تحذير إيراني روسي.. استمرار المجازر بحق نساء وأطفال غزة سيؤدي إلى حرب واسعة النطاق
طهران – موسكو – سانا
حذّر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من استمرار جرائم الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني.
وقال نائب رئيس مكتب الرئيس الإيراني للشؤون السياسية محمد جمشيدي في تصريح له: إن رئيسي اعتبر خلال المحادثة الهاتفية أن استمرار الحصار وارتكاب المجازر بحق النساء والأطفال والهجوم البري على غزة من شأنه أن يؤدي إلى حرب طويلة وواسعة النطاق.
ولفت جمشيدي إلى أن رئيسي أجرى أيضاً اتصالاً هاتفياً مع رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان تناول تزايد التوتر في المنطقة وإجراءات التوصل إلى حل لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
كذلك حذّرت الرئاسة الروسية من احتمال تطور الأوضاع في قطاع غزة إلى حرب إقليمية، داعيةً إلى وقف القتال وتحقيق استقرار الوضع بأسرع وقت ممكن.
وقالت الرئاسة في بيان: “إن الرئيس بوتين أجرى محادثات هاتفية مع رؤساء سورية وإيران ومصر وفلسطين، وتم الإعراب عن القلق البالغ إزاء التصعيد واسع النطاق والمصحوب بزيادة كارثية في عدد الضحايا المدنيين، وتفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، وتم الإجماع على ضرورة وقف إطلاق النار وإقامة هدنة إنسانية، من أجل تقديم المساعدة بشكل عاجل لجميع المحتاجين”.
وأضافت الرئاسة: “إن بوتين استمع إلى آراء وتقييمات الرؤساء الذين أكدوا على خطورة الوضع الإنساني في قطاع غزة، وضرورة رفع الحصار عنه لتوفير الإمدادات العاجلة من الأدوية والمواد الغذائية والسلع الحيوية الأخرى، كما كانت هناك مخاوف جدية بشأن احتمال تصاعد الأوضاع إلى حرب إقليمية”.
وأوضح بوتين أن سبب التصعيد الحالي غير المسبوق هو الجمود طويل الأمد في عملية التسوية في الشرق الأوسط، مجدداً موقفه المبدئي الداعم لاستئناف العملية السياسية من أجل التوصل إلى حل طويل الأمد وعادل للقضية الفلسطينية على أسس قانونية دولية معروفة، بما يتيح قيام الدولة الفلسطينية المستقلة.
وفي سياقٍ متصل، أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني أن العدوان الصهيوني المستمر على قطاع غزة والمجازر الدموية التي يرتكبها ضد المدنيين الأبرياء فضح أدعياء حقوق الإنسان الزائفين أكثر من أي وقت مضى، متسائلاً : “هل تعترف الدول التي تدعم كيان الاحتلال الإسرائيلي وتتشدق بحقوق الإنسان بحقوق الشعب الفلسطيني”، ومشدداً على أن مسؤولية الدول الداعمة لهذا الكيان لا تقل عن مسؤوليته تجاه الجرائم التي تمارس ضد الفلسطينيين.
وأضاف كنعاني: إن عملية “طوفان الأقصى” كانت الحق الطبيعي للرد على جرائم الكيان الصهيوني وأعماله الاستفزازية ضد المسجد الأقصى والأسرى الفلسطينيين وهذه العملية تحظى بدعم الشعب الفلسطيني.
كذلك، أكد المتحدث باسم الخارجية أن إيران تقوم بمساعٍ دبلوماسية حثيثة لإنهاء العدوان الإسرائيلي على غزة، ووقف الجرائم بحق الفلسطينيين، وإيصال المساعدات، ومن المقرر أن يعقد اجتماع لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي الأربعاء المقبل في جدة لهذا الغرض.
وحذّر عبد اللهيان من أن وقت الحلول السياسية فيما يخص التطورات داخل فلسطين المحتلة بدأ ينفد، واحتمال توسع نطاق الحرب إلى جبهات أخرى بات قريباً، وقال في حسابه على منصة إكس اليوم: “أجريت مباحثات هاتفية مع وزراء خارجية ماليزيا وتونس وباكستان، وأكدت خلالها على ضرورة الوقف الفوري للمجازر وجرائم الحرب التي يرتكبها الصهاينة في قطاع غزة، وعلى ضرورة إرسال مساعدات إنسانية عاجلة إلى القطاع”.
بدوره، شدّد مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف على ضرورة وقف إطلاق النار فوراً في قطاع غزة وبدء التسوية السلمية للوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وقال في تصريح: إن الرئيس بوتين يتابع تطورات الحرب على غزة باهتمام كبير، حيث أجرى وسيجري اتصالات مع رؤساء وزعماء في المنطقة لإيجاد حل سريع لهذه الأوضاع.
وأكد أوشاكوف أن هدف أي مفاوضات للسلام في الشرق الأوسط يجب أن يتجسد في قيام دولة فلسطينية وضمان حقوق الشعب الفلسطيني.
وفي وقتٍ لاحق، حذّر نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف من خطورة تهديدات الاحتلال الإسرائيلي بتصعيد عدوانه واجتياح قطاع غزة برياً، مؤكداً أن مسؤولية التصعيد الحالي بالأراضي الفلسطينية المحتلة تقع على عاتق الولايات المتحدة لتجاهلها لسنوات تطبيق قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بالحل السياسي للقضية الفلسطينية.
وخلال اجتماع مع القيادات الأمنية والسياسية الروسية ترأسه الرئيس فلاديمير بوتين، وصف ريابكوف اعتداءات “إسرائيل” على قطاع غزة بالعشوائية والخطيرة، معتبراً أن تهديدها بالهجوم البري سيخرج الأوضاع عن السيطرة في المنطقة.
وحمل ريابكوف الولايات المتحدة الأمريكية مسؤولية تدهور الأوضاع بالمنطقة لاحتكارها لسنوات الحل السياسي، وتجاهلها قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة.