انطلاق مهرجان الميماس في فرع اتحاد الكتاب بحمص
حمص- سمر محفوض
استهل فرع اتحاد الكتّاب بحمص في أول أيام مهرجان الميماس الأدبي مع نخبة من الأدباء والقاصين الذين قدّموا قصصاً واقعية حملت طابعاً تشويقياً وفكاهياً وبعداً إنسانياً، وتناولت جانباً من ويلات الحروب وما تحتويه من الألم.
القاص الدكتور جودت إبراهيم قدم قصتين قصيرتين مترجمتين عن الأدب السوفييتي الأولى بعنوان (رسالة أم)، تحكي جانباً من واقع الحرب المؤلم لصديق الكاتب الذي استشهد في الحرب العالمية الثانية، وردّة فعل أمه التي ظلت تراسله لزمن طويل رافضة فكرة رحيله.
وعرضت القصة الثانية عنوان (الفتاة التي بيعت في السوق) جانباً من الحياة تحكي قصة فتاة باعها أبوها الفلاح الفقير لرجل عجوز، وكيف يتمّ إنقاذها وزواجها من قبل أحد الثوار وكيف تدخل عالم المعرفة والتعلم لتصل في النهاية إلى ترؤس المؤتمرات العلمية.
وتناولت الروائية والقاصة غادة اليوسف في قصتها (الجب) تفاصيل من حياة رجل قضى سنين طويلة في السجن وصدمة التعاطي مع الواقع بعد الإفراج عنه، فيقرّر العودة للسجن بسبب ما يعيش المجتمع من انهيار في منظومة القيم والأخلاق.
وقدّم الكاتب حسين سنبلي في قصته المترجمة عن الانكليزية (ليلة في كوخ) للكاتب البريطاني ريتشارد يوز تفاصيل مثيرة ومغامرات فكاهية عمّا مرّ به سجين فار من أحد المعتقلات يقضي ليلة ماطرة في كوخ مهجور بالصحراء يلتقي مع سجين هارب آخر ويتحدثان عن الأشباح والقصص المخيفة. ليشارك الدكتور نزيه بدور بقصة قصيرة حملت عنوان (الحب يصنع المعجزات) تروي قصة مدرّس رياضيات كبير في السن يقع في حب شابة وتنتهي به الأمور ليتحول شاعراً وكاتباً مشهوراً بسبب قصة حبه غير المكتمل.
وحملت قصة القاص الدكتور جرجس حوراني (صانع الفرح) موضوعاً حياتياً يعاني منه الكثير من الكتّاب والمشاهير، وهو القالب واللقب الذي يحتجز الإنسان داخله ويصعب الخروج منه، مما يضطر حامله لتقديم صورة مزيفة عنه، بينما يعاني مشاعر مختلفة تماماً في داخله.
واختُتمت الأمسية بقصة ريفية واقعية قدمها الأديب والقاص عيسى إسماعيل حملت عنوان (كرم عبدو)، وعبدو فلاح متمسك بكرمه حريص عليه يفشل في نقل ذلك الحرص إلى أبنائه، وبعد موته يسارع الأبناء الذين يخطّطون للسفر والهجرة، لتبديد الأرض والكرم والتفريط بالإرث ضاربين عرض الحائط بكل ما ناضل به الأب طويلاً للحفاظ عليه.
رئيسة فرع الاتحاد بحمص الكاتبة أميمة إبراهيم في تصريح لـ”البعث” أكدت أن الاتحاد سعى إلى إقامة مهرجان الميماس تيمناً بمدينة حمص التي تحمل هذا الاسم، وأن يكون المهرجان تظاهرة ثقافية أدبية نقدية يتمّ عبره استقطاب المبدعين في مجالات الكتابة من داخل سورية وخارجها، لافتةً إلى أهمية الحركة الثقافية في حمص الغنية بالكتّاب والفنانين والمبدعين بكافة المجالات إضافة لجمهورها الذي يتمتّع بذائقة ثقافية عالية ومتميزة تمتلك الرؤية النقدية العميقة.
هذا ويستمر المهرجان على مدى ثلاثة أيام، الأول قصة قصيرة والثاني في رحاب الشعر، ويختتم المهرجان فعالياته في ثالث أيامه بندوة نقدية يشارك فيها عدد من الشعراء والنقاد المميزين من سورية والعراق.