نبض رياضي.. شراكة افتراضية
البعث الأسبوعية-مؤيد البش
يكاد لا يمر اجتماع أو مؤتمر للمكتب التنفيذي للاتحاد الرياضي العام أو اتحادات الألعاب إلا ويتم التأكيد على أهمية الإعلام وضرورة أن يكون شريكاً في العمل وناقلاً للصورة الحقيقية دون رتوش أو تجميل أو حتى أن يصل لمرحلة التقييم التي تؤدي بالضرورة للتقويم.
لكن هذا الكلام الجميل نظرياً لا يصل في كثير من الأحيان إلى حيز التطبيق بل يبقى كشعار استهلاكي يصلح لكل لقاء مع الصحفيين من باب سد الذرائع وكسب الود أو على الأقل الخروج من نطاق الانتقاد.
طبعاً ربما يتحمل الإعلاميون بعض المسؤولية في عدم قدرتهم على فرض أنفسهم كفاعلين على الساحة الرياضية بسبب تصرفات البعض التي لا ترقى إلى مستوى المسؤولية وتسيء للمهنة بشكل عام.
لكن المسؤولية بالأساس تقع على عاتق المكتب التنفيذي في الاتحاد الرياضي الذي لم يستطع طوال الفترة السابقة بناء جسر حقيقي مع الإعلاميين ولم يكلف نفسه عناء الرد على ما يكتب في كثير من الأحيان في وسائل الإعلام المختلفة، ولولا وجود مكتب صحفي نشيط في المنظمة يغطي أخبارها لقلنا أن الإعلام ليس موجوداً في حسابات الاتحاد ككل.
فعلى سبيل المثال شاركت رياضتنا مؤخراً في الدورة الآسيوية التاسعة عشرة في مدينة خوانجو الصينية، وسافرت البعثة ولم يم ترتيب لقاء لها مع الإعلام كمؤتمر صحفي او ما شابه، وحتى عندما عادت بنتائج هزيلة لم نسمع أي تفاصيل عن المشاركة أو أسباب الإخفاق ما يوحي بأن المكتب التنفيذي ليس مهتماً بالأساس بما يكتب أو حتى لا يريد توضيح أي تفاصيل للشارع الرياضي.
وإذا انتقلنا لاتحادات الألعاب نجد أنها تتامل “بمنية” مع الصحفيين ، فاتحاد الكرة منح العاملين في وسائل الإلام الرسمية بطاقات دخول للملاب بشكل مجاني لكنه قيدهم بمجموعة تعليمات يكاد بعضها يصل لحدود مصادرة الرأي تحت طائلة سحب البطاقة المعتمدة ، فيما فرض اتحاد كرة السلة رسماً قدره 30 ألف ليرة على كل بطاقة إعلامي عامل في المؤسسات الرسمية ، في بادرة غريبة لا يمكن فهمها أو تفسيرها سوى أنها محاولة إقصاء الإعلاميين عن التواجد في المباريات.
تصرف الاتحادين “المحترفين” يدعو للتوقف مطولاً مع طريقة فهمهم للعمل الإعلامي وأهميته، فمن سيعرف أخبار الدوري الممتاز إن توقف الإعلاميون عن تغطيته؟ ومن سيهتم من الشركات بتسويق دوري السلة إن لم يحظى بمتابعة إعلامية؟
لن نكون متشائمين زيادة عن اللزوم لكن عوامل النجاح الرياضي مرتبطة بشكل وثيق بالشراكة الحقيقية مع الإعلام، وكل محاولات الإقصاء والابتعاد لن تحقق النتائج فالنقد البناء هو الذي سيوصل للبناء المتكامل الخالي من السلبيات في حال وجد من يهتم بالوصول إليه.