التربية الإعلامية والتفكير الناقد للطفل في ورشة عمل.. ومحاولات فاشلة لإدراجها في مناهج التعليم
دمشق – ميس بركات
نظمت وزارة الإعلام بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف” ورشة عمل حول التربية الإعلامية والتفكير الناقد للطفل، بهدف الإضاءة على أهمية التربية الإعلامية كأداة لحماية المجتمع من المعلومات المغلوطة والتضليل الذي يحصل في بعض الأحيان.
وتناولت الورشة التي أشرف عليها الدكتور عربي المصري مفهوم التربية الإعلامية والذي يتلخص بمهارة التعامل مع الإعلام مع أهمية التفريق بينها وبين الإعلام التربوي، ومحاولات الإعلاميين إدراج التربية الإعلامية في المناهج التعليمية للمدارس أكثر من مرة إلّا أنها باءت بالفشل، إضافة إلى الحديث عن تطور مفهوم التربية الإعلامية عبر سنوات مضت وأهميتها في القدرة على فهم الرسائل الإعلامية ومضامينها، إضافة إلى القدرة على توجيه الأسرة والاستفادة من التقنيات الحديثة لصالح تربية الأبناء بشكل إيجابي.
وقدم الدكتور عربي المصري شرحاً تفصيلياً عن المفاهيم الأساسية المرتبطة بالتربية الإعلامية منها التفكير الناقد وخصائص المفكر الناقد والتي تتمحور “بإلمامه بالموضوع وفصله بين التفكير العاطفي والمنطقي واستخدام مصادر علمية موثوقة والبقاء على صلة بجوهر الموضوع”، والتضليل الإعلامي والقولبة وبناء الصورة النمطية وصناعة المحتوى الإعلامي، إضافة إلى تحليل الصورة وتزييفها، كما تحدث المصري عن أهمية توعية الجمهور وتمكينه من المهارات الإعلامية للتعاطي معه بطريقة لا يستطيع استلابه فيها، خاصة وأن هذه المواضيع تعتبر البئر العميق للآثار المتراكمة عن وسائل الإعلام ومنها العنف في وسائل الإعلام والصورة المسيئة للذات البشرية، والخصوصية في وسائل الإعلام الرقمية والعادية، كذلك تأثير قطاع الأعمال على الإعلام والإعلان والعلاقات التجارية ومعايير الصحة في وسائل الإعلام إضافة إلى السياق والنص والقراءة ما بين السطور.
وشملت محاور الورشة تدريبات على مهارات التفكير الناقد للطفل وتحليل النص الإعلامي من مفهوم التربية الإعلامية، إضافة إلى تدريبات عملية على تحليل النصوص الإعلامية وتأطيرها وتدريبات عملية على تحليل فيديوهات الإعلام الجماهيري.
بدوره تحدث عمار غزالي مدير الإعلام التنموي في الوزارة عن أهمية الورشة لاسيّما مع انتشار الفضائيات التي بات لها دور كبير في ضخ المعلومات الحقيقية والمغرضة وعدم قدرة المتلقين على التمييز بين الصحيح والخاطئ منها، بالتالي من الضروري إلمام الإعلاميين بالتربية الإعلامية وكيفية اختيار المواقع الإعلامية الصحيحة مع امتلاك الفكر النقدي الإبداعي في جمع الحقائق من قبل الإعلامي والفكر الناقد للمتلقي قبل إعطاء أحاكمه وفق أسس ومعايير محددة.