أخبارصحيفة البعث

لماذا توني بلير منسقاً للشؤون الإنسانية في غزة ؟

تقرير إخباري

يقول الخبر أنه قد يتم تعيين رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، منسقاً للشؤون الإنسانية في غزة، حيث تتركز المناقشات الجارية حول نطاق صلاحياته، وبالطبع الأجر الذي سيحصل عليه.

” منسق الشؤون الانسانية”! وهو البعيد كل البعد عن” الانسانية” فهو الذي حرض جورج دبليو بوش على غزو العراق بناء على مزاعم كاذبة بامتلاك العراق أسلحة دمار شامل. وبعد مضي عشرة أعوام على غزو العراق وتدمير بناه التحتية وتهجير العراقيين وقتلهم، اعترف بلير أنه أخطأ وأن العراق لم يكن يمتلك تلك الأسلحة المزعومة.  وقد كشفت وثائق بريطانية صادرة عن مجلس الوزراء البريطاني في آذار 2023 أن لندن كانت واثقة من عدم صحة مزاعم امتلاك العراق أي قدرة على الحصول على أسلحة دمار شامل أو صواريخ بعيدة المدى، قبل غزوه بعامين على الأقل.

وتعد هذه الوثائق التي أفرج عنها، الأولى من نوعها التي تثبت علم رئيس الوزراء البريطاني، آنذاك، خلو العراق من أي قدرات لامتلاك أسلحة محظورة وفقا لقرارات الأمم المتحدة الصادرة قبل وبعد إخراج الجيش العراقي من الكويت في شهر شباط عام 1991 في أعقاب عملية سميت باسم ” عاصفة الصحراء”. وتضمنت الوثائق أيضاً الاعتراف البريطاني بفعالية العقوبات العسكرية والتسليحية والتكنولوجية، والتي جاءت في سياق مراجعة أجرتها إدارة بلير في عام 2001 للسياسة الأمريكية البريطانية بشأن العراق، وفقاً للوثائق.

وكانت الولايات المتحدة قد بدأت الغزو، بدعم قوي من حكومة بلير، بعملية جوية في التاسع عشر من شهر آذار عام 2003، في أعقاب انتهاء الحرب، التي أدت إلى تدمير العراق ونزوح ملايين العراقيين، تبين أن ادعاءات وجود أسلحة دمار شامل لا أساس لها من الصحة.

حينها قال توني بلير، في مقابلة في أعقاب انتهاء الحرب، إن الجدل المستمر حول حرب العراق والتأكيدات حينها بأن بغداد تمتلك أسلحة دمار شامل جاء كنتيجة معلومات استخباراتية، مؤكداً على أن ما وجدته ست لجان تحقيق بالأمر هو احتمال ارتكاب الحكومات لخطأ ولكنها لم تكذب”.

وتطرق بلير في مقابلته تلك إلى اختلافات الأزمات الدولية التي تشهدها أمريكا مع حلفائها والعالم اليوم تحت إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وبين تلك الاختلافات بعهد الرئيس الأسبق، جورج بوش، معتبراً أن السياق مختلف، فهجمات 11 أيلول على أمريكا أدت إلى اختلاف كامل بنظرة الولايات المتحدة الأمريكية لمصالحها ولسياساتها الدولية.  مضيفاً أنه يتذكر اجتماع الدول السبع الكبرى في العام 2005، حضر (بوش) ووافق على أمور تتعلق باتفاقية التغير المناخي، والتي لم يكن موافقاً عليها 100 في المائة، إلا أنه وافق عليها وباتت اتفاقية كبرى.

يذكر أنه خلال فترة ولايته الأولى، انضم توني بلير إلى حزب العمال البريطاني، مع وجهات النظر الاقتصادية للرئيس الأميركي بِل كلينتون. وكانت هذه هي بداية صعود “فاحشي الثراء”. وخلال فترة ولايته الثانية، قام بمواءمة السياسة الخارجية للمملكة مع المفاهيم الإمبريالية للرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش، ليصبح في نظر معارضيه “كلب بوش”. وفي وقت لاحق، أصبح توني بلير ممثل اللجنة الرباعية في الشرق الأوسط. جمع ثروته من خلال شركتيه الاستشاريتين ” بليرز انس، توني بلير اسوسيات”.

هيفاء علي