الصهيونية … أيديولوجية عنصرية وإبادة جماعية
تقرير إخباري
قد يوحي العنوان أن صاحب هذا المقال هو محلل فلسطيني، أو أضعف الإيمان هو محلل عربي، ولكن من قال هذا الكلام هو ديفيد ميلر، فيلسوف وعالم سياسة أمريكي، الذي لا يكيل المديح للمسؤولين الأمريكيين ولا لحلفائهم الصهاينة في الكيان الإسرائيلي، بل يفضح ممارسات الصهيونية إزاء الفلسطينيين في فلسطين المحتلة.
يشير الكاتب في مقاله أنه على الرغم من أنهم ينفقون الكثير من الوقت والموارد في التظاهر بأنهم “ديمقراطيون” وليسوا عنصريين، إلا أن الصهاينة غالباً ما يكونون واضحين جداً بشأن ما يؤمنون به، وخاصة في مواقف الأزمات، إذ يرى العالم المستوطنين في شوارع فلسطين المحتلة وهم يرددون شعارات استفزازية مثل “لتحترق قريتك” و”الموت للعرب”، ويطالبون أيضاً بالنكبة الثانية، وخاصةً بعد إطلاق العدوان الوحشي على غزة الذي دخل شهره الثاني، ومع ارتفاع وتيرة التصريحات التحريضية والعنصرية العميقة للصهاينة، والتي أصدرها الساسة الصهاينة بعد 7 تشرين الأول 2023 تاريخ إطلاق المقاومة الفلسطينية عملية ” طوفان الأقصى”.
استعرض المحلل سلسلة هذه التصريحات، موضحاً أن وباء إعلانات الإبادة الجماعية الذي أعقب السابع من تشرين الأول صدم العالم وهو على حق في ذلك، مؤكداً أن الصهيونية كانت ولا تزال أيديولوجية وحركة عنصرية بطبيعتها وقائمة على الإبادة الجماعية. ولإقامة “دولة يهودية” في فلسطين التاريخية، وجد الصهاينة أنه من الضروري إيجاد طريقة للقضاء على السكان الأصليين، إما عن طريق قتلهم أو إجبارهم على الرحيل. وعاد الكاتب بالتاريخ إلى عام 1896 وهو تاريخ صدور كتاب “الدولة اليهودية”، الذي يعتبر النص التأسيسي للحركة الصهيونية العنصرية، لمؤلفه تيودور هرتزل، الذي أوضح أن الحركة الصهيونية يجب أن تناشد القوى الإمبريالية الأوروبية لدعم إنشاء “دولة يهودية” في فلسطين، وللمساعدة في بناء الدعم للصهيونية بين الإمبرياليين الأوروبيين، وحينها قدم هرتزل الصهيونية كمهمة للغرب الجماعي قائلاً: “بالنسبة لأوروبا، سنمثل جزءاً من الحاجز ضد آسيا؛ سنكون بمثابة موقع متقدم للأوروبيين. إن عمليات الترحيل ستجعل فلسطين صالحة للسكن للأوروبيين”.
ويعود الكاتب ليذكر أنه في نيسان 1905، خلال خطاب ألقاه في مانشستر بإنكلترا، أعلن المنظر الصهيوني إسرائيل زانجويل: ” يجب أن نكون مستعدين لطرد العرب”. رداً على “لجنة بيل” عام 1938، أنشأ مجلس الوكالة اليهودية “لجنة نقل السكان” للتهجير القسري للفلسطينيين، والذي سيتم تنفيذه، على حد تعبيرهم، “ليس من خلال الوعظ، ولكن بالآلات والأسلحة النارية”…
وفي وقت لاحق، في عام 1941، أعلن بن غوريون، الزعيم الصهيوني، وأول رئيس وزراء للكيان الصهيوني: “من المستحيل تصور إخلاء عام للفلسطينيين من الأرض دون إكراه وحشي”. واليوم، يضيف المحلل، يستمر “الإكراه الوحشي” حيث يحاول الصهاينة استكمال عملهم في القضاء على السكان الأصليين، إما بقتلهم أو بدفعهم نحو سيناء أو نهر الأردن، وهذا الأمر لا يتعلق فقط بـ “اليمين المتطرف”، ولا يتعلق فقط بالتحريفيين، ولا يتعلق فقط بالوسطيين، ولا يتعلق فقط بالتقاليد الصهيونية العمالية، ولا يتعلق فقط بالصهاينة “الاشتراكيين”، الصهيونية هي في جوهرها أيديولوجية عنصرية وإبادة جماعية، ويجب القضاء عليها.
هيفاء علي