الصفحة الاولىسلايد الجريدةصحيفة البعث

بعد فشل قمة عمان.. بايدن يقود الحرب من “الكابينيت” الصهيوني

الأرض المحتلة – تقارير   

وصل الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى “إسرائيل” من واشنطن برحلة مباشرة، كان من المخطط أن تكون الأردن محطتها الأولى، وكان من المقرّر خلالها أن يجمع بايدن لقاء رباعي مع كلٍ من ملك الأردن والرئيس المصري ورئيس السلطة الفلسطينية، في محاولة للإيحاء للعالم أن واشنطن تراعي جميع الأطراف وتستمع إلى كل وجهات النظر، ولكن إلغاء اللقاء الرباعي غداة الهجوم الوحشي والدموي لطيران الاحتلال الإسرائيلي على مستشفى المعمداني في غزة، جاء وقعه كالصاعقة في وجه بايدن وإدارته التي حاولت تبرير الإلغاء بأنه جرى بعد التشاور مع الزعماء الأخرين، ولكن وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أوضح أن بلاده قرّرت عدم عقد القمة قائلاً: إنه “لا فائدة للحديث مع بايدن بأي شيء بعد مجزرة المعمداني في غزة، وواشنطن عاجزة عن وقف الحرب”، كما صرح أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية، أنه بالتنسيق بين كل من مصر والأردن والسلطة الفلسطينية، تقرر إلغاء القمة الرباعية على ضوء قصف مستشفى المعمداني في قطاع غزة، وسقوط مئات الضحايا من أبناء الشعب الفلسطيني جراء هذا القصف، أما رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، فقد قطع زيارته إلى الأردن وقرر العودة إلى رام الله بعد المجزرة .
في الأثناء أكّد بايدن، غداة وصوله إلى “تل أبيب” انحياز بلاده الكامل إلى جانب كيان الاحتلال الإسرائيلي في عدوانه الهمجي والوحشي على قطاع غزة المحاصر، مدافعاً عن المجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال بحق الفلسطينيين، ومؤكداً استعداد بلاده للانخراط في هذا العدوان بشكل مباشر وتوسيعه ليشمل المنطقة بالكامل إذا شعرت بضرورة ذلك.
وخلال مؤتمرٍ صحافي عقده الأربعاء في “تل أبيب”، ادعى بايدن أنّ “البيانات الأميركية تظهر أنّ إسرائيل لا تقف خلف قصف مستشفى المعمداني في غزّة”، في فبركةٍ واضحة ومحاولةٍ لخداع العالم بشأن مسؤولية كيان الاحتلال عن مجزرة المستشفى الأهلي المعمداني التي قام بها الاحتلال، الثلاثاء، في غزّة، مُحاولاً تزييف الحقائق في تصريحاته بإلصاق ارتكاب المجزرة بالمقاومة الفلسطينية.
وصرّح بايدن، بأنّه “لا توجد أولوية قصوى الآن غير إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين في غزّة”، مُخاطباً المستوطنين الصهاينة: “أنتم لستم لوحدكم والولايات المتحدة إلى جانبكم”.
وفي سياق محاولته للتخفيف من الغضب العالمي على الحصار الخانق الذي تفرضه سلطات الاحتلال على غزة، أعلن الرئيس الأميركي أنّه يتمّ التعامل “بشكلٍ وثيق مع الأمم المتحدة والسلطات المصرية لنقل المساعدات إلى غزّة في أقرب وقت”، مُشيراً في حديثه إلى أنّه “أصدر توجيهاتٍ بذلك”.
مِن جهتها، أشارت وسائل إعلامٍ إسرائيلية إلى أنّ بايدن شارك في جلسة المجلس الأمني الإسرائيلي المُصغّر “كابينت”، والذي وصفته بـ”مجلس الحرب”، في “تل أبيب”، مُشدّدةً على أنّه أكّد في ختام اجتماعه مع رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، بحضور مسؤولين كبار مِن الجانبين، “دعمه المطلق لإسرائيل”.
إلى ذلك كشف موقع “والاه” الإسرائيلي أنّ الرئيس الأميركي قال: إنّه سيرسل إلى الكونغرس الأميركي هذا الأسبوع، “طلباً للحصول على حزمة مساعدات عسكرية غير مسبوقة لإسرائيل”.
وعلى خلفية ادعاء بايدن بإصدار توجيهاته للسماح بإدخال المساعدات إلى غزة، سارع مكتب رئيس حكومة الاحتلال للإعلان عن أنّ “الكابنيت” المقلّص قرّر بالإجماع، عدم السماح بوصول أي مساعدات إنسانية عبر كيان الاحتلال إلى قطاع غزة، وذلك “طالما لم تتم إعادة الأسرى الإسرائيليين في القطاع”.
وبخصوص ما تمّ الحديث عنه أيضاً خلال الاجتماع مع بايدن، أوضحت القناة “الـ13” الإسرائيلية أنّه خلال اجتماع بايدن ونتنياهو تمّ بحث “المرحلة القادمة القريبة، ومِن ضمن ذلك العملية البرية في غزّة، والساحة الشمالية”.
وبالتزامن مع الزيارة، ورداً على مجازر الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة جدّدت المقاومة الفلسطينية استهداف “تل أبيب” بالصواريخ.
كذلك قصفت المقاومة الفلسطينية برشقاتٍ صاروخية وقذائف الهاون بئر السبع المحتلة وتحشيداً لجنود العدو في “مفتاحيم” و”ريعيم” ومستوطنات أخرى على أطراف القطاع، كما قصفت تحشيدات لقوات العدو الإسرائيلي في “ياد مردخاي” و”زيكيم” و”كيسوفيم” و”أبو صفية” و”نير عام” برشقاتٍ صاروخية وبقذائف الهاون.