صحيفة البعثمحافظات

طرق جديدة للصيد في طرطوس و”جمعية الصيادين” تحذر

طرطوس – محمد محمود 

انتشرت مؤخراً في محافظة طرطوس طرق جديدة لصيد السمك على الكورنيش البحري باستخدام شباك صغيرة لا يتجاوز طولها وعرضها المتر ونصف تسمى “شباك طرح” مخصصة للصيد على الصخور يقوم الهواة بتجهيزها بفرك الشبكة ببعض قطع العجين والخبز الرطب بالشبكة ثم طرحها في الماء من على الصخور وإعادة سحبها.

ويقول عمار أحد هواة تلك الطريق إنها أكثر جدوى وفائدة من صيد الصنارة وهي مخصصة للسمك الصغير، مضيفاً أنه يصطاد باستمرار أنواع مختلفة من الأسماك (غبص- سمنيس- سردين- فرنسي)، في حين يتحدث علي عيسى عن طريقة مشابهة باستخدام فوراغ كبيرة من البلاستيك وتعليق طعم من العجين أو الخبز بداخلها ومن ثم طرحها في الماء وإعادة سحبها، ويؤكد معظم الهواة الذين التقيناهم على الشاطئ جدوى تلك الطرق وتأمينها مصدر دخل مقبول يسند عائلاتهم مضيفين أنه لا يمكن الاعتماد علية بالمجمل.

في المقابل يتحدث بعض الصيادين عن الغلاء الفاحش الذي يرافق هذه الهواية لمن أراد متابعتها وتطوريها لأكثر من مجرد هواية من ناحية الأدوات المستخدمة، فأدوات الصيد مرتفعة الثمن للغاية وسعرها متقلب بحسب أسعار الصرف، وسعر السنارات مختلف ومتباين بحسب نوعها وجودتها ومتانة القصبة المخصصة، أما أقفاص الصيد فهي مرتفعة لغلاء سعر الحديد، وهناك ثلاثة أو أربعة محلات فقط في كل مدينة طرطوس مخصصة لبيع أدوات الصيد.

ويطالب الصياديون بتنظيم هذه المهنة أكثر والاهتمام بها، فهي لم تعد مجرد هواية فقط، كما يطالبون بإنشاء أسواق وورشات لتصنيع عدد الصيد وأدواته محليا بدل استيرادها، وتحملهم أعباء أسعارها المرتفعة.

من جهته حذر  رئيس جمعية الصيادين في محافظة طرطوس فاروق بهلون من اتباع هذه الطرق الجديدة كونها تتسبب بإخراج الأسماك الصغيرة “بذور الأسماك” والأكثر خطورة هو انتشار جرف السمك الذي يتسبب بإخراج أحجام صغيرة جداً وموتها، مضيفاً: بحرنا في محافظة طرطوس فقير للغاية وأصبحت الأسماك أقل تواجداً من ذي قبل نتيجة الصيد الجائر واستخدام الطرق المحرمة كالصيد بالـ “الديناميت” في بعض المناطق “كالمنطار والحميدية”، مشدداً على ضرورة مراقبة البحر وحماية الثروة السمكية فهي مصدر رزق للكثير من السكان في هذه المحافظة، مبيناً أن عدد القوارب المخصصة للصيد يتجاوز الـ 500 مركباً مسجلة في عموم المحافظة، علماً  أن أكثر الصعوبات التي تواجه الصيادين اليوم هي تأمين المحروقات لمراكبهم.

واعتبر بهلون أن هواية الصيد هواية ممتعة ويمكن أن تجود بالخير والرزق على الكثيرين لكنها بحاجة لتنظيم ومتابعة وتخصيص أماكن الصيد لحماية ثروتنا السمكية وبقاء البحر مصدر الخير للجميع.