انخفاض جودة المبيدات وارتفاع أسعارها يشكلان عائقاً للزراعة
طرطوس- محمد محمود
بات الفلاحون في محافظة طرطوس يتهيّبون مع بداية كلّ موسم زراعي من تكاليف خيالية يدفعونها، وصعوبات مختلفة تقف في وجه تأمينهم لمبيدات وأدوية زراعية مناسبة للاستمرار في إنتاجهم، فارتفاع أسعار المبيدات وانخفاض جودتها، ونقص توفر أصناف عديدة منها إضافة لانتشار المهرّب، والأدوية مجهولة الفعالية والمصدر، شكّلت العوائق الأبرز أمام تحقيق نتائج جيدة على أرض الواقع مع الإنتاج الزراعي للكثير من الفلاحين. وأمام الغلاء الكبير الذي يواجه الفلاحين بأسعار هذه المبيدات بات الكثيرُ منهم مضطرين لاستخدام أدوية مهرّبة ومجهولة المصدر على منتجاتهم الزراعية، وفق ما يوضح لنا بعض الفلاحين في سهل عكار وفي بعض قرى طرطوس المجاورة، حيث يتجهز الكثيرون منهم للعمل في الموسم الخريفي مع الحاجة لمكافحة أصناف كثيرة من الأمراض والحشرات التي ترافق هذه الفترة ما يشكل احتمالية الخطر على الصحة العامة.
رئيسُ دائرة الوقاية في زراعة طرطوس المهندس وائل حسين بيّن أن الزراعة تعمل بشكل مستمر مع بداية كل موسم على نشر مصائد المراقبة (الغذائية والفرمونية) بغية تحديد موعد بدء مكافحة أي آفة والتقليل من أعدادها، إضافة إلى تقديم عدة أصناف مجاناً للفلاحين عبر وحداتها الزراعية ومنها المواد الجاذبة (هيدوليزات البروتين- بيوفوسفات أمونيوم) المستخدمة في مكافحة ذبابة ثمار الزيتون والطعوم السامة المستخدمة في مكافحة فأر الحقل وهي فوسفيد الزنك وكلينات.
وأشار حسين إلى ترخيص مراكز تداول مواد زراعية للمهندسين الزراعيين الراغبين بالترخيص في كافة مناطق المحافظة، حيث بلغ عدد التراخيص لغاية تاريخه 270 ترخيصاً، منها 23 شركة استيراد وتصدير و9 مراكز عائدة لمصلحة المهندسين الزراعيين و2 مراكز عائدة لمصلحة اتحاد الفلاحين في أغلب مناطق المحافظة، مشدداً على ضرورة نشر الوعي حول الضرر الناتج عن المواد المهرّبة والمجهولة المصدر وشراء المبيدات من المراكز المرخصة أصولاً وبموجب فواتير نظامية، وتقديم الشكاوى والإعلام عن مروّجي المواد المهربة لتتمّ المعالجة من خلال تنظيم الضبوط اللازمة لضمان نجاح واستمرار العملية الزراعية في المحافظة.