أخبارصحيفة البعث

الشهر الأكثر دموية للصحفيين

تقرير إخباري

تعمدت “إسرائيل” استهدافها الصحفيين في غزة خلال ما وُصف بأنه الشهر الأكثر دموية للصحفيين، ففي خضم هجوم الإبادة الجماعية الذي تشنه على القطاع، تقوم “إسرائيل” بشكل منهجي باستهداف الإعلاميين.

ويهدف هذا الانتهاك الممنهج، بحسب الناطقة باسم نقابة الصحفيين الفلسطينيين شروق أسعد، إلى التغطية على الفظائع التي يرتكبها الاحتلال والتي لا توصف، ومنع العالم من مشاهدة فظائع هجومه الوحشي . وقالت:”إن العمل كصحفية في ظل القانون العسكري الإسرائيلي يعني عدم وجود حماية مضمونة بموجب القانون الدولي، حيث لا يوجد أمان ولا قواعد أخلاقية لأننا هدف مباشر لإسرائيل”.

في الوقت الذي يواجه فيه الصحفيون الفلسطينيون تهديدات متزايدة وأعمال ترهيب وعنف بسبب تقييد الاحتلال الإسرائيلي لحرياتهم، تسلط شروق الضوء على الزيادة المثيرة للقلق في الهجمات على الصحفيين منذ 7 تشرين الأول . وذكرت أن ما يقرب من 90 صحفياً تعرضوا للاعتداء، وتراوحت الحالات بين الاعتداء الجسدي وتدمير معداتهم.

علاوة على ذلك، تم اعتقال 32 صحفياً بشكل تعسفي بموجب القانون العسكري الإسرائيلي، الذي يذكر بقوانين الطوارئ المستخدمة خلال الانتداب. وترفض السلطات الإسرائيلية الإخبار عن أسباب اعتقالهم أو ظروفهم، حيث تقوم سلطات الاحتلال باعتقالهم ادارياً في ممارسة تعود إلى أيام الانتداب البريطاني، والتي كانت تستخدم لاعتقال الفلسطينيين دون أي اتهامات، كما لا يتم تقديمهم إلى المحكمة، ولا حتى إخبارهم بموعد انتهاء فترة سجنهم.

ولتسليط الضوء على الوضع الأكثر خطورة الذي يواجهه الصحفيون في غزة. قتل الجيش الإسرائيلي 60 عاملاً في المجال الإعلامي منذ 7 تشرين الأول وفقاً لنقابة الصحفيين الفلسطينيين.علاوة على ذلك، ذكرت لجنة حماية الصحفيين أن هذا هو الشهر الأكثر دموية للهجمات على الصحفيين منذ أن بدأت في الاحتفاظ بالسجلات منذ عام 1992.

من جهة أخرى استهدفت سلطات الاحتلال وبشكل متعمد 61 مكتباً إعلامياً، تم هدم بعضها بالكامل، واستشهاد من كان بداخلها. فمنذ الأيام الأولى لبدء الحرب، كانت هناك خسارة يومية في أعداد الصحفيين، لتصل إلى خسارة عشرة صحفيين أسبوعياً، وهذه  تعتبر أرقام ضخمة، بالنظر إلى عدد سكان غزة.

بالنسبة للصحافيين الفلسطينيين، الصحافة هي أكثر من مجرد وظيفة إنها حقيقة معيشية ليس بالنسبة لهم فحسب، بل أيضًا لعائلاتهم وجيرانهم ومجتمعاتهم، كما أنهم وحدهم القادرين على نقل واقع الحياة تحت الاحتلال. وبالنسبة للفلسطينيين في غزة، عندما يرون مستشفى الشفاء يتعرض للقصف، فهو ليس مجرد مستشفى بالنسبة لهم،  إنه أقدم مستشفى وعلامة فارقة بالنسبة لهم، ولديهم حوله الكثير من الذكريات. ويخاطر الصحفيون الفلسطينيون بحياتهم لسرد هذه القصص، مدفوعين بالرغبة في أن يكونوا جزءاً من النضال من أجل الحرية والعدالة.

عناية ناصر