الصين داعم للقضية الفلسطينية
تقرير إخباري
يرى العديد من المحللين أن العدوان الإسرائيلي على غزة، من شأنه أن يخّلف تداعيات جيوسياسية كبيرة على بقية العالم، ومن بينها موقف الصين من القضية الفلسطينية، حيث امتنعت عن إدانة المقاومة الفلسطينية مؤكدة أنها ليست صديقة ” للكيان الإسرائيلي” على الساحة الدولية.
منذ اليوم الأول للعدوان الصهيوني، دعا الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى وقف فوري لإطلاق النار، كما أيدت الصين قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الصادر في 18 تشرين الأول والذي يدعو إلى هدنة إنسانية للسماح بتدفق المساعدات إلى غزة. كما شهدت وسائل الإعلام في الصين زيادة كبيرة في التصريحات الناقدة للعدوان والمتعاطفة مع الشعب الفلسطيني، بحيث لم يعد اسم “إسرائيل” يظهر على الخرائط الرقمية الرئيسية على الإنترنت.
إن ضغط الصين من أجل وقف إطلاق النار نابع من أنها لا تريد صراعاً إقليمياً أوسع نطاقاً، وفق ما جاء في تصريح للرئيس الصيني بأن وقف إطلاق النار أمر ضروري في أقرب وقت ممكن لمنع الصراع من الخروج عن نطاق السيطرة.
وبحسب المحللين، فإن التوسع في الأعمال العدائية سيؤدي إلى تعطيل سلسلة إمدادات النفط والغاز العالمية، المتوترة بالفعل بسبب الصراع بين روسيا وأوكرانيا، وقد يؤدي ذلك أيضاً إلى عرقلة اتفاق المصالحة السعودي الإيراني، والذي ساعدت الصين في التفاوض عليه ــ وهو التطور الذي قدمته الصين باعتباره مؤشراً على نظام عالمي متغير. ونظراً لأن الصينيين يدركون تقلص دور الولايات المتحدة في الشرق الأوسط والصراع الفلسطيني الإسرائيلي، فإنهم يرغبون في المشاركة في التوسط في اتفاق سلام في المنطقة، حيث تدرك الصين أن الحرب على غزة تضع الولايات المتحدة في مواجهة المقاومة الفلسطينية التي تحظى بدعم محور المقاومة لها والذي يرسخ علاقاته مع منافسي الولايات المتحدة، روسيا والصين.
يذكر أن الصين دعت إلى عقد قمة سلام دولية “أكثر موثوقية وواسعة النطاق وأكثر فعالية” في أقرب وقت ممكن لاستئناف محادثات السلام، وصياغة جدول زمني وخريطة طريق نحو إقامة دولة فلسطينية مستقلة.
هيفاء علي