15 عادة تميز الناجحين عن الفاشلين.. التكيف.. التركيز.. التنظيم.. الفضول.. روح الفريق.. التواضع.. الاحتفاء بالآخرين.. تحمل المسؤولية
“البعث الأسبوعية” ــ لينا عدرا
الجميع يريد أن يكون ناجحاً، لكن كثيرين لا يعرفون كيفية الوصول إلى ذلك. وعلى طول الطريق، ستكون هناك تحديات تتراوح من االمالية إلى العاطفية. وبدون رعاية مناسبة، يمكن للأنا والغطرسة أن يحبطا العملية برمتها، ما يؤدي بالتالي إلى الفشل. ولو كانت هناك صيغة ما جاهزة للنجاح، لكان الجميع يسافر في الدرجة الأولى، ويذهب للاصطياف كل بضعة أشهر. ولكن للأسف، هذا ليس هو الحال. وكل ما يمكن فعله هو تعلم العادات الشائعة التي تميّز الأشخاص الناجحين عن سواهم، والتي لا يبدو أن غير الناجحين يتبعونها.
فيما يلي 15 عادة تفصل بين الناجحين وغير الناجحين.
- يتكيفون ويتغيرون
إن القوة الطبيعية الثابتة والوحيدة هي التغير. فمع تغير الظروف، سواء أكانت طبيعية أو صناعية أو رقمية، فإن أولئك الذين لم يتكيفوا معها، لا بد أن يتخلفوا عن الركب. ومن أكثر سلوكيات الأشخاص غير الناجحين شيوعاً هي إصرارهم على البقاء كما هم.. إن غرورهم يصرخ بهم: “لا تقوموا بإصلاحها إن لم تنكسر”، أو “إنها الطريقة التي كنا نفعل بها ذلك دائماً”.
يدرك الناجحون أنه إذا لم تحقق مشاريعهم الأموال التي يسعون إلى جنيها، أو إذا كان موظفوهم يغادرون بمعدلات تنذر بالخطر، فإن عليهم إحداث التغيير، فالتمسك بالتقاليد قد يأتي بنتائج عكسية على المدى الطويل.
يقول آدم إم غرانت، مؤلف كتاب “.. معرفة ما لا تعرفه”: “يُنظر إلى الذكاء تقليدياً على أنه القدرة على التفكير والتعلم. ومع ذلك، في عالم مضطرب، هناك مجموعة أخرى من المهارات المعرفية التي قد تكون أكثر أهمية: القدرة على إعادة التفكير وإلغاء التعلم”.
- إنهم مهتمون بأفكار مختلفة
أصبح من السهل الآن، وأكثر من ذي قبل، مواكبة أحدث شائعات المشاهير: “من مع من”، و”ماذا يفعل أحدهم”، أو “إحداهن”. وحتى في الدوائر الاجتماعية الخاصة بنا، يمكننا التحدث إلى أصدقائنا حول مدى صدمتنا لأن شخصاً ما، نعرفه نوعاً ما، “غاطس” في علاقة عاطفية.
وعلى الرغم من أن هذه الأحاديث قد تكون مثيرة، إلا أنها لا تؤدي إلى أي مكان. وبدلاً من ذلك، يهتم الأشخاص الناجحون بأفكار مثيرة، أي تلك التي يمكن أن تغير سلوك الناس، وكيف يشعرون، وكيف يفكرون.. وبأي شيء.
إن التفكير بالأفكار المختلفة يسمح للأشخاص الناجحين بتحسين التفكير الجانبي؛ و”التفكير الجانبي هو عملية حل المشكلات عبر زوايا مختلفة عما نتوقع. ولا يحدث ذلك عندما نفعل المزيد من الشيء نفسه. لذا، فإن مجرد العمل الجاد قد لا يحقق هدفاً مثل إعادة التفكير في النهج الذي تتبعه. إن التفكير الجانبي يتمحور حول الدخول في عقلية كسر القواعد التي هي ليست في الحقيقة قواعد، بل هي وحسب الطريقة التقليدية التي كانت تتم بها الأمور في الماضي.
- إنهم لاعبو فريق
ما يفشل الأشخاص غير الناجحين في إدراكه هو أن النجاح جهد جماعي إلى حد كبير. ولا يمكن أن توجد النجاحات المهنية بوجود شخص واحد فقط. وهذه الحقيقة ليست جديدة أيضاً، فقد تطور أسلافنا بدعم الآخرين، وهو ما مكّن جنسنا البشري من الصعود إلى قمة السلسلة الغذائية؛ ومكن الإمبراطوريات من النهوض، والبلدان من الازدهار.
إن الاعتقاد بأن النجاح هو مجرد تعهد فردي هو طريق مضمون للفشل.
- يحتفون بالآخرين
نظراً لأن النجاح يعتمد على ذهنية وروحية الفريق، فمن المهم تنمية علاقة جماعية منتجة.
يقول بوب إيغر، الرئيس التنفيذي السابق لشركة ديزني، في إحدى مقابلاته: اللياقة يمكن في الواقع أن تعزز القيادة. وكونك لطيفاً وبشوشاً، وحتى ضعيفاً، يقوي الروابط بين الناس، ويساعدهم على تحقيق المزيد من النجاح بدلاً من نبذهم وإقصائهم.
- لا يقولون أبداً أنهم يعرفون كل شيء
يمكن للنجاح أن يعمي الناس من عيوبهم. ولكن أن نصل لا يعني أننا وصلنا إلى الحد الأقصى. إن الوقوف بلا حراك، وترك الأيام ضبابية في اليوم التالي، ودون تعلم أي شيء جديد، يمهد للسقوط في المستقبل. فالنجاح ليس حالة دائمة، وأن تكون ناجحاً يوم الأربعاء لا يضمن نجاحك ليوم الخميس، فمع النجاح تأتي تحديات أكبر: اجتماعات مع شخصيات أعلى مستوى، وتوقعات أعلى.. إن تطوير الذات لا ينتهي أبداً، حتى لو تم ذلك ببطء.
ويمكن لعمليات التطوير الصغيرة المتسقة أن تتحول إلى شيء أكثر بكثير على المدى الطويل، فالتحسن بنسبة 1 في المائة ليس ملحوظاً بشكل خاص، وفي بعض الأحيان قد لا يكون ملحوظاً أبداً، ولكن يمكن أن يكون أكثر فائدة، خاصة على المدى الطويل. إن الفرق الذي يمكن أن يحدثه التحسن البسيط بمرور الوقت مذهل.
- يفهمون الآخرين
سيكون هناك أشخاص يتأخرون عن اجتماع مهم. سيخذلوننا ويخيبون آمالنا، وقد يختلفون معنا، مما قد يتسبب في حدوث شقاق في العمل.
والشخص غير الناجح يلجأ إلى هذه التدابير شخصياً: حمل الضغائن وحرق الجسور. فلا فائدة من حمل ضغينة تجاه شخص ما سوى الضغط النفسي والعاطفي غير المبرر. وفي سبيل النجاح، يجب أن يكون لدى المرء عقل صاف وهادئ ومتزن ومتفهم.. يتعين عليه أن يغفر وينسى ويستمر في المضي قدماً مع الآخرين.
- يعرفون وجهتهم
حتى أقوى الرياح ستكون عديمة الفائدة إذا كنت لا تعرف إلى أين ستبحر. إن الانغماس بالعمل (إطفاء الحرائق الإدارية، والاهتمام بمهمة تلو الأخرى) يمكن أن يحجب الصورة الأكبر في كثير من الأحيان. ليغدو هذا العمل، ببساطة، مجرد مضيعة للوقت في غياب هدف واضح.. ينجح الناس لأنهم يعرفون ما يريدون، ويعرفون كيفية بلوغ أهدافهم باستخدام الأساليب المناسبة، والموعد الذي يحققون فيه النجاح أخيراً.. لا مزيد من التخمين لما قد ينجح وما قد لا ينجح.
- يتحملون مسؤولية أخطائهم
ستكون هناك أوقات يحدث فيها خطأ ما. ولكن، بدون تحمل مسؤولية هذه الأخطاء، لن يتأتى أي شيء مثمر، ما يزيد من احتمالية حدوثها مرة أخرى.
يتحمل الأشخاص الناجحون مسؤولية أخطائهم ويغيرون سلوكهم وأنظمتهم لضمان عدم حدوث مثل هذه الأشياء مرة أخرى.
وفي الواقع، يميل الأشخاص الناجحون إلى تفضيل التعليقات السلبية على التعليقات الإيجابية. وقد أظهرت الأبحاث أن الخبراء – الأشخاص الذين أتقنوا حرفة ما – يفضلون إلى حد كبير ردود الفعل السلبية على ردود الفعل الإيجابية. وهذا هو ما أدى إلى معظم التحسينات. وذلك لأن النقد بشكل عام أكثر فعالية من المجاملات.
- لا ينسبون لأنفسهم كل الفضل
ليس النجاح سلماً نتسلقه بمفردنا. وعادة ما يميل الأشخاص غير الناجحين إلى أن يكونوا مدفوعين بفكرة أنه نظراً لأنهم كانوا يركزون بكل طاقتهم على شيء ما، فإنهم يستحقون كل الفضل. وفي حين أن الأمر قد يكون كذلك في بعض الأحيان، إلا أن الأشخاص الناجحين ينسبون الفضل إلى أولئك الذين ساعدوهم على طول الطريق.
يلوم الأشخاص غير الناجحين الآخرين على فشلهم ولكنهم ينسبون لأنفسهم كل الفضل في حال النجاح.
إن النجاح يتطلب الصدق والتواضع. ويعد إظهار الامتنان أحد أهم الأشياء التي يجب القيام بها ضمن الفريق. وبدون إظهار الشكر المناسب، ستكون علاقة الفريق أقل قابلية للمثابرة تحت إدارة رئيس أناني ونرجسي.
- يمكنهم دائماً الابتسام
إذا واجهت المؤسسة مشاكل، وأصبح قائدها متشائماً، فسوف ينتشر هذا الموقف السلبي كالنار في الهشيم.
إن الغرق في ضغوط العمل، أو الشعور بالإحباط تجاه الزملاء، لن يؤدي بنا إلى أي شيء.
ولن يؤدي تبني موقف سلبي إلى اختفاء الفرص الموجودة أمامنا مباشرةً فحسب، بل سيؤدي أيضاً إلى إبعاد الآخرين عنا؛ فلا أحد يريد أن يكون في محيط شخص يجعله يشعر بالسوء.
لهذا السبب يحافظ الأشخاص الناجحون دائماً على تفاؤلهم وينظرون إلى الجانب المشرق من الأشياء، مع الحفاظ عليها حقيقية أيضاً. وهذا يعني أيضاً أن الأشخاص الناجحين يدركون بيئتهم، وإنهم يعرفون أن لديهم أشخاصاً سلبيين من حولهم، ومن ثم فمن غير المرجح أن يطوروا عقلية إيجابية. وفي المحصلة: أنت نتاج بيئتك، وعقلك وأهدافك يتأثران ببيئتك. ويؤدي الارتباط بأشخاص سلبيين ووضيعين إلى التفكير السلبي والعادات التافهة. وعلى الجانب الآخر، فإن الارتباط بالأشخاص الإيجابيين والطموحين يؤدي إلى تفكير إيجابي ونتائج رائعة.
- يعتنون بأنفسهم
بينما يعد العمل الجاد عنصراً رئيسياً لتحقيق النجاح، إلا أن هذا لا يعني أنه لم يعد هناك وقت لديهم للعناية بأنفسهم.
لا يستطيع جسم الإنسان التعامل مع الكثير قبل أن تبدأ جودة العمل الذي يتم إنتاجه في التدهور.
وفي حين أن الدعم الذاتي أمر ضروري لتحقيق النجاح، فإن على المرء أن يكون حريصاً على عدم الضغط بشدة، فقد يؤدي الإرهاق والإصابات إلى إيقاف التقدم تماماً.
إن أعظم الرياضيين يحتاجون إلى وقت بين المباراة والمباراة للسماح لأجسادهم وعقولهم بالتعافي.
- يحاولون ألا يكونوا أذكى شخص في الغرفة
قال ستيف جوبز ذات مرة: إننا نوظف أشخاصاً أذكياء لإخبارنا بما يجب القيام به، وليس العكس.
إننا من خلال كوننا محاطين بأشخاص أكثر ذكاءً، وأكثر قدرة منا بكثير، سنستفيد ليس فقط من خلال التعلم منهم، بل وأيضاً من التمتع مباشرة بتجربة شيء جديد يتمثل في تحسين أنفسنا.
إن بناء العلاقات مع الآخرين له أيضاً فائدة إضافية تتمثل في فتح الفرص التي قد تكون مخفية بالنسبة لنا.
- إنهم منظمون
إن الوقت هو أثمن مواردنا، ونحن نمضي أيامنا، بالطبع، بالكيفية التي نمضي فيها حياتنا.
وإذا لم نخصص الوقت والطاقة اللازمين لتحقيق هدف معين، فلن يتحقق هذا الهدف أبداً. وتكمن فائدة وجود نظام ما في أنه يسمح بالتركيز على العمل نفسه. والأشياء العظيمة، جميعها، تتأتى عن بدايات صغيرة، وعاداتك كل يوم هي التي تحدد وجهتك. وبذرة كل عادة هي قرار واحد صغير. ولكن مع تكرار هذا القرار، تنمو العادة وتزداد قوة، وتترسخ الجذور نفسها وتنمو الفروع. ومهمة التخلص من عادة سيئة هي مثل اقتلاع شجرة قوية في داخلنا. ومهمة بناء عادة جيدة تشبه زراعة زهرة فواحة الرائحة في حديقة المنزل.
- يظلون مركزين
خلافاً للاعتقاد الشائع، فإن تعدد المهام ليس غير فعال فحسب، بل ينتج أيضاً عملاً أقل جودة. فمن خلال معالجة مشكلة واحدة تلو الأخرى، سنكون قادرين على بذل قصارى جهدنا وطاقتنا لإنجازها.
ويركز الأشخاص الناجحون على عملهم وأنفسهم فقط، ويميلون إلى تركيز اهتمامهم على عدد ضئيل من الأمور والقضايا.
وهناك الكثير من المخترعين والمطورين الكبار في العالم. لكن أولئك الذين يخترقون النجاح على مستوى عالمي هم الذين يميلون إلى التركيز بلا هوادة على عدد ضئيل من الأشياء.. بعبارة أخرى، نحن نحتاج إلى التبسيط في سبيل الارتقاء.
وقد يكون الدخول في دائرة المقارنات مثمراً ظاهرياً، لكن الانشغال بذلك سوف يؤدي إلى إجهاد عاطفي وعقلي على طول الطريق. لذلك يظل الأشخاص الناجحون على مسارهم، ويركزون على ما يمكنهم القيام به. إذ يمكن تخصيص الطاقة التي يتم صرفها في المقارنة بين فلان وفلان لتطوير أنفسنا بشكل أفضل.
- لديهم إحساس بالهدف
يسترشد الأشخاص الناجحون برسالة أكبر من أنفسهم، سواء كان الهدف منها جعل الآخرين يبتسمون، أو تقديم خدمة للأشخاص في جميع أنحاء العالم، أو إطعام الناس، أو تحصيل الشرف والاحترام لفريقك ورياضتك.
وإن وجود هدف لا يعدّ تحفيزياً في الأيام الجيدة فقط، بل وأيضاً في الأيام الصعبة.. في الأزمنة التي يبدو فيها العمل وكأنه روتين، فيما هو في حقيقته رسالة.
إن وجود أهداف طويلة الأجل يستبعد مشاعر الإحباط لدى الأشخاص الناجحين، فالمشكلات قصيرة المدى هي ما يركز عليه الأشخاص غير الناجحين.