“إسرائيل” تحوّل ممر التهجير في غزة إلى مصيدة لقتل الفلسطينيين
جنيف – بانكوك – الأرض المحتلة – سانا
أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن قوات الاحتلال الإسرائيلي حولت ممر التهجير من شمال قطاع غزة لجنوبه إلى مصيدة لقتل واعتقال الفلسطينيين، وممارسة عمليات تنكيل ممنهجة وواسعة النطاق بحقهم.
وأوضح المرصد في بيان أن “إسرائيل” لا تكتفي بالتهجير القسري للفلسطينيين في قطاع غزة وعدم توفير ملجأ أو وسيلة آمنة لهم، بل تتعمد استهدافهم أثناء تهجيرهم في خرق واضح للقوانين والأعراف الدولية، مشيراً إلى أن الاحتلال أنذر أكثر من مليون فلسطيني بمغادرة مدينة غزة وشمالها بعد أقل من أسبوع من إطلاقه حرباً مدمرةً وغير مسبوقة على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول الفائت.
من جهته، دعا مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إلى وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة فوراً، مشيراً إلى أن العالم لا يمكن أن يقف صامتاً بينما تتحول المستشفيات إلى مشاهد موت ودمار ويأس.
وقال غيبريسوس في حسابه على منصة اكس: “إن الوضع في مجمع الشفاء الطبي في غزة خطير، حيث مرت 3 أيام دون كهرباء أو ماء مع ضعف في الإنترنت، ما أثّر بشدّة على قدرتنا على تقديم الرعاية الأساسية”.
وتابع غيبريسوس: “لا يمكن للعالم أن يقف صامتاً بينما تتحول المستشفيات التي ينبغي أن تكون ملاذاً آمناً إلى مشاهد موت ودمار ويأس، يجب وقف إطلاق النار فوراً”.
وفي سياق متصل، أكد المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” فيليب لازاريني، أن الوضع في قطاع غزة المحاصر مأساوي للغاية، وعلى وشك أن يتفاقم جراء نفاد الوقود من المستودع التابع للوكالة في القطاع.
إلى ذلك، نكست الأعلام في مقار الأمم المتحدة بكل أرجاء آسيا، ووقف الموظفون دقيقة صمت على أرواح زملائهم الذين قضوا جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والبالغ عددهم أكثر من مئة.
من جانبها، دعت وزارة الخارجية في السلطة الفلسطينية المجتمع الدولي إلى التخلي عن صمته ولامبالاته تجاه دماء الشعب الفلسطيني ومعاناته، والعمل على توفير الحماية الدولية له ووقف جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحقه.
وأدانت الخارجية في بيان جريمة الإعدام الميداني البشعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق مسن فلسطيني أثناء قيادته سيارته في مدينة الخليل بالضفة الغربية، مؤكدة أن هذه الجريمة جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية تضاف إلى الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال وميليشيات المستعمرين الإرهابية ضد الشعب الفلسطيني.
كذلك طالب رئيس وزراء السلطة الفلسطينية محمد أشتية المجتمع الدولي بوقف عدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة المحاصر وتأمين إيصال المساعدات إليه، مؤكداً أن جميع طروحات الاحتلال مرفوضة.
وأوضح أشتية في تصريحات أن فلسطين تواصل العمل مع جميع الدوائر الدولية من أجل وقف عدوان الاحتلال، وتأمين إيصال الطعام والدواء إلى جميع مناطق قطاع غزة، وخاصة الشمال.
وبخصوص تصريحات رئيس حكومة الاحتلال بإعادة احتلال القطاع وفصله إدارياً عن الضفة الغربية، أكد اشتية أن قطاع غزة جزء لا يتجزأ من أرض فلسطين، والفلسطينيون لا يحتاجون إذناً من أحد لمساعدة أهلهم فيه.
وأشار أشتية إلى المقترح الذي قدمته بعض الدول بإنشاء ممر مائي بين قبرص وغزة، وقال: “نرغب في وصول المساعدات لكننا لا نقبل بتهجير أهلنا على بواخر للترحيل تحت مسمى المساعدات”.
بدوره، طالب وزير خارجية السلطة الفلسطينية رياض المالكي منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “يونسكو” باتخاذ خطوات فعالة لحماية الشعب الفلسطيني وتراثه والانضمام إلى المواقف القانونية والأخلاقية لرؤساء المنظمات الدولية والأمين العام للأمم المتحدة التي تدين مجازر الاحتلال الإسرائيلي.
ودعا المالكي في كلمته أمام الدورة الـ 23 للمؤتمر العام للمنظمة إلى إرسال بعثة الرصد التفاعلي لليونسكو إلى مدينة غزة والقدس وسائر أرض دولة فلسطين المحتلة، واتخاذ التدابير اللازمة لتطبيق القرار الذي تقدمت به المجموعة العربية بشأن إدراج تأثير حرب “إسرائيل” وتداعياتها على غزة ضمن اختصاصات المنظمة كما دعا أعضاء المجلس التنفيذي ولجنة التراث العالمي لزيارة فلسطين للاطلاع على جرائم الاحتلال.