في المؤتمر العلمي بدرعا.. الرقمنة رؤية استراتيجية للتطوير
درعا – دعاء الرفاعي
نظّمت كلية التربية الثالثة في جامعة دمشق- فرع درعا المؤتمر العلمي الثاني “المؤسسات التربوية والتحول الرقمي في التعليم” الذي حمل شعار “الرقمنة رؤية استراتيجية في تطور التربية والتعليم” بحضور عدد كبير من الهيئة التدريسية في جامعات دمشق وطرطوس والبعث.
وتناولت الأبحاث التي تنوّعت ما بين الإرشاد النفسي وطرائق التعليم وغيرها من البنود مراحل تقدم الثورة الرقمية وطرائق التعليم ودور المؤسّسات التربوية في اعتماد التكنولوجيا الرقمية، مشيرة إلى أن تكنولوجيا التعليم الرقمية تساعد على ربط التنمية التربوية بالتنمية الاقتصادية وخدمة المجتمع ورفده بالطاقات الشابة المنتجة والقادرة على تحمّل المسؤولية ومواجهة الصعوبات الحياتية، إضافة إلى المناهج التفاعلية في المدارس والجامعات في تعزيز المحتوى الرقمي وأهميته في التعليم، وضرورة المزج بين التعليم والاستثمار في العالم الرقمي والنمذجة في التعليم العام والمهني والجامعي ونظم الاختبارات الرقمية في التعليم وتعديل السلوك في ظل الثورة الرقمية والإعلام التربوي، ونشر ثقافة التعليم الرقمي في مختلف المجالات التربوية.
عميد كلية التربية الثالثة الدكتور جلال مبارك بيّن أهمية انعقاد هذا المؤتمر للمرة الثانية في كليات درعا بناءً على ما تتطلبه المرحلة المقبلة من ثورة رقمية يحتاجها الطالب في ظلّ الحداثة والتطور التكنولوجي على مستوى العالم، والتوجه للتطرق في محاور هذا المؤتمر إلى الجانب القانوني التقني إلى جانب النفسي، لذلك كان لابدّ من عرض هكذا أفكار لأهمية عملية التطور الرقمي، حيث إن الأداة التعليمية والتربوية مستقبلاً هي ملك الطالب، ولهذا كان من الضروري الإشارة إلى سلبياتها وايجابياتها بشكل عام.
وتركزت توصيات المؤتمر حول ضرورة نشر الوعي المجتمعي حول التحول الرقمي من خلال إقامة الندوات التعليمية والتعريف بالمخاطر الصحية والاجتماعية والاقتصادية، وتوجيه الهيئة التدريسية لتنظيم استخدامهم لهذه التطبيقات، وإعداد معايير لتقويم المناهج التعليمية كافة لمعرفة مدى مواكبتها لمتطلبات التحول الرقمي، وضرورة توفير دليل للمعلم حول كيفية الاستفادة من المستجدات التكنولوجية في العملية التربوية، وكان من أهم المخرجات ضرورة أن يكون للمجتمع المحلي دور كبير في المشاركة بتمويل وتطوير البنية التحتية لتكنلوجيا المعلومات والاتصالات والعمل على توفير المخصّصات المالية لتطبيق برنامج التحول الرقمي، إضافة إلى وجوب وضع الخطط المستقبلية في الجامعات والتي تتضمن برامج وتقنيات إلكترونية تسهم في رفع مستوى الجودة وتطبيق التنمية المستدامة، وكذا اعتماد استخدام التكنولوجيا شرطاً من شروط تعيين مدير المدرسة لما يخفّف ذلك من عبء مستقبلي على المدرسة لجهة إنجاز الأعمال الإدارية، إضافة إلى إنشاء وتصميم موقع خاص بالتدريب الإلكتروني للمعلمين على الانترنت، وكذلك توفير قاعدة بيانات رقمية خاصة بالمدارس تحت إشراف وزارة التربية.
وأشار كلّ من أمين فرع درعا للحزب الرفيق حسين الرفاعي والرفيق المحافظ المهندس لؤي خريطة إلى أن المحافظة في مرحلة التعافي والإنتاج، وأن هذا المؤتمر العلمي المهمّ هو أحد مؤشرات هذا التحسّن، كونه يحاكي الواقع ويستقطب المتخصصين، سواء في المؤسسات التربوية أم التعليم العالي أو المجتمع المحلي، مشيرين إلى أن هذا المؤتمر يعدّ مبادرة جادة في جامعة دمشق للارتقاء بمخرجات عملية التعليم والتعلم في ظل ما يشهده العالم من تغيرات اقتصادية واجتماعية وتعليمية وتربوية وسياسية، وهذه التغيرات أفرزت جملة من التحديات، وأتاحت في الوقت نفسه العديد من الفرص سواء بما يتعلق بالمناهج التربوية أم العملية التعليمية.