نبض رياضي.. مؤتمرات مفرغة!
البعث الأسبوعية-محمود جنيد
العتم الذي ساد المكان جراء الانقطاعات المتكررة للتغذية الكهربائية، و الاستعانة بأضواء ( فلاشات) الهواتف النقالة كبديل طارئ ما اضطر البعض للمغادرة، وذلك خلال انعقاد المؤتمر السنوي للجنة التنفيذية في حلب عبّر بصورة غير مباشرة عن واقع عام انسحب عليه ضعف الحضور وفي طليعته رؤساء الأندية الثلاثة الكبيرة في المدينة، فيما غاب جوهر المناسبة كمحطة تقييم وتقويم لما طرح ووصي به في السابق وما أنجز من عدمه، عن النقاشات والطروحات التي أتى كثير منها في غير مكانه بالنسبة لمؤتمر خاص برياضة محافظة بحجم حلب توصف بعاصمة الرياضة السورية، وكثير منها كان مكرراً مرحلاً من مؤتمرات الأندية أو اللجان الفنية، وبعضها الأخر اخذ صيغة المجاملات و التظهير لإنجازات ضيقة أريد بها التغطية على تراكمات من الخلل والتخبط وقصور المعالجة والحلول لكثير من الملفات مع حضور بعض الاستثناءات التي لم تستطع إخفاء عيوب الشكل والمضمون.
عدد من الخبرات والكوادر الرياضية في حلب أكدوا قبل المؤتمر بأن آخر همهم هو حضور مثل هذه المؤتمرات التي تعتبر محض هراء ومضيعة للوقت في ظل واقع ” فالج لا تعالج”، تأخذ فيه التنفيذيات دور مسير المعاملات الذي يربطه الروتين والبيروقراطية دون حول ولاقوة، في حين التزم من رافقناهم في الطريق إلى مكان انعقاد المؤتمر الصمت السلبي، رغم سخطهم على ما آلت إليه الرياضة الحلبية من تراجع، وبقي صراخهم المكبوت حبيس الصدور بلا صوت أو صدى مسموع!
الرأي الحاسم أشار إلى المشكلة وحلها بالنسبة لرياضة متهالكة تقتات على الطفرات من الإنجازات التي يدعي الجميع أبوته لها، الاحتراف المنحرف وضرورة تصحيح مساره، أو الغاؤه بالنسبة للعبتي القدم والسلة المستنزفة لقدرات الأندية مصيباً خزائنها بالعجز المزمن دون طائل ، في الوقت الذي لا تجد فيه الرياضة والألعاب المظلومة الأخرى مكان للتدريب أو ضوء يقشع الظلام، بينما تبرز فيه الحجج الجاهزة لتغطية القصور، وتطفو على السطح العلاقة التناحرية الفاترة بين جهتي الاتحاد الرياضي والتربية التي يطلب منها تمكين الرياضيين منشآتها التي أصبح ارتيادها وتحديدا صالة الأسد حسب الشكاوى عصياً، مع الحاجة لوضع ملعبي رعاية الشباب ومركز التدريب والتأهيل التربوي التابعين للتربية، ليكونا رديفاً للملعب الوحيد الصالح وهو ملعب الحمدانية المؤطر بست ساعات خدمة أسبوعية.
ثلاث نقاط جوهرية تطرق لها رئيس مكتب المنشآت المركزي خلال المؤتمر متعلقة بملفات نقل ملكيات أراضي الاتحاد الرياضي، ومعالجة وتسوية وضع الاستثمارات السائب دون معالجة، الذي ينسحب عليه تعديل الأسعار بالنسبة لها وفق الأسعار الرائجة، مشيراً إلى التقصير الكبير في هذا الجانب، وتم الكشف عنه خلال عملية الجرد التي قام بها مؤخرا لجميع المحافظات.
الخلاصة أن المؤتمرات السنوية بشكل عام، أصبحت مفرغة من المحتوى والجوهر، وأكثر من ذلك مجرد مراسم وصف كلام، وعبئاً لا نافذة للتقويم والتصحيح!