أشهر الأناشيد التي يرددها المتظاهرون الأجانب تضامناً مع القضية الفلسطينية
“البعث الأسبوعية” ــ لينا عدرا
لم تنحصر الأغاني عن فلسطين باللغة العربية، فقد سمعنا أغاني بلغاتٍ أجنبية مختلفة، قدّمها مغنّون أجانب أرادوا التعبير عن موقفٍ داعم للقضية الفلسطينية. وقد كانت هذه الأغاني، على مدار عقود من الزمن، شكلاً من أشكال الاحتجاج والرفض للسياسات والممارسات الإسرائيلية الوجشية ضد الشعب الفلسطيني، وإحدى أبرز الطرق لتعميم التاريخ الفلسطيني بوجه السردية التي تروّج لها سلطات الاحتلال؛ منذ نكبة 1948، مروراً بحرب 1967، وصولاً إلى اليوم.
– الأغنية السويدية “Leve Palestina“
منذ أسابيع، يتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي الأغنية السويدية الشهيرة “Leve Palestina” (“تحيا فلسطين)، والتي صدرت منذ ما يقرب من 50 عامًا، ويرددها السويديون اليوم في المظاهرات والمسيرات، تعبيرًا عن تأييدهم للقضية والشعب الفلسطيني.
وتقول كلمات الأغنية:
تحيا فلسطين وتسقط الصهيونية
تحيا تحيا تحيا فلسطين
تحيا فلسطين وتسقط الصهيونية
نحن زرعنا الأرض
ونحن حصدنا القمح
ونحن قطفنا الليمون
وعصرنا الزيتون
وكل العالم يعرف أرضنا
تحيا تحيا تحيا فلسطين
تحيا فلسطين وتسقط الصهيونية
ونحن رمينا الحجارة
على الجنود والشرطة
ونحن أطلقنا الصواريخ
على أعدائنا
وكل العالم يعرف عن كفاحنا
تحيا تحيا تحيا فلسطين
تحيا فلسطين وتسقط الصهيونية
وسوف نحرر أرضنا
من الإمبريالية
وسوف نعمر بلادنا
نحو الاشتراكية
العالم بأجمعه سيشهد ذلك
تحيا فلسطين وتسقط الصهيونية
وقد عرضت الأغنية لأول مرة منذ أكثر من 50 عاماً وتحديداً في سبعينيات القرن الماضي، لتصبح منذ ذلك الحين بمثابة نشيد لإعلان التضامن مع فلسطين. ومنذ إطلاقها، ترددت ألحان وكلمات هذه الأغنية في عدد لا يُحصى من الفعاليات، وتُرجمت إلى لغات أخرى، كما تمت إعادة توزيعها من قبل ثنائي الهيب هوب Medina.
وأوضح كاتب الأغنية، الفنان والملحن والمترجم الفلسطيني جورج توتاري، أن السبب وراء كتابته الأغنية هو عدم معرفة الشعب السويدي أشياء كثيرة عن الشعب والقضية الفلسطينية، وكان يريد أن يعرفهم بالقضية الفلسطينية أكثر وعن المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي.
وكان توتاري هاجر إلى السويد عام 1967، وأصبح أيقونة للفن الداعم للقضية الفلسطينية، ويقوم برفقة فرقته “كوفية” بكتابة الأغاني باللغة العربية وغنائها باللهجة السويدية، وقدم العديد من الحفلات الغنائية حول العالم قام خلالها بتعريف الشعوب على القضية الفلسطينية وكشف أكاذيب وانتهاكات الكيان الصهيوني.
وفي السنوات الأخيرة، أصبحت أغنية “Leve Palestina” موضوع نقاش سياسي في السويد، واتهمت بمعادة السامية، خاصة لكونها تتضمن عبارة “سحق الصهيونية” أو “تسقط الصهيونية.
وفي عام 2019، ردد حزب الاتحاد الاشتراكي السويدي أغنية “Leve Palestina” في مسيرة عيد العمال في الأول من أيار في مدينة مالمو جنوب السويد، فقام رئيس اللجنة السويدية لمناهضة معاداة السامية، سفانتي ويلر، بتوجيه الاتهامات بأن هذه الأغنية تحمل مصطلحات معادية للسامية.
ليصل الأمر إلى البرلمان السويدي الذي ناقش أمر الأغنية التي دافع عنها الكثير من أعضاء الحزب الاشتراكي السويدي، مؤكدين أنها تعبر عن موقف سياسي ضد احتلال فلسطين، وليس ضد إسرائيل أو الشعب اليهودي.
– أغنية Story Of Palestine
لا بدّ أنكم تذكرون أغنية “قصة فلسطين” أو Story of Palestine، والشابة إيمان عسكر التي تدق على طاولةٍ أمامها، وتروي بالإنجليزية قصة فلسطين المحتلة، قائلة: “كانت هناك أرض تُسمى فلسطين، عاش فيها المسلمون والمسيحيون واليهود بسلام”.
وخلال دقيقة و30 ثانية، وبلغةٍ بسيطة، لخّصت إيمان عسكر – وهي مصرية وأم لولدين – تاريخ فلسطين منذ القرن الـ 19، حين كانت تحت الاحتلال العثماني، واختارت الإنجليزية، كونها اللغة الأقرب لجيل اليوم.
الأغنية كانت أشهر وأنجح الأغاني عن فلسطين، التي أُطلقت في خضم أحداث الشيخ جراح وقصف غزة عام 2021. ورغم إمكانات التصوير والتسجيل الموسيقي البسيطَين، فقد حققت ملايين المشاهدات عبر جميع حسابات عسكر على مواقع التواصل.
و”قصة فلسطين” هي النسخة المعدّلة من أغنية البريطاني ناثان إيفانز “Wellerman Sea Shanty”، والتي كانت صدرت عام 2021 وحققت أكثر من 296 مليون مشاهدة.
– أغنية Naci en Palestina
قدّمت التونسية أمل مثلوثي أغنية “مولود في فلسطين” (Naci en Palestina) عام 2007، ثم أعادت تقديمها في عام 2017 بتسجيلٍ جديد.
قدّمت أمل العديد من الأغنيات الوطنية التي أصبحت رمزاً، وهي في الأساس كانت قد اشتهرت عالمياً بأغنية “كلمتي حرة” التي قدّمتها عام 2009، ثم أصبحت نشيداً للثورة التونسية والربيع العربي.
وهذه الأغنية مشتقة في الأساس من الأغنية الإسبانية Naci en Alamo، وهي رثاء فقدان الوطن وحقوق الإنسان الأساسية، واستطاعت أن تكون إحدى أبرز الأغاني عن فلسطين باللغة الأجنبية.
وقد عدّلت أمل كلماتها “لتكريم الفلسطينيين الشجعان، الذين تحمّلوا لعقود من الزمن كل أنواع الحرمان، في حين أن القوى العالمية فقط ننظر من موقف من جانب واحد”.
وتقول كلمات الأغنية:
ما عندي مكان ومعنديش زمان ومعنديش بلاد
من إيديا نصنع نار ومن قلبي البلار
نجرحلك وتر حزين
مولود في فلسطين مولود في فلسطين
– أغنية Somos Sur
قدّمت مغنية “الهيب هوب” آنا تيجو أغنيتها Somos Sur عام 2014، وكانت عبارة عن تعاونٍ مشترك بينها وبين فنانة الراب البريطانية من أصل فلسطيني، شادية منصور.
وُلدت آنا تيجو في فرنسا، لكنها ترعرعت في تشيلي، حيث تعيش إحدى أكبر التجمعات الفلسطينية في العالم، وتعتبر أن “حركات المقاومة العالمية، سواء في أميركا اللاتينية أو أفريقيا أو الشرق الأوسط، تقاتل ضد أنماط العنف المكررة نفسها عبر التاريخ”.
تتطرق الأغنية إلى أوجه الشبه بين أعمال المقاومة في تشيلي وفلسطين المحتلة، وتشدّد على أهمية المقاومة في أنحاء العالم كافة، باللغتين العربية والإسبانية.
– أغنية My Name is Palestine
قدّم المغني البريطاني غاريث هويت هذه الأغنية عام 2019، وهي مستوحاة من لوحة للرسام الفلسطيني الشهير سليمان منصور – تحمل الاسم نفسه – استعملها غاريث كغلافٍ أمامي لأسطوانة الفينيل التي أصدرها.
أصبحت الأغنية إحدى أشهر الأغاني عن فلسطين، وقد أزعجت الاحتلال الإسرائيلي لاسيما أنها جاءت من فنانٍ بريطاني، ونالت شهرةً شهرةً واسعة في العالم.
ويقول غاريث هويت إنه كان في أحد فنادق بيت لحم حين شاهد لوحة سليمان منصور في معرضٍ للفنانين الفلسطينيين: “لقد وجدتُ اللوحة قوية جداً، وقلتُ إنني أرغب في تقديم أغنية تنطلق منها، وفكرتُ فوراً أن تكون غلاف الفينيل الأمامي”.
وعبر موقعه الرسمي، يقول هويت: “أخبرت مدير الفندق بنيّتي، فاتصل هاتفياً بسليمان للحصول على إذنه، وحصلتُ عليه بلطف. ثم كتبت إلى العديد من الأصدقاء الفلسطينيين لأعرض عليهم اللوحة، وأسألهم عن أفكارهم. وجاء كل ذلك جاء في أغنية “My Name is Palestine” (اسمي فلسطين).
وعن النكبة يقول هويت: “لقد استمرت النكبة الفلسطينية لسنوات عدة، ويتم التعامل مع الفلسطينيين دائماً على أنهم أقلّ قيمة، وكأنهم لا يهمّون. يهدف هذا المشروع إلى التأكيد على المساواة بين جميع الناس وهو دعوة لتحقيق العدالة لهذا المجتمع الذي عانى الكثير من العنصرية”.