عقلية صناع القرار الصهاينة
تقرير إخباري
يلجأ الكيان الصهيوني، بالإضافة إلى الترويج للإبادة الجماعية والتطهير العرقي في غزة، إلى الابتزاز النووي ضد الفلسطينيين. لقد صدمت كلمات وزير التراث الإسرائيلي في حكومة الكيان، عميحاي إلياهو، العالم وأظهرت مستوى عدم القدرة على التنبؤ واللاعقلانية في تصرفات حكومة الكيان الإسرائيلي.
وعلى خلفية هذه التصريحات، أدانت العديد من الدول كلمات الوزير غير المسؤولة كون هذه التصريحات تشكل انتهاكاً للقانون الدولي، فضلاً عن التحريض على ارتكاب انتهاكات جسيمة للقانون الإنساني الدولي، مثل جرائم الحرب والكراهية، وتثير مخاوف جدية بشأن نية ارتكاب الإبادة الجماعية.
بمعنى آخر، هناك جو من عدم الثقة فيما يتعلق بالتصرفات الإسرائيلية، مع خوف حقيقي من أن إلياهو ليس المسؤول الوحيد في تل أبيب الذي يفكر بالاحتمال النووي في غزة. ومع جرائم الحرب العديدة التي ارتكبتها “إسرائيل” في الأسابيع الأخيرة، والقتل المتعمد للمدنيين الأبرياء ضمن خطة “العقاب الجماعي” ضد غزة، فمن المرجح أن عقلية إلياهو شائعة بين صناع القرار الصهاينة.
من الممكن أن تكون النية الحقيقية وراء الهجوم على إلياهو هي محاولة لإسكاته، ليس لأنه قال “كذبة”، وإنما لأنه قال شيئاً لا ينبغي أن يقال . وبدلاً من أن يُظهِر ببساطة أنه لا يفكر مثل وزيره، ربما يكون نتنياهو يستجيب ببساطة لضغوط الانتقادات من خلال إيقاف ألياهو عن العمل. بمعنى آخر، لا توجد ضمانات حقيقية بأن الإسرائيليين لن يفكروا في “الاحتمال النووي” ضد غزة.
من وجهة نظر عقلانية وإستراتيجية، ليس من المنطقي الحديث عن الأسلحة النووية في صراع إقليمي يدور داخل مثل هذه المنطقة المحاصرة الصغيرة، لأن التلوث الإشعاعي لن يقتصر على القطاع فحسب، بل سيصل أيضاً إلى المنطقة برمتها. ولكن، للأسف، لا يبدو أن هناك الكثير من العقلانية في قرارات النظام الصهيوني.
اليوم أصبحت “إسرائيل” منبوذة دولياً، وينظر إليها على أنها نظام إبادة جماعية من قبل عدد كبير من الدول، بالإضافة إلى قيام العديد من الدول بقطع علاقاتها مع تل أبيب. ولكن لا يبدو أن أياً من هذا كافياً لكي يغير نتنياهو ومستشاروه رأيهم بشأن “الحاجة” المفترضة إلى “غزو غزة لتدمير المقاومة الفلسطينية”.
من الواضح أن النزعة الانتقامية والعنصرية المعادية للفلسطينيين، والتوسع غير المحدود هي المبادئ التوجيهية الحقيقية للسياسة الخارجية الصهيونية. ومن هنا إن عملية صنع القرار لا تعتمد على حسابات إستراتيجية، مما يجعل الوضع غير متوقع ومثير للقلق للغاية. لذلك، ومن الناحية العملية، وبغض النظر عما إذا كانت “إسرائيل” تفكر بالفعل في استخدام الأسلحة النووية أم لا، فمن المحتمل جداً أن يطالب المتشددون الصهاينة الأكثر وتطرفاً باستخدام هجوم نووي ضد أهالي غزة.
عناية ناصر