مجلة البعث الأسبوعية

مشاكل اتحاد الملاكمة تتواصل والمكتب التنفيذي يؤجل العلاج!

البعث الأسبوعية-عماد درويش

يبدو أن المشاكل ستبقى مرافقة لرياضتنا عامة واتحادات الألعاب على وجه الخصوص وهذا يدل على عدم الاستقرار الذي تعيشه تلك الاتحادات وعدم التفاهم بين رؤساء الاتحادات وبقية الأعضاء، وما يجري في اتحاد الملاكمة يصب في هذا السياق، حيث تبنى أحد أعضاء المكتب التنفيذي دفاعاً شرساً عن الاتحاد الحالي، رغم ورود أكثر من شكوى بأن الكثير من كوادر لعبة الفن النبيل كانت وما زالت مصرة على حجب الثقة عن الاتحاد.

تكملة عدد

لم يكن العام الحالي فأل خير على لعبة الملاكمة التي سجلت نتائجها تراجعاً رهيباً، رغم كثرة المشاركات الخارجية واكتفت ببرونزية الأسياد، وذهبية دورة المتوسط في الجزائر، وودع ملاكمونا بطولة آسيا دون تحقيق أي بصمة، وفشلت كافة الجهود للمشاركة في بطولة العرب للشباب التي أقيمت في مصر.

وعاشت اللعبة أيضاً أسوء موسم لها خاصة محلياً فغاب التميز عن كافة البطولات التي أقامها الاتحاد واقتصار إقامة البطولات على عدد محدد لأسباب متعددة منها نقص المال اللازم لها، وشهد بعضها اعتراضات وانسحابات وشغب لترسم أكثر من إشارة استفهام حول مستقبل اللعبة، هذا كله ظهر على العلن خاصة في ظل التجاذبات بين رئيس الاتحاد وبقية الأعضاء الذين اعتبروا أنفسهم “تكملة عدد” في ظل تشبث الرئيس بالقرارات التي يتخذها دون الرجوع لرأي أعضاء الاتحاد.

مشاكل جمة

الوضع الضبابي الذي عاشته اللعبة جعل الاتحاد يلغي بعض بطولات الجمهورية هذا العام واستعاض عنها بإقامة بطولات فرعية في المحافظات، بمعدل بطولتين فرعينين لكل الفئات في كل محافظة على حدة، وذلك بسبب نقص السيولة المادية وعدم قدرة المحافظات على التنقل.

لكن المشاكل بقيت مرافقة للاتحاد ومنها على سبيل المثال تقديم عضو الاتحاد محمد غصون استقالته من مجلس إدارة الاتحاد احتجاجاً على ما يجري لكن استقالته رفضت من المكتب التنفيذي، كما أطلقت بعض الكوادر على الاتحاد لقب “اتحاد التجارب” لكثرة ما يقيمه من تجارب لانتقاء لاعبي المنتخبات دون المشاركة في أي بطولة أو استحقاق خارجي، وهذه التجارب لم تلقّ قبولا ًمن قبل الكثيرين، ومنهم أبطال لهم سمعتهم محلياً وخارجياً، فما حدث في أغلب التجارب التي أقامها اتحاد اللعبة لمنتخب الرجال دليل على عدم رضى تلك الكوادر ولاعبي المنتخب عن الاتحاد، فقد تغيب عن إحدى التجارب لاعبو محافظة حلب ونادي الجيش الذين يمثّلون معظمهم أبطال المنتخب الوطني، وهو ما اعترف به الاتحاد، ورأت تلك الكوادر أن هذا التغيب أمر خطير سيما أن بعض اللاعبين صرحوا بأنهم لن يشاركوا في أية بطولة أو تجارب يقيمها اتحاد اللعبة بتشكيلته الحالية، وطالبوا القيادة الرياضية بالتدخل الفوري والسريع قبل أن تسقط الملاكمة بالضربة القاضية، وعند التدخل عادت الأمور لمجاريها على مبدأ “تبويس الشوارب” إلا أن المشكلة ما زالت هي نفسها وحتى الآن لم تحل بشكل جذري!!

عقوبات شكلية

قضاة اللعبة (الحكام) نالوا نصيبهم من سوء معاملة الاتحاد لهم، حيث أقدمت لجنة الحكام في خطوة مفاجئة بفرض عقوبات بالجملة طالت بعض الحكام والسبب تغيبهم بدون عذر عن تحكيم بطولة الجمهورية للسيدات الأخيرة التي استضافتها طرطوس، لتحمل العقوبة في مضمونها إيقاف الحكام لمدة ثلاثة أشهر، البعض من  كوادر اللعبة رأى أن العقوبة شكلية لأنه ما من بطولة ستقام قبل ثلاثة أشهر أو أكثر من تاريخ العقوبة، وبالتالي المغزى من العقوبة هو إعلامي ” وتخويف” للكوادر ليس إلا، لكن غاب عن ذهن الاتحاد ولجنته أن البطولة سبق وتأجلت ، وبالتالي الحكام لا ذنب لهم في الغياب عن الموعد الجديد الذي لم يعلن عنه الاتحاد بوقت كافٍ كون معظمهم من مرتبطين بأعمالهم الخاصة وبحاجة لوقت ليتثنى لهم حضور البطولة التي تتطلب التفرغ عن أعمالهم لفترة طويلة، وكان الأجدى من الاتحاد تحديد موعد يتوافق مع الجميع، ولو حصل هذا لما وجد الغياب في بطولة السيدات ولا وجدت مثل هذه العقوبات ، التي أخذها البعض على حكام اللعبة وعدم التزامهم مع بطولاتهم ولجنتهم العليا في حين أن العكس هو الصحيح.

في هذا السياق تمنى بعض الحكام من اتحاد اللعبة العمل على إقامة دورة دولية مؤهلة من حكم وطني إلى حكم دولي نجمة أولى، حيث سبق للاتحاد أن أخفى إقامة مثل هذه الدورة ما جعل أبناء اللعبة وحكامها يهمسون في الأروقة إلى أن اتحادهم ينوي إخفاء موعد أي دورة تقام في ربوعنا أو في الدول الشقيقة رغم أن المشاركة في هذه الدورة يكون على حساب الحكام أنفسهم وليس على اتحاد الملاكمة.

تعتيم شامل

عضو اتحاد الملاكمة محمد غصون أكد لـ”البعث الأسبوعية” أن المشاكل لم تبتعد عن الاتحاد الحالي منذ أن تم انتخابه حتى الآن، فجميع أعضاء الاتحاد لا يعلمون متى يحضر رئيس الاتحاد لمقره، وحتى السفرات الخارجية له لا يعلم بها أحد متى يسافر أو يأتي، ومنها بطولة العالم للناشئين التي لم يعرف أحد فيها، ولم يشارك منتخبنا فيها، منضيفاً: رئيس الاتحاد أضاع الكثير على اللعبة من مشاركات وبطولات دولية وعالمية بحجج واهية، وهو ما دعاني لتقديم استقالتي بسبب عدم القدرة على العمل ضمن أروقة الاتحاد بسوية واحدة، لكن رئيس الاتحاد الرياضي العام رفض الاستقالة، ولحبي للعبة و لخدمتها آثرت البقاء في الاتحاد لخدمة لاعبي منتخبنا الوطني.