دراساتصحيفة البعث

روسيا ليست واهمة حيال عزم الناتو على محاصرتها

البعث – تقرير إخباري 

أصدرت وزارة الخارجية الروسية وثيقتين بشأن الضمانات الأمنية التي اقترحتها موسكو على واشنطن كأساس لمناقشات تخفيف التوترات بشأن توسع الناتو شرقاً، ووقف انتشار الحلف بالقرب من حدود روسيا، بما في ذلك أوكرانيا. وإحدى الوثيقتين عبارة عن مسودة معاهدة مع الولايات المتحدة تحتوي على البنود الستة التالية:

– لا يجوز لروسيا والولايات المتحدة استخدام أراضي الدول الأخرى للتحضير أو شن هجمات ضد الطرف الآخر.

– ألا ينشر أي من الطرفين صواريخ قصيرة أو متوسطة المدى في الخارج أو في المناطق التي يمكن أن تصل فيها هذه الأسلحة إلى أهداف داخل أراضي الطرف الآخر.

– ألا تفتح الولايات المتحدة قواعد عسكرية في دول ما بعد الاتحاد السوفييتي التي ليست أعضاء بالفعل في الناتو، أو تستخدم بنيتها التحتية العسكرية، أو تطور التعاون العسكري مع هذه الدول.

– لا يجوز لأي من الطرفين نشر أسلحة نووية في الخارج ، ويجب إعادة أي أسلحة تم نشرها بالفعل، وأن يلتزم الطرفان بإزالة أي بنية تحتية لنشر أسلحة نووية خارج أراضيهما.

– لا يجوز لأي من الطرفين إجراء تدريبات عسكرية بسيناريوهات تتعلق باستخدام الأسلحة النووية.

– ألا يقوم أي من الطرفين بتدريب الأفراد العسكريين أو المدنيين من الدول غير النووية على استخدام الأسلحة النووية.

أما  الوثيقة الثانية فهي تتعلق بطبيعة الاتفاقية متعددة الأطراف مع الدول الأعضاء في الناتو، و تحتوي على 6 شروط أيضاً، وهي:

– ألا يتوسع الناتو شرقاً ويجب أن يلتزم باستبعاد العضوية الأوكرانية.

–  ألا ينشر الناتو قوات أو أسلحة إضافية خارج حدود أعضائه كما كان الحال في  أيار 1997 (قبل أن يبدأ الحلف في قبول دول أوروبا الشرقية).

– ألا يقوم الناتو بأي نشاط عسكري في أوكرانيا أو أوروبا الشرقية أو جنوب القوقاز أو آسيا الوسطى.

– لا يجوز لروسيا وحلف شمال الأطلسي نشر صواريخ قصيرة أو متوسطة المدى في نطاق أراضي كل منهما.

– أن تمتنع جميع الأطراف المعنية عن القيام بأعمال عسكرية والتي يجب أن تقتصر على منطقة حدودية يتم الاتفاق عليها بشكل متبادل.

– لا يجوز لأي طرف اعتبار الطرف الآخر خصماً أو القيام بتهديدات تجاهه، وتلتزم جميع الأطراف بتسوية النزاعات بالطرق السلمية ، والامتناع عن استخدام القوة.

تتوافق مقترحات روسيا مع موقفها المعلن الذي تم توضيحه بتفصيل كبير ومتكرر في الأشهر الأخيرة للحصول على ضمانات أمنية من الغرب على خلفية الانتشار العسكري واسع النطاق من قبل دول الناتو في بلدان أوروبا الوسطى ودول البلطيق في السنوات الأخيرة، وسط بوادر متزايدة على أن الناتو يستعد لمزيد من التوسع شرقاً قد يشمل أوكرانيا وجورجيا والبحر الأسود.

الجزء الأخير مهم لأمن روسيا حيث يكاد يكون من المؤكد أن الناتو ينشر صواريخ نووية في أوكرانيا وجورجيا، مما سيمنحه ميزة تكتيكية حاسمة لمهاجمة روسيا من خلال شن هجوم نووي.

لقد كان استنتاجاً مفروغاً منه أن الولايات المتحدة لن توافق أبداً على معاهدة أمنية من النوع الذي اقترحته روسيا، لأن توسع الناتو، في انتهاك للضمانات الممنوحة للرئيس السابق ميخائيل غورباتشوف خلال فترة توحيد ألمانيا بعدم توسع الناتو شبراً واحداً إلى الشرق ما بعد حقبة الحرب الباردة في أواخر الثمانينيات، هي استراتيجية أمريكية طويلة المدى لاكتساب ميزة أحادية الجانب على روسيا وتحويل الميزان الاستراتيجي العالمي لصالح الغرب، الأمر الذي من شأنه أن يضع موسكو في موقف دفاعي فيما يتعلق بسياساتها الخارجية والأمنية.

وبالتالي يدل إصدار الوثيقتين على أن موسكو غير واهمة بأن إستراتيجية الولايات المتحدة تدور حول محاصرة روسيا والتأثير عليها على المسرح العالمي.