مجلة البعث الأسبوعية

هيئة التقانة الحيوية.. تكثف أبحاثها الطبية والصناعية والزراعية.. وتزيد الدعم لطلاب الدراسات

دمشق – زينب محسن سلوم

في ظلّ التركيز المتزايد على دور المؤسسات البحثية العلمية وفعاليات ومعارض الابتكار والاختراع، في صنع رديف اقتصادي لقطاعاتنا على الأرض، مع العديد من تبعات وآثار الحرب والحصار، تثار الكثير من التساؤلات حول دور الهيئة العامة للتقانة الحيوية، ومدى دعمها الأبحاث ضمن مجالها، وربط مخرجاتها بالواقع العملي بشكل يؤدي لرفد التنمية بجزء ولو يسير من احتياجاتها المتزايدة.

وفي هذا الصدد بيّن الدكتور نزار عيسى المدير العام للهيئة العامة للتقانة الحيوية في تصريح خاص لـ”البعث الاسبوعية” أن الهيئة لا تزال تقوم بدورها كأحد أهم الهيئات البحثية التي تهتم بالتقانات الحيوية في مجالات مهمة، والتي تعتبر روافع تنموية حقيقية للبلاد، ولا سيما في مجالات الزراعة والصحة والبيئة، في وقت تزداد فيه أهمية التقانات الحيوية والاهتمام بها وفقاً لما ينتظر منها من فوائد وتطبيقات ذات أهمية استثمارية.

وأوضح المدير العام أن التقانات الحيوية تمثل الأدوات الأساسية لإجراء البحوث التطبيقية في مختلف المجالات الصحية والزراعية والصناعية والبيئية لتحقيق التنمية المستدامة، ولهذا أصبح من الضروري توطين هذه التقانات واستثمارها بالشكل الأمثل، ما يتطلب تأهيل الكوادر البشرية القادرة على العمل بها، وتأمين البنية التحتية اللازمة لذلك، وصولاً إلى توظيفها لرفد الاقتصاد الوطني، والمساهمة في حل المشاكل التي يعاني منها بلدنا من حصار وعقوبات.

وأشار الدكتور عيسى إلى أن الهيئة تعمل عبر أقسامها، قسم التقانات الحيوية النباتية، و الحيوية الصناعية والغذائية، والحيوية الطبية والحيوانية، والحيوية الصيدلانية والمناعية، وقسم التخمير، وقسم التنوع الحيوي والمكافحة الحيوية، وقسم التقانات الحيوية للنباتات الطبية، و الحيوية الجزيئية، على تعزيز البحث العلمي وربط مخرجاته بالواقع.

أما بالنسبة لرؤية الهيئة وأهدافها خلال السنوات القادمة أوضح المدير العام مساعي الهيئة لتكون مركزاً للتميز في البحوث المتعلقة بالتقانات الحيوية في سورية والمنطقة، من خلال المساهمة ببناء القدرات وتوطين ونقل التقانات اللازمة لتطوير أداء القطاعات المختلفة.

أما بالنسبة للقطاعات التي تعمل معها الهيئة فقد بيّن الدكتورعيسى أنها تجري البحوث التطبيقية في التقانات الحيوية الطبية والصيدلانية والصناعية والزراعية والغذائية، وذلك بالتعاون مع القطاعين العام والخاص، حيث تم توقيع اتفاقيات في سياق تعزيز التوجه نحو الاقتصاد المبني على المعرفة والاقتصاد الأخضر، وتأسيس بنوك حيوية للأنواع النباتية والحيوانية والميكروبية والخلايا البشرية والخطوط الخلوية للحفاظ عليها وإثبات وظيفتها.

كما تعمل الهيئة على تقديم التدريب والدعم الفني لأعضاء الهيئة التعليمية، وطلاب الدراسات العليا “ماجستير + دكتوراة” الراغبين في إجراء بحوثهم في الهيئة، وللمهتمين في مجال التقانات الحيوية بما يتناسب مع المحاور البحثية للهيئة.

وبخصوص تطوير البنية القانونية للهيئة، أشار المدير العام إلى أنه تجري في الوقت الحالي مراجعة قانون إحداث الهيئة بهدف مواكبة جميع التطورات العالمية والمحلية في مجال التقانات الحيوية، كما يتم العمل على توسيع التشاركية وتأسيس فرق عمل مع المؤسسات الوطنية الأخرى الفاعلة في مجال بحوث التقانات الحيوية في الجامعات والمراكز والهيئات البحثية، والعمل على تنمية الموارد الذاتية للهيئة سواء من خلال الانتاج او العمل المهني.

وبخصوص تساؤل “البعث” عن إنجازات الهيئة ومؤشرات عملها لفت المدير العام إلى أنها قدمت الدعم العلمي والفني لـ 86 طالب دراسات عليا من كليات الـطب بشري – طب أسنان – الصيدلة – العلوم – الزراعة – الهندسة التقانية خلال عام  2022 لإجراء بحوثهم فيها، حيث حصل هؤلاء الطلاب على فرصة العمل والتدريب في تلك المختبرات، كما بلغت أبحاث طلاب الماجستير والدكتوراة المسجلة والمنجزة عام 2023 في الهيئة 49 بحثاً.

كما أنتجت الهيئة 60 ورقة بحثية منشورة، 20 منها في مجلات خارجية، و40 في مجلات محلية، وذلك ضمن المحاور البحثية التي تعمل عليها الهيئةكمانظمت الهيئة المؤتمر الثاني لتقانة الغذاء والمعرض الغذائي المرافق له بحضور ما يقارب 115 باحث و 60 شركة متخصصة بالصناعات الغذائية والصيدلانية.

من جهةٍ أخرى تعاني الهيئة مجموعة من الصعوبات، وخاصة خلال سنوات الأزمة لخصها المدير العام في الحصار الاقتصادي وآثاره على جميع مناحي الحياة بما فيها العلمية والبحثية والتقنية، إضافة إلى معاناة الهيئة المستمرة في عدم وجود مقرّ دائم للهيئة، حيث تعاني الهيئة من ضيق مساحة المخابر وتوزع المخابر في عدّة أماكن، وانخفاض عدد ساعات التزويد الكهربائي، إضافةً إلى خسارة عدد كبير من الخبرات والكفاءات العلمية نتيجة الهجرة والتوجه نحو القطاع الخاص، وارتفاع أسعار الأجهزة والمواد اللازمة لعمل المخابر واللازمة لاستمراريتها.

وبين الدكتور حسان مهدي، رئيس قسم التقانات الطبية والحيوانية في الهيئة لـ”البعث” أن الهيئة استقبلت وقدمت التدريب لطلاب هيئة التميز والإبداع في برامج العلوم الحيوية الطبية، كما أصدرت نشرتين لزراعة الفطر المحاري، ونظمت دورات علمية وعملية في مجال التقانات الحيوية الطبية والحيوانية.

وحول تساؤلنا عن مشاركة الهيئة ضمن معرض الباسل للإبداع والاختراع، بين الدكتور مهدي أن الهيئة ساهمت بمشاركتين “استخدام قشور البيض في خفض التلوث البكتيري للخضروات الورقية” للدكتور بسام العقلة”، و”استخدام الكيتوزان المعدل في حفظ اللحوم الطازجة للدكتور نزار عيسى”، كما نظمت الهيئة ورشة عمل عن التحاليل الغذائية.

وأضاف مهدي: يتم التحضير لتحليل اللحوم بتقانة الـ PCR في مخبر التقانات الحيوية الطبية، والتحضير لمشروع التوصيف الجزيئي لعروق الأبقار المحلية بالتعاون مع منظمة “أكساد” والهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية.

الدكتورة نسرين نقشو رئيسة قسم التخمير في الهيئة أوضحت أنه يتم العمل على إنتاج الكحول الإيتيلي على مستوى القسم وتغطية بعض احتياجات الهيئة، وهو يعتبر مخرج بحثي من محاور القسم قابل للتطبيق على المستوى الصناعي، كما تم اعتماد بحثي إنتاج الخميرة والكحول الأيتيلي في مكتب نقل التقانة في الهيئة العليا للبحث العلمي لطرحها كمخرجات قابلة للاستثمار.