مهرجان “فرح الطفولة” في حلّة متجددة من العروض والمحطات المتنوّعة هذا العام
اللاذقية- مروان حويجة
أُسدلت الستارة على عروض وفعاليات مهرجان “فرح الطفولة” في دورته الرابعة التي احتضنت محطاتها وفقراتها دار الأسد للثقافة بمدينة اللاذقية، وكان العنوان اللافت لمهرجان هذا العام حجم الإقبال الكثيف على متابعته من الأطفال وأسرهم، وأيضاً إغناء المهرجان بالمزيد من الفقرات الجديدة التي لاقت تفاعل الأطفال واهتمامهم ورسمت الفرحة في قلوبهم وعلى وجوههم.
وحول مسيرة مهرجان فرح الطفولة منذ انطلاقته، كان هذا اللقاء مع مدير المهرجان المهندس جهاد يوسف الذي تحدّث لـ”البعث” بالقول: انطلق المهرجان بدورته الجديدة في العام ٢٠١٨، ولم يكن بوسع الأسرة أن تتابع عروضه وفعالياته بشكل مأجور، ولو كانت مكونة من ثلاثة أفراد، ولاسيما أنّ المهرجان يحتوي محطات للنشاط الذهني، والأشغال اليدوية، وصناعة الدمى، إضافة إلى عروض مسرحية وسينمائية وفنيّة متنوعة، فكانت الفكرة حينها أن تكون هناك مساهمة مجتمعية وفردية أيضاً لتمكين الأسرة من المشاركة والحضور مجاناً بكل فعاليات المهرجان، وذلك من خلال الاعتماد على رعاة المهرجان وتصميم سبونسرات لتغطية التكاليف، وهذا ما تحقق بنجاح في إطلاق الدورة الأولى، وتعزّز ذلك باحتضان مديرية الثقافة للمهرجان وإفساح المكان للأنشطة والعروض في دار الأسد للثقافة بمدينة اللاذقية، ومنذ ذلك الحين بات المهرجان يحظى بمتابعة كثيفة وبحضور واسع من الأطفال وأسرهم دورتي ٢٠١٨ و٢٠١٩، وتوقف المهرجان عام ٢٠٢٠ بسبب وباء كورونا، وعاودنا الانطلاقة مجدداً في العام ٢٠٢٢ بمساعدة المهندس عامر ياسمين، ومتابعة مسيرة المهرجان هذا العام بحلّة متجدّدة في الفقرات والعروض والمحطات الثقافية والفنية في دورته الرابعة التي حملت أنشطة جديدة، منها عروض مسرحية، قراءة قصة، الرسم الحرّ للوحة جداريّة قياسها ٣ و٤ أمتار وكلها بالتشبيك مع الجمعيات الأهلية والمؤسسات المجتمعية، ولعبة الشطرنج بالتعاون مع الاتحاد الرياضي العام، وقدّم المهرجان للأطفال أيضاً فقرات ممتعة ومشوّقة كالديكوباج، والأنامل الصغيرة.
وبيّن يوسف أن أهمّ ما ميّز المهرجان هذا العام هو الإقبال الكثيف واللافت على عروضه من الأطفال، حيث واكب فعالياته نحو سبعة آلاف طفل مع أسرهم على مدى أيام المهرجان الأربعة، وتقديم كل ما يبحث عنه الطفل في مهرجانه الذي يتم تنظيمه كفعالية فردية مجتمعية من خلال فريق الإشراف والتنظيم المؤلف من المهندس جهاد يوسف مدير المهرجان، ومدير فرقة طيور الأستاذ مجدي حدّاد، وهناك الراعي للمهرجان في كل دورة: الماسي والذهبي لأجل تأمين الدعم للمهرجان.
وأشار إلى أنّ الإقبال الكبير الذي شهده المهرجان هذا العام فاق الطاقة الاستيعابية لمدرّج وصالة دار الأسد للثقافة وبهو الصالة، وهنا نتوجّه بالشكر إلى الجهود التي بذلتها مديرية الثقافة ودار الأسد للثقافة لتقديم كل الخدمات والتسهيلات والمساحات المتاحة لتعزيز نجاح المهرجان بألق جديد ومتجدّد، وهنا تتجلّى الأهمية الكبيرة لتكامل الجهود واحتضان المهرجان بدوراته المتعاقبة، وتقديم مدير الثقافة الأستاذ مجد صارم كل جهود وإمكانات المديرية لدعم نجاح المهرجان، والتعاون الكبير من مدير دار الأسد للثقافة الأستاذ ياسر صبّوح.
وقد تمّ إطلاق عروض المهرجان بنسخته الرابعة باحتفالية فنيّة منوّعة انطلقت على مسرح دار الأسد للثقافة بحفل افتتاح تضمّن فقرات مسرحيّة تعبيرية تغنّت بحب الوطن ومجّدت الشهادة والشهيد، وعروضاً من الفلكلور الفلسطيني في تحيّة إلى المقاومة الفلسطينية في نضالها ضد الكيان الصهيوني، وعروضاً رياضية وباليه ومسابقات خاصّة بالأطفال، وتكريم شخصيات ثقافية ورياضية وإعلامية، وقدّم على مدار أيامه عدة محطات ثقافية وفنية وعروضاً ولوحات إبداعية لاقت إعجاب وتفاعل جمهور الحضور.