مجلة البعث الأسبوعية

مديرية الحراج ..يسمح بقطاف وجمع ونقل وتسويق مكونات نبات القبار بشكل حر ضمن أراضي الجمهورية العربية السورية

دمشق – ميس خليل

أوضحمدير الحراج في وزارة الزراعة الدكتور علي ثابت لـ ” البعث الاسبوعية”  أن نبات القبار ينتشر بشكل كبير في ريفي حمص منطقة المخرم وإدلب منطقة معرة النعمان ومنطقة جبل الحص جنوب شرق مدينة حلب،  فضلاً عن شمال حلب منبج وفي محافظة الرقة ووادي الفرات وكذلك في منطقة السلمية، وبعض مناطق ريف دمشق، مبيناً أن الوحدات التنظيمية “الحراجية” في محافظات جني ثمار القبار تقوم بالكشف الحسي على محصول القبار المتواجد في المستودعات الحراجية والمنشأة المرخصة وتدون الكميات في سجلاتها، ثم يتم منح الرخص لنقل الحاصلات الحراجية أصولاً لبقية المحافظات، مبيناُ أنه يسمح بقطاف وجمع ونقل وتسويق مكونات نبات القبار بشكل حر ضمن أراضي الجمهورية العربية السورية بما يضمن استدامة نظمها البيئية والاستفادة منها بالشكل الأمثل ، وفي حال الرغبة بتصدير نبات القبار تمنح شهادة منشأ من الوحدة التنظيمية.

وأشار ثابت إلى أن الإنتاج السنوي يقدر بما يقارب 4 آلاف طن ويتم تصديره للخارج، بالمقابل قدر الإنتاج العالمي بـ 10 آلاف طن، ما يشير إلى الميزة الإنتاجية المطلقة التي تتمتع بها سورية في مجال إنتاج القبار عالمياً.

وبين ثابت أن براعم القبار هي الجزء الأهم اقتصادياً حيث تستخدم كنوع من المخللات في الدول الأوروبية، ويدخل مخلل القبار في تحضير السلطات والصلصات،  وخاصة صلصة اللحم أو السمك وتستخدم أوراق وبراعم القبار كتوابل في الكثير من الأطعمة، كما يعتبر عسل القبار من أجود أنواع العسل،  واقتصادياً كلما صغر حجم البرعم كلما ازدادت قيمته..

الأسعار عالمياً

وأشار مدير الحراج بأن سعر كيلو القبار في السوق الأمريكية يبلغ 25 دولار تقريباً، بينما يباع الكيلو من الأرض في لبنان بـ 5 دولارات، فيما يصل سعر كيلو مخلل القبار بـ 45 دولار كسعر استهلاكي.

وفي المقابل أشار أبو عبادة مزارع في محافظ حماة أن أسعار القبار (الدوغما) حالياً في مدينة المخرم وريفها 8500 ليرة سورية للكيلو الواحد. مشيراً إلى انه تم تقديم العديد من الاقتراحات من قبل المزارعين لإنشاء معمل خاص بالقبار، من أجل تسويقه بشكل مخلل ومعلب بحيث يعود بالفائدة على الفلاحين والدولة على حد سواء

في حين تبحث “أم مهند ” بين الحقول والبيادر والبساتين والبقع الخضراء، وحتى أسفل الجدران القديمة، وهي أكثر الأماكن التي يزهر (الشّفلح) فيها، عن أزهار القبار وتضعها في أكياس لتسلمها لأحد التجار، بحيث  باتت  الأرض المهجورة بالنسبة  للكثير من الساكنين في أطراف العاصمة دمشق أشبه بكنز لا يقدر بثمن.

غموض وجهل

لكم من الملاحظ أن هناك الكثير من الإهمال السوري حول فوائد هذه العشبة التي توجد بوفرة في أراضي بلاد الشام عموماً، وما تحوي من فوائد، حتى أن المزارعين يعدونها من النباتات الضارة وينزعونها من أراضيهم، ولهذا غابت الدراسات الطبية السورية ولم تلتفت المصانع الدوائية من فكفكة مصلها الشافي، ونسبة ضئيلة من السوريين الذين يأكلون ثماره.

فوائد طبية

بدوره رئيس جمعية الباحثين في علوم التغذية والعلاج في سورية الدكتور هيثم زوباري ذكر أن عشبة القبار تنتمي إلى فصيلة القباريات، وينتشر نموها في منطقة المنحدرات وسفوح التلال الصخرية وأطراف الجبال وجوانب الطريق في منطقة البحر الأبيض المتوسط إلى شرق آسيا، والجزء الصالح للاستعمال هو الأوراق الخضراء، وتتميز بطعمها اللاذع.

وبين زوربي أن نبتة القبار تعد من النباتات التي تحتوي على فوائد كبيرة لصحة جسم الإنسان،  فهي تقي من السرطان وأمراض القلب السكري فهي غنية بمختلف أنواع مضادات الأكسدة وأشهرها مركب كيرسيتين (Quercetin)، الذي يعد مركباً فعالاً في الوقاية من الجذور الحرة وحماية الخلايا وأغشيتها من التلف، وبالتالي قد يساعد في الوقاية من السرطان والأمراض الجلدية، كما تشير بعض الأبحاث أيضاً إلى أن مضادات الأكسدة قد تقلل الالتهاب وتحمي من الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب

كما أنها تحتوي عدة فيتامينات أبرزها فيتامينات (B12 – C – K – A – H – E)، مشيراً إلى أهميتها في خفض مستوى السكر في الدم والتخفيف من الوزن الزائد. فهي تحتوي على نسبة عالية من الألياف،  بالإضافة إلى عدد سعرات منخفض مما يساعد في خفض الوزن،  كما تساعد على خفض الكوليسترول الضار في الدم، كما أن نبات القبار مساعد جيد للغاية في القيام بتنشيط الطحال ، و الكبد البشري بل ، و الحفاظ عليهما سالمين ، وخاليان من الأمراض ، في حين أن جذور القبار مفيدة جداً في عملية تسكين الآلام الناتجة عن الأسنان ، ويتم ذلك من خلال وضع الجذر الخاص بها على الضرس أو السن للتخفيف من وجعه بل من الممكن القيام بمضغ أوراقه من أجل تسكين الآلام كما تعمل عشبة القبار على ترطيب البشرة وحل مشاكل جفاف الجلد.