور.
وأشار الأسعد إلى أن هذا البعد يسبّب الكثير من المعاناة والتكلفة المرتفعة على الفلاحين، سواء المزارعين أو مربي الثروة الحيوانية حالياً، بحيث يتمّ نقل البذار والأعلاف والسماد وغيرها على نفقة الفلاح، وعند تسليم المحاصيل من القمح والشعير وغيرها تقع أجور النقل أيضاً على عاتق الفلاح، ما يضطره إلى تسديد مبالغ كبيرة في عمليات النقل من وإلى حمص.

أكثر من 11 طن قمح
وبيّن رئيس الرابطة الفلاحية أنه يتبع للرابطة 45 جمعية فلاحية، واحدة فقط متعدّدة الأغراض و5 جمعيات تسمين و39 جمعية تربية، مشيراً إلى أن فلاحي تدمر قاموا خلال هذا الموسم بتسليم كمية تُقدّر بنحو 11.420 طن قمح من جميع القطاعات، التعاوني والإفرادي والإكثار والمخالفات البعلية.

أجور نقل ومحروقات
من جانبه أشار رئيس شُعبة الثروة الحيوانية في دائرة زراعة تدمر الدكتور نصوح الصالح لـ”البعث” إلى أن أهم ما يعانيه مربو الثروة الحيوانية هو أجور النقل التي تتسبّب بارتفاع أسعار كلّ مستلزمات الإنتاج من الأدوية العلاجية المتوفرة في مكاتب الخدمات البيطرية في تدمر، سواء المستورد منها أو الوطني، وغيرها من المستلزمات، مؤكداً أن غلاء المحروقات يزيد من الأعباء الإضافية على المربين من حيث تكاليف نقل مياه السقاية للقطعان من آبار مياه الدولة البعيدة نسبياً عنها لإروائها.

قلة المراعي
وأضاف الصالح أن المربين يعانون أيضاً من قلة المراعي في أراضي مدينة تدمر، مشدداً على ضرورة فتح بعض المناطق التي أصبحت آمنة أمام المربين لاستخدامها مراعي لقطعانهم.

واقع مستقر
وأكد الصالح أن واقع صحة الثروة الحيوانية في تدمر مستقر من حيث الأمراض والأوبئة، ولا يوجد أي مرض معدٍ حالياً، لافتاً إلى أن دائرة الزراعة توفر الأدوية البيطرية الوقائية واللقاحات، وتقوم بعمليات التحصينات الوقائية بشكل مجاني ضد الأمراض المستوطنة بالمنطقة مثل الانتروتوكسيميا والجدري والحمّى القلاعية وإسهال العجول… وغيرها.

إحصائيات
وفي ختام حديثه بيّن رئيس شُعبة الثروة الحيوانية في دائرة زراعة تدمر أن عدد رؤوس الأغنام والماعز في تدمر وفق الدورة الإحصائية السابقة نحو 300 ألف رأس، وهو رقم متغيّر بحسب المواسم وكميات الأمطار، بالإضافة إلى نحو 2000 رأس من الجمال ونحو 500 رأس من الأبقار الحلوب والعجول.

نبال إبراهيم