الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

أفكار وتقنيات خلّاقة في معرض الهواة السنوي بحمص

أصف إبراهيم

يلتقي أكثر من ثلاثين فناناً تشكيلياً من الشباب الهواة في المعرض الجماعي السنوي الذي يقيمه اتحاد الفنانين التشكيليين بحمص  في صالة صبحي شعيب وسط المدينة.

وأصبح هذا المعرض تقليداً سنوياً يستقطب الكثير من المبدعين الهواة في مجال الرسم والنحت، ويسلط الضوء على تجارب فنية واعدة تمتلك الموهبة الفطرية وتحتاج صقل هذه الموهبة بالخبرة الأكاديمية والمشاركة الفعلية التي تتيح لهم اكتساب الخبرات في مجال التقنيات الفنية المتعددة.

يشكل هذا المعرض الهام فرصة كبيرة للمشاركين لصقل مواهبهم وإبراز إبداعاتهم أمام الجمهور الذواق للفن التشكيلي، ومناسبة يمكن من خلالها الاطلاع على تجارب الآخرين والاستفادة منها لتعزيز تجاربهم وصقل خبراتهم، وتطعيمها بالخبرات والتقنيات والأساليب المختلفة التي يمكنهم من خلالها الوصول إلى حالة الخلق والإبداع.

 

تتفاوت مستويات اللوحات المشاركة من حيث الخبرة في خلق التناغم بين مفردات اللوحة والتشكيل اللوني فيها، وبين الابتكار وإطلاق العنان للخيال، ليهيم في فضاء التكنيك الفني، والمدارس الإبداعية، وبين التقليد الجامد الذي يفتقر إلى الابتكار والبراعة التسجيلية والتعبيرية، وبين القدرة على اختيار الموضوع المعبر عن نضج الفكر وسعة الرؤية. ومقابل ذلك لا يخلو المعرض من مواهب واعدة تستحق الإشادة والتوقف عندها لمنحها ما تأمله من اهتمام ومتابعة من قبل المؤسسات الفنية التي يناط بها مهمة رعاية واكتشاف المواهب المبدعة القادرة على رفد الحركة التشكيلية وتطويرها.

يحضر في هذا المعرض الهم الإنساني بقوة تجسده مجموعة بورتريهات لوجوه إنسانية تعبر عن حالات وانفعالات مختلفة تعكس قدرة الفنان على قراءة الواقع الإنساني وتجسيده دراميا من خلال أدوات الرسم.

كما تحضر الطبيعة بواقعها التسجيلي والتعبيري في عدد من اللوحات المتميزة بمهارة التكنيك اللوني والخيال المتقد، كما نرى المرأة بحالات متنوعة منها المتفائلة المتوثبة بجمال نحو الحياة ومنها المنكسرة المحبطة. إلى جانب موضوعات أخرى تشي بظهور جيل فني قادرة على التقاط الفكرة الجمالية والحياتية وتجسيدها بمهارة احترافية.