وزير صهيوني يقرّ بتعطّشه إلى حرب الإبادة
تقرير إخباري
ليس غريباً أن ينبري ما يسمّى “وزير التراث الإسرائيلي” عميحاي إلياهو، إلى اقتراح إلقاء قنبلة نووية على قطاع غزة بوصفه “أحد الخيارات” لتحقيق هدف القضاء على حركة “حماس”، كما تدّعي “إسرائيل”، فهذا الكيان شاء أم أبى يعترف بقيامه بحرب إبادة على سكان القطاع بأكمله تحت عنوان القضاء على “حماس” بعد أن توافقوا على إلصاق اتهام لها بأنها تشبه “داعش”، بينما يعلم العالم كله مَن الذي صنع “داعش” وما هو دورها في تشويه صورة الإسلام وأهل المنطقة تحديداً، ومن المفارقة أن الكيان الصهيوني، ومِن خلفه الولايات المتحدة، الذي دعم “داعش” في سورية والعراق وغيرهما يحاول إلصاق هذا الاتهام بالشعب الفلسطيني الذي ضمِنت له الشرعية الدولية مقاومة الاحتلال بوصفه واقعاً تحته منذ أكثر من 75 عاماً.
والمفارقة الواضحة أيضاً أن “داعش” التي تمّت صناعتها على غرار العصابات الصهيونية الشهيرة “الآرغون والهاغانا والاشتيرن” التي أعملت المجازر في الشعب الفلسطيني منذ الاحتلال البريطاني لفلسطين إلى الآن عبر الحكومة الصهيونية، يتم الآن وصم المقاومة الفلسطينية بها، وهي التي جيء بها أصلاً لمحو جرائم الإبادة الجماعية التي ارتكبتها العصابات الصهيونية في فلسطين ولبنان وغيرها من ذاكرة المنطقة، واستبدالها بهذا الأنموذج الذي ينبغي تعميمه ووصم كل من يقاوم “إسرائيل” بالانتماء إليه، فهل قامت “داعش” منذ صناعتها بإطلاق رصاصة واحدة نحو هذا الكيان، أم كانت ظهيراً لهذا الاحتلال وأداةً له في بث الفتنة داخل المنطقة العربية؟.
الوزير الصهيوني الذي ينتمي إلى حزب “عوتسما يهوديت” اليميني المتطرّف، حسب التوصيف الصهيوني، بزعامة المجرم إيتمار بن غفير لا يرى أن في غزة سكاناً مدنيين أبرياء، وبالتالي لا يجد ضيراً في إسقاط قنبلة نووية على القطاع المحاصر في صباح اليوم التالي، ويرفض دخول أيّ مساعدات إنسانية إلى غزة، ويقول: “نحن لن نسلّم المساعدات الإنسانية للنازيين”، معتبراً أنه “لا يوجد شيء اسمه مدنيون غير متورّطين في غزة”، ومتناسياً أن كيانه هذا قام على حساب هذا الشعب المظلوم نتيجة تحالفٍ بل تماهٍ بين الصهيونية والنازية، وأن ما تمارسه الصهيونية في فلسطين تجاوز كثيراً ما قامت به النازية في أوروبا، وأن أكذوبة المحرقة لن تسوّغ أبداً حرب الإبادة التي يشنّها كيانه على الأطفال والنساء والشيوخ في غزة.
ولم يخفِ الوزير الصهيوني خلفيّاته التلمودية الدموية إذ لا مشكلة لديه في إرسال الفلسطينيين إلى إيرلندا التي يبدو أنها تشكل هاجساً للصهاينة بكرهها لهم أو إلى الصحارى، بل “يجب على الوحوش في غزة أن تجد الحل بنفسها” كما يقول.
ولن يستفيد كثيراً رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو من التنصّل من تصريح إلياهو بشأن إمكانية إلقاء قنبلة نووية على غزة، لأن هذا لسان حال هذه الحكومة العاجزة حتى الآن عن تحقيق نصر عسكري في الميدان، فهي إلى الآن تنتصر فقط على الأطفال والنساء والمباني، وتخوض حرب إبادة عليهم، وترتكب أبشع جرائم الحرب التي عرفها التاريخ، وقوله: “كلام عميحاي إلياهو منفصل عن الواقع.. إسرائيل والجيش الإسرائيلي يتصرّفان وفقاً لأعلى معايير القانون الدولي” تفضحه الممارسات على الأرض، حيث إن ما يقوم به الجيش الصهيوني في غزة إنما هو جرائم حرب وإبادة ضد المدنيين الفلسطينيين في غزة، وفق معايير القانون الدولي، ولن تستطيع واشنطن التغطية على ذلك إلى ما لا نهاية، وبالتالي هي تحاول الآن التنصّل هي الأخرى من التحريض على هذه الجرائم.
طلال ياسر الزعبي