أخبارصحيفة البعث

حقوق الإنسان… الغرب بطل كاذب

تقرير إخباري   

ينبغي أن تكون الكلمات التي ألقاها ممثلو عدد من الدول في اللجنة الثالثة للدورة الثامنة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك يوم الأربعاء الماضي بمثابة دعوة للاستيقاظ لبعض الدول الغربية للامتناع عن اتهام بعض الدول بلا أساس بارتكاب “انتهاكات حقوق الإنسان” في العالم..

لقد أدركت هذه الدول بوضوح مخطط الدول الغربية المتمثل في استخدام قضايا حقوق الإنسان كسلاح لجعلها ذريعة للتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى.

وفي محاولتها فرض القيم المزعومة للزمرة التي تقودها الولايات المتحدة باعتبارها المعيار الوحيد للحكم على حقوق الإنسان، حاولت المملكة المتحدة باعتبارها ممثلة تلك الزمرة تقسيم الجمعية العامة للأمم المتحدة.

مما لا شك فيه أن ممثل المملكة المتحدة يدرك جيداً أن ما يسمى “قضايا حقوق الإنسان” التي كان يحاول إثارة ضجيجها ليست أكثر من افتراءات من العقول الخصبة والماكرة في وكالة المخابرات المركزية. وقد أصبحت هذه أساساً لمسرحية هزلية توجهها وتمولها وتروج لها واشنطن بهدف تشويه سمعة بعض الدول وإبعادها عن بقية المجتمع الدولي.

ومن المؤسف أن تلك الدول بما في ذلك الولايات المتحدة ممثلة بالمملكة المتحدة، أهدرت الوقت الثمين الذي استغرقه اجتماع الأمم المتحدة، الذي كان ينبغي أن يكون التركيز الرئيسي فيه على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وهذه الدول الغربية ليست بأي حال من الأحوال صاحبة حقوق الملكية الفكرية لمفهوم حقوق الإنسان. كما أنهم ليسوا في وضع يسمح لهم بإلقاء المحاضرات على الدول الأخرى وخاصة الدول الأقل نمواً، حول قضايا حقوق الإنسان وقليل منهم يتحدثون عن وضعهم في مجال حقوق الإنسان.

وهم يلتزمون الصمت المدروس بشأن الأزمات الإنسانية التي خلقوها في مختلف أنحاء العالم كما هو الحال في أفغانستان والعراق والتي يتركونها الآن دون عناية. وبالنسبة لهذه الدول الغربية فإن الدمار والمعاناة يشكلان التكاليف الضرورية التي يتحملها المتأخرون لكي يصبحوا “متحضرين” و”ديمقراطيين” كما هم الآن. وبالتالي فإنهم لا يشعرون بأي تأنيب ضمير بشأن الإطاحة بالأنظمة وبدء الحروب والتحريض على “الثورات الملونة” وتشجيع الانفصاليين.

إن استمرار اختلاق الأكاذيب من قبل حفنة من الدول الغربية الذين نصبوا أنفسهم أبطالاً لحقوق الإنسان، ومحاولاتهم لتسييس قضية حقوق الإنسان واستخدامها كسلاح، محكوم عليها بالفشل.

هنا شروف