الصين وهدنة غزة
تقرير إخباري
الهدنة في غزة هي “نافذة رئيسية للمساعدات الإنسانية” ستنقذ أرواحاً إذا لم يكن من الممكن الحفاظ على وقف إطلاق النار، فالتوقف لمدة أربعة أيام لن ينقذ سوى أرواح محدودة إذا استؤنف الصراع، وأنه يجب على المجتمع الدولي بذل الجهود لتحويل هذا التوقف إلى هدنة دائمة.
ويأتي هذا الاختراق بعد أن تبنى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قرارا في 15 تشرين الثاني يدعو إلى هدنة إنسانية عاجلة ومطولة وفتح ممرات في غزة، وقد عملت الصين، بصفتها الرئيس الدوري لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لشهر تشرين الثاني، مع المجتمع الدولي للتوصل أخيراً إلى وقف مؤقت لإطلاق النار، ولكن يبقى السؤال إلى أي مدى يمكن تحويل هذا الاختراق إلى وقف نهائي لإطلاق النار.
يقول وانغ جين، الأستاذ المشارك في معهد دراسات الشرق الأوسط بجامعة نورث وسترن، لصحيفة “غلوبال تايمز” إن السبب في تأخير سريان الاتفاق حتى صباح يوم الجمعة، قد يكون تقنياً، ولكن سيتم وقف إطلاق النار المؤقت وإطلاق سراح الرهائن، لكن كلا الجانبين يحتاج إلى مزيد من الوقت لحل قضايا مثل من يجب إطلاق سراحه ومتى وأين وكيف يتم إطلاق سراحهم، بالإضافة إلى الإجراءات الإدارية. وأضاف أن “عملية تبادل الرهائن أو الأسرى ستتم حسب رغبة الطرفين، إذ تواجه إدارة نتنياهو ضغوطاً داخلية هائلة بشأن قضية الرهائن، في حين تريد المقاومة كسب أيضاً الوقت في هذا الصراع الوحشي”.
زعمت بعض وسائل الإعلام الأمريكية، مثل صحيفة “وول ستريت جورنال”، مؤخرا أن الصين تحاول الحصول على اليد العليا الأخلاقية أو تحدي الولايات المتحدة في الشرق الأوسط من خلال اتخاذ خطوات أكثر حزماً لدعم فلسطين، وهو الاتهام الذي دحضه الخبراء الصينيون، الذين يؤكدون أن دور الصين في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي يختلف تماماً عن دور الولايات المتحدة، لأن الصين لم تكن مدفوعة قط بمصالح جيوسياسية أنانية، وتدعم العدالة دائماً، وتتخذ موقفاً محايداً وعادلاً، وأضافوا أن هذا هو السبب الذي يجعل جميع دول المنطقة تثق وترحب بالصين للقيام بدور بناء أكثر.
يذكر أنه قبل إعلان الهدنة زار بكين وفد يضم وزراء خارجية مجموعة الدول العربية والإسلامية، بينها السعودية ومصر والأردن وإندونيسيا وفلسطين، بالإضافة إلى الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلام.
من هنا، يجب على الولايات المتحدة، وكذلك بعض وسائل الإعلام الغربية، أن تدرك أن سياسات واشنطن الفاشلة والأنانية والفوضوية وغير المتماسكة في الشرق الأوسط هي التي تسببت في مآسي لا نهاية لها في المنطقة، في حين أن الصين وأعضاء آخرين في المجتمع الدولي مسؤولون عن التعامل مع هذه القضية. وحتى هذه المشاكل، التي خلقها الغرب والولايات المتحدة في الواقع، لا ينبغي أن تشعر بالغيرة عندما تتم الإشادة بمساهمة الصين في جميع أنحاء العالم.
هيفاء علي