مجلة البعث الأسبوعية

تخوفاً من السرقات.. القطاف المبكر أدى لتدني نسبة زيت الزيتون في معاصر ريف حماة!

البعث الأسبوعية – ذُكاء أسعد

قياساً بالأعوام السابقة، انخفضت نسبة إنتاج زيت الزيتون في معاصر ريف حماة الشرقي لما دون 16 % بسبب انحباس الأمطار وغياب الدعم إضافة للقطاف المبكر خوفاً من السرقات المنتشرة بشكل كبير في ظل ارتفاع سعر الزيتون وزيته في السوق بشكل جنوني.

خيبة!

رغم وفرة الإنتاج هذا العام في المنطقة الشرقية، أصيب الكثير من مزارعي الزيتون بالخيبة بسبب انخفاض نسبة إنتاج زيت الزيتون إذا ما قورنت بالسنوات السابقة عندما كانت تتجاوز 25 %، و في هذا السياق بيّن المهندس أسامة سويدان رئيس دائرة زراعة سلمية أن إنتاج هذا العام من زيت الزيتون قليل جداً بسبب القطاف المبكر تخوفاً من السرقات، إضافة لتلاعب بعض أصحاب المعاصر مؤكداً أنه تم توجيه المزارعين لضرورة إبلاغ حماية المستهلك وتقديم الشكاوى في الوقت الذي يتم التشكيك بوجود غش أو تلاعب.

ثقافة الشكوى

بينما اشتكى عدد كبير من مزارعي الزيتون من السرقات الحاصلة ضمن مزارعهم، وتأكيد البعض على نهب كامل موسمهم في ظل غيابهم عن بلدتهم أو مزرعتهم، أكد مصدر في قيادة شرطة المحافظة  لـ”البعث الأسبوعية ” أن تعاون المزارعين والأهالي مع الشرطة من شأنه منع السرقات، لكن في الواقع إن ما يحصل اليوم هو امتناع هذا المزارع أو ذاك عن تقديم شكوى كون غالبية سكان البلدات والقرى تربطها علاقات قرابة أو علاقات اجتماعية تمنع الغالبية من الشكوى مهما كانت الأسباب كونها  تلحق الضرر وتؤدي للأذية.

غياب الدعم

على الرغم من  أن شجرة الزيتون باتت كنزاً ثمينا لمزارعيها في وقتنا الحالي كما أجمع الغالبية، إلا أن اللافت، هو غياب دعم هذه الشجرة  في ظل ارتفاع تكاليف مستلزمات الإنتاج من فلاحة وتسميد وري، وحاجة الشجرة لعناية كبيرة لا يقوى غالبية المزارعين عليها، ولدى سؤال المهندسة سوسن القيسي رئيس دائرة الأشجار المثمرة في مديرية الزراعة عن أسباب عدم الدعم، تجاوزت السؤال وأهملته رغم التأكيد عليه مرات عدة، وهذا التجاهل لم يكن منفرداً بل اتبعه أيضاً المهندس أشرف باكير مدير الزراعة في الرد على هذا السؤال، لكنه أكد وجود دراسة حديثة لمنح مازوت للحراثة ممن لديه من المزارعين أشجار زيتون مرخصة.

تكاليف نفقات

وازدادت تكاليف جني محصول الزيتون وعصره ونقله على المزارعين هذا الموسم أضعافاً، حيث بلغت لكل كغ من الزيتون نحو 1500 ليرة “500 ليرة للعصر، و500 ليرة للنقل، و500 ليرة للقطاف”، لذلك اضطر الكثير من المزارعين لبيع كمية من إنتاجهم من الزيت لأصحاب المعاصر أو التجار المتواجدين بها بأسعار تقل عن السوق لتغطية تلك النفقات، إذ بلغ سعر صفيحة الزيت داخل المعصرة بين 900 ألف ومليون ومئة ألف، فيما تجاوز سعرها في السوق أكثر من مليون و300 ألف ليرة!

توقيت خاطئ

عندما حددت وزارة الزراعة موعد قطاف الزيتون بدءاً من 10 تشرين الأول في حماة وريفها وافتتاح المعاصر قبيل القطاف بأسبوع، استغرب غالبية المزارعين ممن لديهم الخبرة الزراعية هذا التوقيت الخاطئ، من وجهة نظرهم، خاصةً مع احتباس الأمطار وحاجة الشجرة للري قبيل القطاف، وهنا أكد الخبير الزراعي معن نبهان أن نضج الثمرة هو السبب الرئيسي لارتفاع نسبة زيت الزيتون، وفي أغلب الأوقات يتأخر نضج الثمرة بسبب قلة الري، فالشجرة تحتاج لري مساعد للأمطار في فصل الشتاء ولريات ربيعية، ورية واحدة على الأقل قبيل القطاف بأيام، واعتبر أن لون الزيتون ليس بالضرورة أن يكون دليلاً للنضج حتى ولو تحولت الثمرة للون الأسود، فمن الضروري تسميد الشجرة وإشباعها بالمياه لتكون جاهزة للنمو في الربيع وقابلة للنضج في الوقت المناسب.

بالمقابل أكدت رئيسة دائرة الأشجار المثمرة في المديرية، أن نسبة الزيت بدأت بالتحسن في منطقة مصياف، معتبرة أن القطاف المبكر كان أهم أسباب انخفاض نسبة زيت الزيتون خاصة في الريف الشرقي الجاف ، فقد بلغت النسبة في عدة مناطق 9 % فقط لذلك يجب عدم جني الثمار قبل  تحول 60% منها على الأقل إلى اللون البنفسجي.

منتج استراتيجي

في الواقع تزدهر الحياة في الأرياف مع بدء موسم قطاف الزيتون، وتشهد المنطقة نشاطاً اقتصادياً يتمثل بتشغيل عدد كبير من الأيدي العاملة خاصة النساء المعيلات والشباب العاطلين عن العمل، ويعتمد غالبية سكان المنطقة على الزيتون في تحسين وضعهم المعيشي حيث يصل دخل الفرد اليومي في موسم الزيتون لنحو 25 ألف ليرة كحد أدنى وقد يصل دخل الأسرة لأكثر من 100 ألف يومياً، وفي الحقيقة اعتبر العديد من الخبراء الزراعيين أنه لابد من دعم هذه الشجرة المباركة والكنز الثمين لتعود سورية كما كانت في عهد سابق، الثالثة عالمياً في إنتاج الزيتون.