البندورة.. أسعار مزاجية تحت غطاء التصدير وقلة الإنتاج.. وتدخل خجول من “السورية للتجارة”

دمشق – محمد العمر

تواصل أسعار البندورة ارتفاعها لتصل في الأسواق المحلية اليوم إلى سعر يفوق 5500 ليرة سورية، وهناك أسواق في دمشق تباع فيها بأكثر من هذا السعر، ليطرح السؤال نفسه عن عدم انخفاض سعر المادة منذ بداية موسمها إلى الآن، في وقت كانت البندورة العام الماضي تباع بسعر دون 1500 ليرة، فالتصدير للخارج السنة الفائتة، وهو شماعة الجميع، كان أقوى من الموسم الحالي، ورغم ذلك فالأسعار كانت مقبولة نوعاً ما لذوي الدخول الضعيفة والمتوسطة الحال، لكن اليوم اختلفت الأمور، وانخفض التصدير عما كان، لكن الأسعار بقيت ترتفع دون هبوط إلى الآن.

تساؤلات..؟

تاجر جملة في سوق الهال أكد أن البندورة الجيدة هذا الموسم لم تنخفض تحت 2000 ليرة، حيث تباع اليوم بالجملة بين 3500 و3700 ليرة للكيلو الواحد، مثلها كبقية الخضار التي ما زالت ترتفع دون سقف معيّن، مبيناً أن إنتاج البندورة منذ بداية موسمها لم يدخل إلى الأسواق بالشكل الجيد، حيث كان التوريد ضعيفاً من خلال سيارات الشحن الوافدة للسوق، والتي بالكاد تكفي مناطق معينة بدمشق والريف، وذلك حسب قوله يعود إلى منح إجازات تصدير البندورة إلى العراق، وإلى القرار الأخير من العراق بالسماح باستيراد البطاطا والبندورة، هذا من جهة، ومن جهة أخرى يعود ارتفاع سعر البندورة لقلة المساحات المزروعة في المحافظات، مثل درعا وحماة والقنيطرة وانخفاضها عن العام الماضي، ناهيك عن ارتفاع أجور النقل بعد ارتفاع سعر المحروقات والتي ساهمت جميعها في زيادة السعر نحو 150% عن السابق.

واعتبر تاجر آخر أن ارتفاع البندورة يذهب لعامل التصدير بالمقام الأول، ولاسيما أن جزءاً كبيراً منه يصدّر إلى العراق ولبنان، فالطلب موجود بالسوق المحلية، لكن القدرة الشرائية للمواطن ضعيفة بعد انخفاض الكميات المستهلكة من بائعي الخضار المفرق عن السابق بنسبة تصل إلى النصف، مشيراً إلى أن سعر البندورة نوع أول يتراوح في سوق الهال بين 4200  و4500 ليرة، بينما النوع الثاني يبلغ 3500 ليرة، أمّا النوع الثالث فيباع بـ3000 ليرة، لكنها تصل المواطن بسعر يتجاوز 5000 ليرة.

عوامل..

عضو لجنة مصدّري الخضار والفواكه في سوق الهال بدمشق محمد العقاد أوضح أن الموسم الحالي تميّز بتصدير كميات وافرة من الخضراوات المنتجة محلياً، وعلى رأسها البندورة، بواقع تصدير نحو 15 براداً يومياً، أي نحو 500 طن بندورة إلى دول الخليج والسعودية، إلا أن تلك الكميات ستنخفض بالمرحلة القادمة نتيجة انتهاء الموسم الصيفي والانتظار للشهر المقبل لدخول البندورة المحمية.

وعن أسعارها المرتفعة، أشار العقاد إلى أن عدة عوامل ساهمت في ارتفاع محصول البندورة، منها أجور النقل والشحن وارتفاع أجور اليد العاملة والقطاف.. وغيرها، إذ إن أسعار الخضراوات بالأسواق ومنها البندورة، تبقى حسب وصفه أقلّ من أسعار الدول المجاورة، حيث إن كل الكميات المصدّرة لم تؤثر على الأسعار، أو على توفر المادة في الأسواق، خاصة وأن التصدير في هذه الوقت هو لمصلحة المنتج ودعمه وتشجيعه للاستمرار بالزراعة.

ووفق رؤية أمين سرّ جمعية حماية المستهلك في دمشق والريف عبد الرزاق حبزة فإن أسعار البندورة قد ارتفعت منذ مطلع الصيف الحالي وبشكل متتالٍ من سعر 1500 ليرة أول الموسم، ليستمر مسلسل ارتفاعها اليوم فوق 5000 ليرة، حتى باتت تشكل عبئاً على المواطنين الذين أصبحوا يلجؤون للشراء بالحبة لبعض أنواع الخضار والفواكه. واعتبر حبزة أن تصدير الخضراوات وذهاب كمية كبيرة منها للأسواق الخارجية لعب دوراً في ارتفاع السعر، فالتصدير أدى إلى شحّ وتدنٍ في المواد بالأسواق المحلية، كما أن ارتفاع حوامل الطاقة والتي زادت أسعارها أضعافاً مضاعفة، قد حمّل المنتجات تكاليف إضافية ليزيد من سعرها أكثر، ناهيك عن أن آلية التسعير المزاجية وفق أهواء التاجر في سوق الهال والذي يكون بناءً على تقديرات السوق من دون التدقيق بالتكلفة الحقيقية، مبيناً دور السورية للتجارة الخجول الذي لا يلبي الطموح والتي ما زالت أسعارها تماثل السوق المحلية أو تتجاوزها دون أن تتمكن من كسر السعر وبيعه للمواطن بالسعر المناسب.

ويتساءل المواطن اليوم عن تواصل ارتفاع أسعار الخضراوات الصاروخي والذي يزداد بشكل يومي، وحسب قوله، أن البندورة ومنذ بداية موسمها “وفي عز الصيف” كما يُقال كانت مرتفعة رغم أنها إنتاج محلي، فكيف سيكون بالأيام القادمة وخصوصاً في فصل الشتاء، والتي على ما يبدو ستحلق أسعارها أكثر باعتبار أنها خضراوات محمية وتحتاج للتكاليف المضاعفة، مطالباً المؤسسة السورية للتجارة بأن تتدخل بأسعار مناسبة لدخل المواطن ويكون تدخلها واقعياً وصحيحاً وبشكل سريع، ليتمكّن من الشراء بأقل التكاليف.