العقوبات الانضباطية سلاح قانوني يواجه بالرفض من بعض أنديتنا
ناصر النجار
تنطلق غداً الجمعة مباريات الأسبوع الثالث من ذهاب الدوري الممتاز لكرة القدم بعد أن تعطّل قرابة الشهر لأسباب مختلفة، وتدخل الفرق أجواء الدوري من جديد بروح المنافسة بحثاً عن تعويض ما فاتها من نقاط، وبذلك من المتوقع أن تكون المباريات مثيرة وقد تبلغ درجة الغليان في بعض لحظاتها.
المنافسة الرياضية أمر مستحب وهي غاية كرة القدم ويكمن جمالها بهذه المنافسات الشريفة النزيهة، وعلينا بكل الأحوال تقبل ما تنتهي إليه المباريات من نتائج، فمن يفوز اليوم قد يخسر غداً والخاسر اليوم أمامه مباريات قادمة للتعويض، لذلك من المفترض أن تدرس الفرق أحوالها وأخطاءها قبل أن تصبّ جام غضبها على الحكم وعلى الملاعب وأن تعرّض نفسها للعقوبة فردياً وجماعياً، فكل الفرق في العالم تفوز وتخسر وكل الحكام في العالم يخطئون، لكن الانفعال والشغب وعدم تقبل نتائج المباريات وقرارات الحكام لا نجده إلا في كرتنا.
والغريب عندما تحدث المشكلات في المباريات الودية وفي مباريات الشباب لأن المفترض أن تسود الروح الرياضية في هذه المباريات، لكن الأغرب عندما نجد أن المخالف يكرم ويدافع عنه وتبذل بعض الأندية جهدها لترفع العقوبات عن مخالفيها من لاعبين وكوادر في صورة سوداء لا تخدم كرة القدم بشكل مطلق!!.
في الفكرة الأولى عندما تدافع الأندية عن أخطاء لاعبي شبابها فإنها تعمل على تكريس الخطأ وتمنح الفعل الخاطئ الشرعية وتعطي الضوء الأخضر للاعبيها ليعيثوا في الملاعب فساداً، وعندما تدافع الأندية عن لاعبين اخترقوا النظام الانضباطي بأبشع الصور فإنها لا تلقي للقانون بالاً وترغب بقانون الغاب ليسيطر على ملاعبنا، وهذا أمر يلغي مبدأ النزاهة والتكافؤ والمنافسة الشريفة.
اتحاد كرة القدم يجب أن يعمل على إرساء قواعد الانضباط والأخلاق، وأن يدافع عن شرعيته بالدفاع عن القوانين واللوائح التي اعتمدها النظام الداخلي لاتحاد كرة القدم، والأندية عليها أن تتعاون مع الحكام والمراقبين بحسن تعاملها مع المباريات وانضباطها وتحليها بالروح الرياضية السمحة، وأن تعمل على معاقبة المخالفين من كوادرها ولاعبيها نصرة للقانون وخدمة لكرة القدم.
وإذا لم يرتق الجميع ويلتزم بالقوانين والأنظمة واللوائح فإن مصير الدوري والكرة سيتجه إلى المجهول.