“تطور نظرية التطور”.. محاضرة للباحث الدكتور علي مخلوف في جمعية المسنين بسلمية
البعث- نزار جمول
“تطور نظرية التطور” كان عنوان المحاضرة القيّمة للدكتور على مخلوف قبل أيام في ملتقى جمعية المسنين في سلمية وسط حضور كثيف من المثقفين والمهتمين.
وبعد أن قدّمه مدير الجلسة الدكتور باسل الشيخ ياسين، استعرض مخلوف فكرة التطور بدءاً من حضارات الشرق القديم مروراً بالفلاسفة الإغريق وصولاً لفلاسفة الإسلام “كالجاحظ وإخوان الصفا، وابن خلدون”.
وبيّن مخلوف أن أوروبا في عصري النهضة والتنوير وصولاً لـ “جان باتيست لامارك” الذي قدّم نظريته في التطور على أساس الاستخدام والإهمال، فالعضو الذي ينمو ليس كالعضو الضامر، وعلى مبدأ توريث الصفات المكتسبة، ومن بعده جاء تشارلز داروين مؤلف كتاب “أصل الأنواع” الذي صدر عام 1859 ومن خلاله بدأت النظرية تتبلور علمياً بعدما كانت محض فكرة فلسفية، معتبراً أن هذه النظرية لخّصها داروين على مبدأ الانتخاب الطبيعي، حيث إن البقاء للأنواع للأصلح وليس للأقوى.
وأوضح مخلوف أن هذه النظرية وعلى الرغم من دراساتها المعمّقة، إلا أنها تعرّضت للانتقادات التي وقف لها داروين صامتاً، ولم يستطع الردّ عليها بسبب فقر السجل الأحفوري آنذاك، ولأن علم الوراثة لم يكن قد ظهر بعد. وأوضح مخلوف أن الحضارة الغربية قامت على ثلاثة جراح نرجسية زعزعت الموروث الذي كان سبباً في الحقبة الظلامية التي عاشتها أوروبا، أولها “الجرح الكوزمولوجي الكوني” وملخصه أن الأرض ليست مركز الكون وفق ما جاء به كوبر نيكوس، وثانيها هو الجرح البيولوجي والمتمثل بنظرية داروين ومفادها أن الإنسان كان جزءاً من المملكة الحيوانية قبل أن يصبح عاقلاً ويستقل بذاته، والجرح الثالث هو الجرح السيكولوجي أي النفسي والمتمثل بنظرية فرويد في التحليل النفسي والقائمة على اللاوعي والعقل الباطن، ويضاف جرح رابع أصاب صميم الشعوب المتخلفة وفي مقدمتهم العرب، وهو الجرح الأنثروبولوجي والذي عبّر عنه شكيب أرسلان في مؤلفه، لماذا تأخر المسلمون ولماذا تقدم غيرهم؟.
واختتم مخلوف بالحديث عما بعد الداروينية وصولاً للنظرية التطورية التركيبية الحديثة. بعدها قدم الحضور مداخلات قيّمة أدارها بنجاح الدكتور باسل الشيخ ياسين، تخللها بعض الاستفسارات من المحاضر، وركزت على التشكيك بنظرية التطور، وانتقاد جوانب كثيرة منها، وعن علاقتها بالنظرية التطورية الكيميائية الحيوية الحديثة، ثم أجاب المحاضر عن كل الاستفسارات والتساؤلات.