ثقافةصحيفة البعث

تأثيرات لونية “تفلتر” الغلاف الجوي

حلب-غالية خوجة

كيف توظف التشكيلية الكاتبة ناديا سعيّد الجانب العلمي من الحياة في لوحاتها؟

تهتم التشكيلية سعيّد بالمواضيع العلمية بين الجسد الإنساني والبيئي والفلكي، وتعبّر عن هذه الثيمة الموضوعية بلوحاتها الثلاثين المختلفة، ومنها لوحاتها في المعرض التشكيلي الفردي “أهمية الغطاء النباتي: الحماية، التوعية، الأخطار” الذي أقامته مديرية الثقافة بحلب في مركز فتحي محمد ـ صالة تشرين، بمناسبة اليوم الوطني للبيئة والمستمر لأربعة أيام.

وتصرّح الأعمال بمزجها لصحة البيئة من أشجار وهواء ونظافة مكانية بالبيئة الصحية للإنسان على الصعيد النفسي والجسمي، لتقول في إحدى لوحاتها القلب السليم والبيئة السليمة معادلة مشتبكة، وتصرّح لوحتها الأخرى أن بيئة الأسرة السليمة تنتج أفراداً أصحاء للبيئة الاجتماعية، كما يحضر الغلاف الجوي للأرض مع ألوان البيئة من أشجار خضراء وهالات مغناطيسية حمراء وبيضاء وساطعة ورمادية، لتقارن بين التلوث البيئي ونقص الأوكسجين وأهمية التعامل الصافي مع الكوكب الأرضي، وأهمية العناية بالشجرة على كافة الصعد الجمالية والنفسية والاقتصادية، وتأثيرات البيئة الخضراء على الروح أيضاً.

النقاء محور أعمالي

وعن هذه التأثيرات في أعمالها، أخبرتنا التشكيلية سعيّد بأنها ركّزت على أهمية الغطاء النباتي لكونه عاملاً هاماً لفلترة الهواء وتنقية الأجواء، وتابعت: الشائع أن ثاني أوكسيد الكربون هو الغاز المسبب لظاهرة الاحتباس الحراري، والواقع أن ما تجود به الطبيعة أكثر مما تجود به يد الإنسان، ويعتبر في هذا المجال بخار الماء غازاً دفيئاً وهو أكثر الغازات الدفيئة وفرة في الغلاف الجوي، لذلك يسبب ظاهرة الحمل الحراري، وينقل جزيئات الكتلة من مكان لمكان، لأن بخار الماء هو الحالة الغازية للماء السائل كما أن عملية ذوبان الجليد والثلوج قد تؤدي إلى غمر بعض مساحات الغطاء النباتي، فتزداد نسبة مساحة المسطحات المائية المساهمة كثيراً في زيادة إطلاق ثاني أوكسيد الكربون الذي ينحلّ في المسطحات المائية فينتج عنه حمض الكاربونيك H2CO3، وبالتالي حمض الكاربونيك الذي يتسبب في إطلاق غاز ثاني أوكسيد الكربون ثانية، ولا ننسى أن الحروب مسبب أساسي إضافة للحرائق في خلخلة التوازن البيئي، وهذا ما أردت إيصاله من خلالي معرضي.

البيئة من اهتمامات وزارة الثقافة

عن هذا المعرض، صرحت لـ “البعث” أحلام استانبولي، معاون مدير الثقافة، أن اليوم الوطني للبيئة يأتي ضمن اهتمامات وزارة الثقافة بالبيئة، وهذا المعرض جزء من الفعاليات المتشابكة مع يوم المناخ العالمي للبيئة، منها ندوات ومحاضرات وورشة رسم مضمونها المحوري هو البيئة والمناخ والغطاء النباتي وكيفية المحافظة عليها من قبل الجميع لا سيما جيل الشباب.

ملامح مناخية محزنة

ورأت خلود عويد، مديرة بيئة حلب، أن للبيئة حساسية خاصة وملامحها أصبحت محزنة، لكن، من الممكن أن نجعلها تبتسم عندما يتم تفعيل القانون الخاص بالنظافة والقانون الخاص بالبيئة بطريقة إيجابية أكثر، وفاعلة أكثر، من أجل المحافظة على الصحة الطبيعية ومنها صحة الإنسان، وأرى أن وزارة الصحة ووزارة البيئة صنوان لا يتجزآن، لكن وعي المسؤول لا بد وأن يسبق وعي المواطن العادي ليكون بوصلة بيئية.

وأضافت: دور الفن كدور الكلمة، وكل منهما يشكل دوراً فاعلاً وموجباً لتصل الرسالة لا سيما للأطفال والأجيال الجديدة التي تحب أن تتلقى المعلومة من خلال قصة أدبية أو لوحة فنية في زمن تتوازى فيه الصورة مع الكلمة، وبالمقابل، نأمل أن يكون هذا الطفل والشاب في عالم نظيف، وهو أيضاً المسؤول الأول عن هذا العالم، فلا يرمي الأوساخ في المدرسة أو الشارع، وبالمقابل، إذا كان هناك مصنع على سبيل المثال يلوث البيئة فلا بد من اتخاذ الإجراءات اللازمة للمحافظة على البيئة، غير ناسين دور الأهل في التوعية البيئية.

المكتبة بيئة لتنقية الأفكار

وبدورها، قالت لينا قريد من مديرية البيئة: يوم البيئة العالمي ضروري لمكافحة الأضرار الناجمة عن التلوث الكوني، ولاحظت أن اللوحات معبرة عن الأجواء التي نعيشها، وأعجبتني لوحة المكتبة التي أصبحت منسية في الحاضر بسبب الاعتماد على الفضاء الالكتروني، وكأنها دعوة للعودة إلى الكتاب الورقي وبيئته التي لا تلوث الأرض، بل تنقّي الأفكار.