ناس ومطارح.. الأرجوان” يطلق “… أول تخت نسائي شرقي في الساحل السوري
البعث الأسبوعية – وائل علي
سيدات النغم أول جوقة غنائية نسائية متخصصة في غناء التراث الشامي والعربي. تأسس الكورال في تشرين الثاني 2022 في مدينة طرطوس من قبل المايسترو بشر عيسى خريج المعهد العالي للموسيقا والعازف في الأوركسترا السيمفونية الوطنية السورية، والقائد السابق لكورال المحترفين الأكاديميين التابع للمعهد العالي للموسيقا بدمشق، وقائد كورال أرجوان طرطوس.
ويهدف إطلاق كورال سيدات النغم كما يقول مؤسسه إبراز دور المرأة العربية في المشهد الثقافي والموسيقي العام، وإدخال ثقافة الكورال والغناء الجماعي بمفهومها المعاصر إلى الثقافة الفنية المحلية، وإعادة إحياء التراث الموسيقي الشامي (بلاد الشام) والعربي الأصيل الذي بدأ يندثر ويضمحل ويتراجع أمام السطحية والابتذال الذي يسيطر على المشهد الفني العربي العام.
إضافة لتكريس الغناء العربي بلغته الفصحى، والأداء الأمثل والصحيح للحرف العربي واللحن الشرقي، الذي يعتمد في تقنيته على الاستفادة المثلى من الحنجرة البشرية لإخراج الأصوات بشكل أجمل وأصح وأجدى، والغناء بأسلوب يحمل في طياته احتراماً لقدسية الصوت البشري، وتعاملاً خلاقاً مع الموسيقا.
الجمعية الوحيدة على امتداد الساحل…
يتبع الكورال لجمعية أصدقاء الموسيقا في طرطوس التي تأسست عام 2016، وهي الجمعية الموسيقية الأولى الوحيدة على امتداد الساحل السوري ، ويتألف من 30 سيدة من عمر 37 إلى 55 سنة، من جميع أطياف الشعب السوري، ومن مختلف الفئات والشرائح الاجتماعية والعلمية والثقافية ( طبيبات ـ مهندسات ـ محاميات ـ معلمات مدارس ـ أستاذات جامعة ـ خريجات جامعيات ـ موظفات ـ وصاحبات أعمال حرة ).
أول الحصاد…
بعد سنة من التدريبات ودروس الصوت (الفوكاليز)، والتمرن على مجموعة من أصعب وأجمل وأندر الموشحات والقدود والأغاني التراثية السورية تم إطلاق كورال سيدات النغم في حفل خاص في 15 تشرين الثاني 2023 ، بمرافقة “تخت شرقي” من موسيقيين وعازفين من طرطوس وحمص في برنامج غنائي بديع، ليكون سابقة نوعية فنية وموسيقية وثقافية، تضيء وتكرس جماليات موسيقانا العربية بأصوات نسائية جميلة.
وتضمن برنامج الحفل تقديم موشح إملالي الأقداح صِرفاً ووصلة من مقام الحجاز كنت فين ـ يا مايلة عالغصون ـ هيمتني ـ ويلاه من نار الهجران، وموشح جادك الغيث، ووصلة راست وموشح صحت وجداً، وموشح يا شادي الألحان ويما مويلي الهوى، وموشح كللي يا سحب تيجان الربى، ووصلة من مقام الهزام دير القدح يا حبي ـ بلبقلك شك الإلماس ـ مرمر زماني، ووصلة من مقام النهاوند، وموشح قم يا نديم ـ موشح حامل الهوى تعب ويا فجر لما تطل ـ وتقديم صولو غنائي للونا عرنوق، ووصلة من مقام البيات
البلابل في الروض ـ بردا برداني ـ قالولي كن ـ زوالف يابو الزلف، ووصلة من مقام العجم بين الرضا وبين الدلال ـ زوروني كل سنة مرة بقيادة بشر عيسى بالاشتراك مع عازفي التخت الشرقي من حمص فادي تمور على الكمان وعباس الربعوني على الناي وعبد الغني سفور على القانون وطاهر رمضون على الطار ـــ طبلة، ومن طرطوس معتز خوندة على العود وأحمد الشاعر على الرق.
إقبال لافت…
لا بد من الإشارة إلى الإقبال غير المسبوق الذي شهده أول أداء للكورال النسائي الشرقي والتفاعل والتناغم الكبير مع الفقرات والموشحات التي قدمت ما يدل بشكل أو بآخر على شغف الجمهور وتعطشه لحضور هذه الاحتفاليات التي بات يفتقدها إلى حد كبير…
الأغاني لا تموت…
وختم المايسترو بشر عيسى قائد الكورال ومؤسس جمعية أصدقاء الموسيقا قائلاً إن الأغاني لا تموت، ولن نموت ما دمنا نغني، وإذا كان النصر نصر الحضارة والفن والجمال .. فنحن منتصرون بفنوننا وعمارتنا وزخارفنا وتصويرنا وأشعارنا وموسيقانا وأغانينا. …
وولادة كورال سيدات النغم هو ولادة شعاع حضاري جديد يضيء على تراثنا الإنساني العظيم ويبرز قوة شعبنا وقدرتنا على توليد الفرح والثقافة والفن والجمال من رحم الألم والحزن والمعاناة.
وهي معركة أخرى للحياة وللفن والموسيقا والثقافة نربحها على الظروف القاهرة التي تعتصر بشعبنا وبلادنا.