رغم الدعاية الكبيرة.. الهجوم البرّي فشل
تقرير إخباري
رغم التضخيم الإعلامي الكبير الذي تعمّد الكيان الصهيوني ومن خلفه الولايات المتحدة الأمريكية والغرب الجماعي، الترويج فيه لما يمكن أن تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي من عملية بريّة واسعة للقضاء على المقاومة في غزة واستعادة الردع المفقود، غير أن هذا الانتفاخ الصهيوني سريعاً ما اختفى مع أولى محاولات جيش الاحتلال اختراق جبهة غزة بريّاً، مع العلم أنه يملك أكثر أدوات الحرب البرية تطوّراً في المنطقة، إلا أنه كان يعلم سلفاً أنه عاجز عن مواجهة المقاومين وجهاً لوجه.
ولا شك أن الاحتلال كان يحلم بإنجاز نصر عسكري من هذا النوع يعيد فيه هيبة الحكومة والمستويين العسكري والأمني الاستخباري معاً، ومن أجل ذلك ذهب إلى تضخيم كل شيء يقوم به إعلامياً واختراع انتصارات وهمية على المقاومة في غزة، والقول إنه تم استهداف القائد فلان والخلية الفلانية، وتقليم أظافر وشلل وغير ذلك من المصطلحات التي يُراد بها أساساً الإيحاء بأن هذا الجيش قادر بالفعل على السيطرة والتحكم، وفي حقيقة الأمر هو عاجز عن المواجهة، ليس لأن عملية طوفان الأقصى دمّرت الجانب المعنوي لدى أفراده فحسب، بل لأن هذا الجيش أصلاً لا يستطيع إلا القيام بحروب تدميرية من خلال الطائرات وأسلحة الدمار الشامل التي تمكّن من خلالها من تدمير كتل كبيرة من الأبنية في غزة، غير أنه لا يزال عاجزاً عن التوغل مئات الأمتار داخل القطاع المحاصر.
وفي هذا السياق، انبرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية لتبرير عجز “إسرائيل” عن غزو غزة، بقولها: إن قرار وقف الغزو جاء متوافقاً مع اقتراحات وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، للإسرائيليين مؤخراً، بأن الخطة تفتقر إلى أهداف عسكرية قابلة للتحقيق، مؤكدة أنّ التوغّلات البرية التي ينفّذها “الجيش الإسرائيلي” في غزة أصغر حجماً ممّا وصفه العسكريون الإسرائيليون لأوستن، الأمر الذي يؤكّد وقوف واشنطن أصلاً خلف خطة الغزو، حيث أكّدت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية أنّ الولايات المتحدة الأميركية “تتولّى قيادة الحرب، وفقاً لمصالحها في المنطقة”.
وقد رأت وسائل إعلام إسرائيلية أن هذه المشاركة الأميركية “سابقة من نوعها”، مشيرةً إلى أنّها “تظهر إلى أيّ حدّ يشرف الأميركيون على قرارات إسرائيل”.
وبعد أن خطّطت واشنطن لهذا التوغل، عادت أمام مجريات الميدان وعجز “إسرائيل” بالفعل عن ذلك، للتحدّث عن أن إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، “تحثّ إسرائيل على إعادة التفكير في خططها شنّ هجوم بري كبير على قطاع غزة”، وذلك خشية تحميلها المسؤولية أوّلاً، وثانياً خوفاً من توسّع رقعة الحرب، وهو الأمر الذي تخشاه واشنطن أكثر من غيرها.
والآن بدأ هؤلاء المسؤولون الحديث عن المعوقات التي سيواجهها “الجيش الإسرائيلي” في حال غزوه قطاع غزة براً، حيث أكّدت مجلة “فورين بوليسي” الأميركية أنّ هذه التحدّيات “قد تدفع القادة الإسرائيليين إلى الحدّ من نطاق وحجم العمليات العسكرية”.
من جهتها، أشارت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية في وقت سابق إلى التحذيرات التي يطلقها خبراء في حرب المدن، من أنّ “الجيش الإسرائيلي” سيواجه “غابةً جهنميةً”، من المباني والألغام والأنفاق المكتظة، في أثناء قتالهم المقاومة الفلسطينية.
وفي الحقيقة أثبتت النتائج الأولية لمحاولات الاجتياح البري لغزة، أن جيش الاحتلال عاجز عن تحقيق أيّ نصر عسكري ناجز على الأرض، حيث أكّدت المقاومة فشل الهجوم البري الذي شنّه الاحتلال على غزّة عبر 3 محاور، وصور الجنود الإسرائيليين القتلى بدأت تخرج تباعاً رغم قيام الاحتلال بقطع الاتصالات بالتزامن مع بدء توغّله البري للتعتيم على خسائره.
وقالت المقاومة في بيانٍ لها: إنّ العدو “وقع في كمائن أعدّتها المقاومة الفلسطينية”، مشيرةً إلى أنّ المقاومين استخدموا صواريخ من نوع “كورنيت وقذائف من نوع “ياسين” في صدّ الهجوم.
وأيّاً يكن من أمر هذه العملية والدعاية الصهيونية والغربية لها، في محاولة لإحداث هزيمة نفسية لدى المقاومين، من خلال الإيغال في دماء المدنيين الفلسطينيين وإعمال آلة القتل والدمار هناك، فإن هذه الدعاية نفسها ستنقلب هزيمة مدوّيّة لهذا الكيان الذي أثبت مرّة أخرى أنه عاجز عن مواجهة المقاومة وجهاً لوجه، وبالتالي فإن نصر السابع من تشرين الأول سيتوّج بنصر ناجز في النهاية على الكيان الصهيوني وخلفه الغرب الجماعي الداعم له.
طلال ياسر الزعبي