غزة… طفل يستشهد كل 15 دقيقة
تقرير إخباري
وفقاً لآخر إحصاء صدر عن الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، تسببت حملة القصف الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة مؤخراً، باستشهاد أكثر من 1000 طفل فلسطيني، أي طفل كل 15 دقيقة تقريباً.
فقد واجه الأطفال الفلسطينيين أفظع الآثار الناجمة عن الهجوم الإسرائيلي المستمر على غزة، التي تم استهدافها بأكثر من 6000 قنبلة، وفي بيان للحركة صدر مؤخراً، قال محمد أبو ركبة، كبير الباحثين الميدانيين في غزة في الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، إن “تداعيات هذه الحرب لن تطال الضحايا الذين فقدناهم، والذين لا يزال بعضهم محاصرين تحت أنقاض منازلهم فحسب، ولن يقتصر الأمر على المناطق السكنية التي دمرت بالكامل، بما في ذلك منازلنا، لكن سيكون التأثير النفسي علينا نحن المدنيين وعلى أطفالنا كارثياً”.
وفي سياق متصل، وجدت الأبحاث التي صدرت قبل القصف الإسرائيلي الأخير على غزة، أن أربعة من كل خمسة أطفال في قطاع غزة يعانون من الاكتئاب والحزن والخوف بسبب الحصار الإسرائيلي المستمر منذ سنوات واندلاع أعمال العنف المميتة بشكل متكرر.
وللإشارة، فإن العدوان الإسرائيلي الراهن في غزة هو الأكثر دموية حتى الآن، فقد أدى الحصار الشامل الذي فرضه على القطاع إلى حرمان الأطفال وبقية السكان المدنيين من الغذاء والوقود والكهرباء والمياه النظيفة، حيث أفادت التقارير أن العاملين في المستشفى اضطروا إلى الشرب من أكياس المحاليل الوريدية.
وذكرت الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، نقلاً عن الأمم المتحدة أن “السلطات الإسرائيلية قطعت إمدادات المياه عن غزة في 9 تشرين الأول، ومنذ ذلك الحين، اضطرت محطات تحلية المياه في غزة إلى الإغلاق.
وبالرغم من زعم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن على وضع خطة للسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة، إلا أن “إسرائيل” واصلت حملة القصف المدمر، ورفضت السماح بوقف إطلاق النار بينما يواصل المدنيون البحث عن ملاذ آمن في القطاع المحاصر.
وفي الأسبوع الماضي، أمر جيش الاحتلال الإسرائيلي جميع سكان شمال غزة بالإخلاء إلى الجنوب قبل الغزو البري المتوقع، ومع ذلك لم يتوان عن قصف “الطرق الآمنة” المفترضة التي كان المدنيون يستخدمونها للفرار.
وفي بيان صدر مؤخراً، قالت رافينا شامداساني المتحدثة باسم مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، إن “التقارير المروعة التي تفيد بأن المدنيين الذين حاولوا الانتقال إلى جنوب غزة أصيبوا وقتلوا بسلاح متفجر يجب التحقيق فيها بشكل مستقل وشامل، كما يجب أن يتم التحقيق في جميع الادعاءات المتعلقة بالانتهاكات الجسيمة للقانون الإنساني الدولي”.
مضيفة، أولئك الذين تمكنوا من الامتثال لأمر السلطات الإسرائيلية بالإخلاء أصبحوا الآن محاصرين في جنوب قطاع غزة، مع مأوى غير كافية، وإمدادات غذائية سريعة النضوب، وإمكانية وصول ضئيلة أو معدومة حتى للحصول على المياه النظيفة والوصول إلى الصرف الصحي والأدوية وغيرها من الاحتياجات الأساسية الأخرى”. مضيفة، “إننا نكرر دعوة الأمم المتحدة المطالبة بوقف إنساني للأعمال القالية من أجل إيصال المساعدات ومنع المزيد من المعاناة والوفيات بين السكان المدنيين المحاصرين أصلاً في غزة، ولابد من ضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل عاجل ودون عوائق”.
سمر سامي السمارة