الصفحة الاخيرةصحيفة البعث

على مسرح ثقافة حمص… “باب الأرواح” الوفاء يغلب على الحب

آصف إبراهيم

استضاف  مسرح قصر الثقافة بحمص ليومين متتاليين العرض المسرحي  “باب الأرواح” إعداد وإخراج أكرم شاهين عن نص “الباب المفتوح”  للكاتب الإنكليزي ألفريد سوترو، تمثيل سمهر بدور وأليسار كوسا، وسينوغرافيا للمسرحي جواد عكلا.

العرض تراجيديا من فصل واحد قوامها شخصيتين يجري بينهما حوار يتسم بالشاعرية واللغة الشفافة التي تجنح في أحيان كثيرة نحو اللغة العبثية لولا الرسالة الإنسانية التي يتضمنها هذا النص القصير الذي يحاول الانتصار للصداقة والوفاء على الحب.

في العرض السير جيفري ترنسوم رجلٌ أربعيني له وجهٌ جادٌ حسن الطلَّة. يجلس في غرفة شبه مظلمة، منغمساً في أفكاره، فجأةً يُفتَحُ الباب وتطل الليدي تورمنستر- زوجة صديقه العزيز جاك- ليبدأ بينهما ديالوغ هادئ يجنح نحو البساطة والوضوح يحاول المخرج شاهين الذي يلتزم إلى حد ما بروح النص الأصلي الاستعانة بالموسيقا قدر الإمكان لأنها العنصر المسرحي الأكثر انسجاماً وملائمة لهكذا ديالوغ مسرحي.

تسعى الشخصيتان فيه لفلسفة علاقة حبهما بطريقة لا تحتمل الإدانة، الليدي تورمنستر الفتاة التي يحبها السير جيفري متزوجة من أعز أصدقائه لذلك يحاول السفر إلى الصين للهرب بعيداً لكي لا يقع في خطيئة خيانة صديقه. تقول ليدي تورمنستر: إنني أحببتك وأحبك لأجل المخلوق المهذب الوفيّ الذي هو أنت، أحبك لأنك تحب جاك. إن أعظم خصلة في جاك برأي أنه كان قادراً على أن يخلق بداخلك ذلك الحب. ويا صديقي العزيز دعنا لا نخجل نحن الاثنان بل لنكن فخورين. علينا أن نذهب في طريقينا ونؤدي واجبنا وألا ننسى تلك المحادثة التي خضناها الليلة.

ويقول السير جيفري والفجر لا يزال بعيداً: تريثي ليدي تورمنستر لا تكوني مستعجلة! هل تسمعين صوت البحر بالخارج؟ إنه يزفر بانتظام كالعجوز جاك. ألا تظنين أن هذا رائع؟ ها نحن، نحن الاثنان، نلتقي كما كنا نلتقي على الجانب الآخر من بلادٍ خيالية، إنها فرصة رجل كي يتحدث إلى امرأةٍ وأن يقول لها أشياءً.

بذل الممثلان مجهوداً كبيراً في مقاربة الجو العام للنص، وإدارة ديالوغ يرتقي إلى سوية مضمون الرسالة الفلسفية والاجتماعية التي يحملها هذا العرض الذي يفتقد، هنا،  التقنيات المسرحية المساعدة على خلق فضاء مسرحي يكسر حاجز الإيهام ويخطف انتباه المتلقي من واقعه.

ألفريد سوترو (1863-1933): كاتب مسرحي إنكليزي قدم العديد من المسرحيات التي لاقت رواجاً مطلع القرن العشرين أهمها “أسوار أريحا” وقدم كذلك ترجمة إنكليزية لأعمال صديقه البلجيكي موريس ماترلينك صاحب جائزة نوبل.